قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش، يعتبر ابن الرومي من شعراء العصر العباسي، والذي له شهرة كبيرة، والعديد من الدواوين والأشعار المختلفة، كما أن له قصائد طوال مختلفة الأغراض، حيث أنه كان من أفضل وأنبغ شعراء عصره، كما أن له قصائد مختلفة في العديد من الأغراض الهجائية، ومن أهم هذه القصائد قصيدة هجاء ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش، حيث تعتبر قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش من القصائد المشهورة لابن الرومي والتي تعتبر كلماتها من جميل اللفظ، فقد أبدع ابن الرومي في قصائده المختلفة وقدم فيها الصور الحسنة والجميلة والمعاني بأجمل وأبدع الألفاظ، وهذا ما جعله من أفضل الشعراء في عصره وأعظمهم.
قصائد ابن الرومي في الهجاء
قصيدة ابن الرومي، قبل الحديث عن ابن الرومي وما كتبه من شعر في سليمان الأخفش، فإننا سنتحدث عن ابن الرومي، وهو علي بن العباس بن جريج، وقد ولد ابن الرومي في بغداد والتي كانت في ذلك الوقت عاصمة الخلافة العباسية وذلك في العام 836م/221هـ، وقد كان بان الرومي من الموالي فكان مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر بن المنصور، فهو أصلا من أصول رومية فوالده من الروم الإغريقيين ولكنه كان مسلما، وأمه من أصل فارسي، وقد حظي ابن الرومي في صغره باتصاله بحاشية الخلفاء، وفي شبابه تشرب حب الخلفاء العباسيين وأعلن ذلك في قصائده وولاءه لهم، فهو يرى أنه يجب عليه التضحية والدفاع عنهم، وتوجد له الكثير من الدواوين والقصائد الشعرية العظيمة.
قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش
قصيدة ابن الرومي التي هجا فيها ابن الاخفش من القصائد التي صنفت من أغراض الهجاء، كما أن كان هناك هجاء متبادل بين ابن الرومي وبين الأخفش، وكان هناك هجاء مقذع بينهما، وهو موجود من الأغراض الشعرية التي كانت موجودة في ذلك العصر وغيره من العصور، لكنها شاعت أكثر في العصر العباسي، ومما هجا ابن الرومي فيه الأخفش من قصيدة ابن الرومي الرائعة والتي قال فيها:
- قلت لمن قال لي: عرضت على الأخـــ**ـــفش ما قلته فما حمده
- قصرت بالشعر حين تعرضه**على مبين العمى إذا انتقده
- ما قال شعرًا ولا رواه، فلا**ثعلبه كان، لا ولا أسده
ومما ذكر من قصيدة ابن الرومي من أبيات هجاء، فكان ابن الرومي كثير الهجاء للأخفش، حيث أن ابن الرومي كان متطير، والأخفش يمزح كثيراً، ومما ذكر مما “أن ابن الرومي كان كثير الطيرة وكان الأخفش كثير المزاح، وكان يباكره قبل كل أحدٍ فيطرق الباب على ابن الرومي فيقول: من بالباب؟ فيقول الأخفش: حرب بن مقاتلٍ، وما أشبه ذلك، فقال ابن الرومي يهجوه ويتهدده:
- قل لنحوينا أبي حسنٍ … إني حسام متى ضربت مضى
لا تحسبن الهجاء يحفل بال … رفع ولا خفض خافضٍ خفضا
كأنني بالشقي معتذرا … إذا القوافي أذقنه مضضا
ينشدني العهد يوم ذاك ولل … عهد خضاب أزاله فنضا
قصيدة ابن الرومي في الاخفش
ومما ذكر من قصيدة ابن الرومي في هجاء الأخفش كثير، حيث أنه كان هناك الكثير من الهجاء بينهما، ومما قال المزرباني: “حدثني المظفر بن يحيى قال: حدثني أبو عبد الله النحوي أن الأخفش قال يوما لابن الرومي: إنما كنت تدعى هجاءٍ مثقالٍ، فلما مات مثقال انقطع هجاؤك. قال فاختر على قافيةً. قال: على روى قصيدة دعبلٍ الشينية”، ثم ذكرت قصيدة ابن الرومي المشهورة:
- ألا قل لنحويك الأخفش … أنست فأقصر ولاتوحش
- وماكنت عن غيةٍ مقصراً … وأشلاء أمك لم تنبش
كما ذكر في قصيدة ابن الرومي التي هجا فيها الأخفش:
- أما والقريض ونقاده … ونجشك فيه مع النجش
ودعواك عرفان نقاده … بفضل النقى على الأنمش
لئن جئت ذا بشرٍ حالكٍ … لقد جئت ذا نسبٍ أبرش
وماواحد جاء من أمه … بأعجب من ناقدٍ أخفش
كأن سنا الشتم في عرضه … سنا الفجر في السحر الأغبش
أقول وقد جاءني أنه … ينوش هجائي مع النوش
إذا عكس الدهر أحكامه … سطا أضعف القوم بالأبطش
وماكل من أفحشت أمه … تعرض للقذع الأفحش
تعتبر قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش من قصائد الهجاء المعروفة، وهي قصيدة طويلة جداً، وقد سار هجاء الأخفش بالذي قاله ابن الرومي، فذهب الأخفش بعد ذلك إلى جماعة من الرؤساء حتى يطلبوا من ابن الرومي أن يتوقف عن هجاء الأخفش، فصفح عنه وطلبوا منه أن يمدح الأخفش حتى يزيل عنه عار الهجاء.