موضوع تعبير عن اختيار الصديق، فالصديق هو مرآة لصديقه، وسر سعادته، وكاتم أسراره، والذي يعتبر كتاب يُقرأ عنوانه من الصفات المشتركة بين الأصدقاء، والصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية في الوجود، والتي تتكون عند وجود توافق فكري وثقافي، وتوارد في الأفكار بين شخصين ربطت بينهما علاقة الصداقة السامية، التي تولد بينهما محبة، وصدق في المشاعر؛ لذلك على الإنسان أن يُحسن اختيار صديقه، وأن يختار صديقه بعناية، فالصديق الحقيقي هو الذي يساند صديقه في كل حين، ويقف إلى جانبه في أفراحه، وأحزانه، ويناقش موضوع تعبير عن اختيار الصديق كيفية اختيار الصديق الحقيقي.
تعبير عن اختيار الصديق الحقيقي
الصداقة هي هبة من الله سبحانه وتعالى، وهي سر سعادة المرء عندما تكون حقيقية، فالصديق الحقيقي هو الذي يهتم لكل ما في حياة صديقه، فيشعره بأنه أخيه وليس مجرد صديق له، فيحافظ على أسراره، ويتصرف عن أذيته، و يسانده في فرحه وفي حزنه، ويفهمه ويقوم بدعمه، ويعزز ثقته بنفسه وبمن حوله، فإذا شعر الصديق بافتقاره لثقته بنفسه يقوم صديقه بدعمه، وتعزيز الثقة بالنفس لديه، وهو سر سكينة صديقه وراحته النفسية، الذي إذا شعر صديقه بالضيق وتحدث إليه زال همه.
ويتسم الصديق الحقيقي بأنه هو الشخص الوحيد الذي يحاول دائماً رسم البسمة على شفتيك، وإن لم يكن بمقدوره إسعادك فإنه دوماً سيدعو لك بالسعادة الأبدية، وأن يجعل الله في قلبك سعادة هذا العالم بأسره، فبذلك يكون هذا الصديق هو من يستحق اللقب بجدارة، وهو أيضاً من يأخذ بيدك إلى الجنة، ويرشدك إلى طريق الصلاح، وأما عن معايير اختيار الصديق الحقيقي فهو يعتمد على من يشبه روحك، ويدلك على الصلاة، ويتمنى لك السعادة دوماً.
أحاديث نبوية عن اختيار الصديق
حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار الصديق الصالح، ووصفه بأنه كحامل المسك الذي تفوح منه الروائح الطيبة، كما أمرنا بأن نختار شخصاً صالحاً يتوافق معنا، ويدلنا على خير الأمور، ومن الأحاديث التي تحدثت عن حسن اختيار الصديق:
- عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ رضي الله عنه أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً».
- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير الأصحاب من قل شقاقه وكثر وفاقه).
كيفية اختيار الصديق في الإسلام
جعل الله الرفيق الصالح مثل للأخوة المؤمنين، الذين تحابوا في الله، و أمرنا الله بأن نجلس مع من يدعون إلى الخير، ويقيمون الليل، ويحافظوا على صلاتهم، ومن الآيات القرآنية التي حثت على ذلك:
- قال تعالى: “وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا “.
- قوله تعالى:” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “.
أجمل تعبير عن اختيار الصديق بالعناصر
الصداقة الحقيقية تبدأ عندما نجد أرواحاً تشبهنا في كل تفاصيل ما، وتأخد بيدنا إلى إصلاح أنفسنا، وابعدنا عن طريق السوء، وتدعمنا عندما يتخلى الجميع عنا، فهذه هي الصداقة الحقيقية التي نتمنى أن تدوم إلى الأبد، فالصديق الحقيقي يساعدنا على الاستقامة، والاعتدال في حياتنا؛ لذلك علينا أن نُحسن اختيار الصديق الذي سنكمل معه مشوار حياتنا ليكون هو كاتم أسرارنا.
إن اختيار الصديق من أهم ما يجب أن يحافظ الإنسان على القيام به، لأن الصاحب الصالح يعمل على تذكير صديقه بالله بخالقه على الدوام، وبالأعمال الصالحات، ويعينه على مجاهدة نفسه ليقوم بالعبادات بالوجه الكامل دون نقصان، ويعمل على نصيحة صديقه بنية خالصة، ويبعد صديقه عن الصفات السيئة، والتي منها النميمة، والغيبة، كما أنه يحفظ الأسرار، ولا يُفشي سرك عند أحد من العباد، ويفتقدك عند غيابك، ويعز عليه الجلوس في مكان مميز دون وجودك.
حثنا الإسلام على اختيار الصديق الصالح، فهو خير جليس الذي أخلاقه تكون مرآة أخلاقنا، والذي يدلنا على الخير، ويبعدنا عن السوء، ويتمنى لنا الخير دوماً، ولا يمل من دعوتنا للخير، فالإنسان تنعكس عليه صفات صديقه، ويجب عليه أن يُحسن اختيار الرفيق الجيد وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).
خاتمة موضوع عن اختيار الصديق
الرفيق الجيد لا يكون مجرد صديق، أو شخص يحمل في قلبه محبة لنا، بل هو بئر من الأسرار التي لا يمكن أن يصل إليها أي شخص، وهو مرآة للأخلاق رفيقه، وهو سند لصاحبه في كل حين، وعند اختيار الصديق المناسب سنحصل على سند ورفيق يرافقنا مدى الحياة، ويُعدل إعوجاجنا، ويسندنا عندما نميل، فإن حُسن اختيار الصديق سيعطينا الأمان، والثقة بالنفس، فعليكم اختيار الصديق الصالح قبل السير في أي طريق.
من الأشياء التي يحرص عليها المسلم هي اختيار الصديق الصالح، وهو الصديق الذي يعكس صفات الخير على صديقه، وفي موضوع تعبير عن اختيار الصديق ذكرنا بعضاً من الأحاديث الشريفة، والآيات القرآنية التي حثتنا على اختيار الصديق الصالح.