أكثر المشكلات السلوكية شيوعاً لدى أطفال الروضة وتأثيرها على صحته النفسية وأساليب علاجها، يعتبر الأطفال كالغرس اليافع الصغير، الذي يحتاج إلى الكثير من العناية والاهتمام، حتى نحصل على فرد سوي وسليم يشبه الشجرة الشامخة والمتجذرة في الأرض، لهذا يجب أن نسقي أطفالنا ونعلمهم كافة السلوكيات والمبادئ الإسلامية الصحيحة، حتى نساعد أطفالنا على النمو الجسدي والعقلي السليم، وهذا يجعل الطفل ناضجاً ومتفتحاً في تفكيره، بعيداً عن أي شذوذ نفسي وعقلي قد يؤثر على سلوكياته، لهذا يجب رعاية الجيل اليافع في الحضانات ورياض الأطفال، فهم البذرة الأساسية في نمو مجتمع متكامل وسليم، لهذا سوف نتناول فيما يلي أكثر المشكلات السلوكية شيوعاً لدى أطفال الروضة وتأثيرها على صحته النفسية وأساليب علاجها.
أهم أسباب الإضطراب السلوكي لدى الأطفال
أهم أسباب الإضطراب السلوكي لدى الأطفال، في حالة وجود أي مشكلة سلوكية ما علينا إلا البحث عن مصدر هذه المشكلة السلوكية في تصرفات الطفل، ومعرفة الأسباب الحقيقية الكامنة وراء التصرفات الخاطئة للطفل، والبحث عن الطرق المناسبة لعلاج أي مشكلة سلوكية تواجهنا، ومحاولة تقويمها لخلق شخص سوى وفعال في هذا المجتمع، وهنا أهم الأسباب التي تؤثر على قوامة سلوك الطفل،
- المشاكل الأسرية، ومايتبعها من طلاق وغياب أحد الوالدين، تؤدي إلى شعور الطفل بالحرمان العاطفي ونقص الحب والحنان، ومحاولة تعويضه بتصرفات مستجدة على سلوك الطفل.
- عدم المساواة بين الأبناء، والتمييز بينهم في العطف والدلال.
- التناقض وعدم التوافق بين الوالدين في تربية الأطفال.
- قسوة التعامل والفظاظة والتضييق على الطفل بحجة التربية.
- زيادة الدلال من الوالدين تُوَلِد سلوكيات سيئة عند الطفل.
- وجود مشاكل جسدية واضطرابات صحية عند الطفل، مثل الأنيميا ونقص الحديد، سوء الهضم.
- الكبت ومحاولة إثبات الذات في البيئة المحيطة.
متى تشكل المشكلات السلوكية خطراً على صحة الأطفال النفسية والعقلية
متى تشكل المشكلات السلوكية خطراً على صحة الأطفال النفسية والعقلية، يكتسب الطفل الكثير من المهارات والسلوكيات خلال مراحل نموه، فبعض المهارات والسلوكيات تعتمد بشكل أساسي على النمو العصبي والعقلي عند الطفل، مثل، تطوير مهارة التحكم في التبول والبراز، الذي يعتمد بشكل أساسي على نمو الدماغ ونمو الأعصاب، كما أن هناك بعض السلوكيات والتصرفات التي تعتمد على الاتصال العاطفي والمعرفي والوجداني مع الأشخاص في البيئة المحيطة، فمثلاً سلوك الطفل في البيت أو الروضة أو المدرسة يرتكز على التكامل بين النمو الجسدي والفكري والمعرفي عند الطفل، كما أن هناك عوامل أخرى تؤثر في سلوكيات الطفل، سواءً داخل المنزل أو خارجه، مثل الحالة المزاجية والعصبية، الحالة الصحية، وعلاقة الطفل بوالديه، ومعلميه، وأقرانه في نفس المرحلة العمرية، لذلك فإن الخلل في العوامل الخارجية والداخلية المؤثرة على سلوكيات الطفل، يشكل خطراً يهدد سلوكيات الطفل بحيث تصبح تصرفاته سيئة وتزداد سوءً يوماً بعد يوم، لأنها تسبب خللاً واضحاً في قدرة الطفل على تكوين العلاقات الإجتماعية السوية، كما تؤدي إلى حدوث خلل في التفاعل العاطفي والوجداني مع المجتمع الخارجي، وهذا يؤثر بشكل كبير على سلامة الطفل وصحته النفسية والعقلية، ويؤدي إلى ظهور مشاكل نفسية وعقلية عميقة، يصعب ويكاد أن يكون من المستحيل علاجها في كثير من الأحيان، وإن أمكن علاج هذه المشاكل فالأمر يستغرق الكثير من الوقت لعلاجها، تاركة أثر كبير في نفس الطفل مما يؤثر على المراحل المتقدمة في حياته.
كيف يمكن تشخيص المشكلات السلوكية عند الأطفال
كيف يمكن تشخيص المشكلات السلوكية عند الأطفال، من الضروري متابعة سلوك الطفل وتصرفاته، لاكتشاف الخلل السلوكي في مراحله المبكرة، لتفادي اتساع المشكلة والسيطرة عليها، ومحاولة علاجها منذ بدايتها، تجنباً لحدوث مضاعفات تؤثر على السلامة النفسية والعقلية للطفل، لذلك عند ملاحظة أي خلل في تصرفات الطفل العامة، استشارة المختصين وأصحاب الخبرة في المجال النفسي، الذي بدوره يحاول التعرف على الأسباب الرئيسية لهذا الإضطراب السلوكي عند الطفل، بمساعدة كلا الوالدين، لمعرفة العوامل المحيطة بالطفل والتي تؤثر على سلوك الطفل، مثل، شخصية الأم والأب وطريقتهم في التعامل مع الطفل، لتحديد الدوافع وراء الإنحراف السلوكي لدى الطفل.
أكثر المشكلات السلوكية شيوعاً لدى أطفال الروضة وتأثيرها على صحته النفسية وأساليب علاجها
المشكلات السلوكية الشائعة لدى أطفال الروضة، السلوك هو مجموعة من التصرفات التي يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به، إما أن يكون هذا السلوك سلوكاً إيجابياً فنقوم بتشجيع الطفل على تكراره، أو يكون هذا السلوك سلبياً فنعمل على تقويمه وتعديله، كي لا يؤثر سلباً على حياة الطفل المستقبلية، لذلك علينا متابعة الطفل ومراقبة تصرفاته وسلوكياته، فمن خلال الملاحظة والمتابعة سنجد أن المشكلات السلوكية التي قد يعاني منها الطفل خلال مراحل حياته الأولى كثيرة جداً، حيث يتأثر الطفل بمجموعة من العوامل النفسية التي تؤثر سلبياً على تصرفاته، فيما يلي نذكر أكثر المشكلات السلوكية شيوعاً لدى أطفال الروضة،
- التبول اللاإرادي، يجب أن نعلم بأن هناك فروقات وتباين بين الأطفال في تطوير مهارة إستخدام المرحاض، وتقوية عضلات المثانة والتحكم بعملية التبول، ويرجع هذا التباين بين الأطفال إلى النمو الإدراكي والعاطفي، والعوامل البيئية المحيطة، إضافة إلى العوامل الوراثية لها، ويعد التبول اللاإرادي مشكلة عندما يكون الطفل قادراً على الذهاب إلى الحمام، ويتبول في فراشه في ساعات الليل.
- نوبات الغضب، تظهر نوبات الغضب عند الأطفال في مجموعة تصرفات عنيفة مثل، الصراخ، وركل الأشياء، البكاء، وإغلاق الأبواب بشكل عنيف، وتعتبر نوبات الغضب حالة متجذرة في الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، وفي حالات نادرة تظهر هذه النوبات عند أطفال المرحلة الإبتدائية، وتبدأ هذه الحالة بالظهور على الطفل عند وجود تغيير نفسي وعاطفي طارئ في حياة الطفل، مثل، أول يوم دراسي للطفل في الروضة أو المدرسة، حيث يشعر الطفل ولأول مرة بألم البعد وفراق أمه وأبيه، وولادة الأم لطفل جديد، ينافسه في الحب والدلال الأسري.
- الخجل والعزلة الإجتماعية، بشكل عام نجد أن الأطفال يتباينون في درجة تفاعلهم مع أقرانهم والأشخاص في البيئة المحيطة، فبعض الأطفال يكونون إجتماعيين لدرجة تمكنهم من تخطي مراحل الخوف والخجل، ويتعاملون بسهولة مع الأشخاص المحيطين، بينما نجد أن بعض الأطفال يعانون من الرهاب الإجتماعي الذي يحجب بينهم وبين التعامل مع الناس، إذ يقتصر تعاملهم على أفراد الأسرة والأهل، لكن اللانعزال ليس بالضرورة مؤشراً للخجل، وإنما هو نتيجة لتغيير في السلوك المعتاد للطفل، يرجع هذا التغير إلى مجموعة من العوامل النفسية، فنجد الأطفال الذين يميلون إلى الإنعزال يظهرون عدم الإهتمام والتفاعل مع أقرانهم، لذلك نجدهم يتجنبون الإتصال البصري مع الأشخاص في البيئة المحيطة.
خطط علاجية للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال
خطط علاجية للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال، يتم التعامل في الخطة العلاجية في اتجاهين، الإتجاه الأول يكون بتوجيه الوالدين معرفياً وسلوكياً للتعامل بالشكل السليم مع الطفل، والعمل على تقويم سلوكه، أما الإتجاه الثاني، فهو تعليم الطفل بعض العادات الحسنة ليفرق بنفسه بينها وبين العادات السيئة، ويعمل على تعديل سلوكه تلقائيا، والعمل على توجيه الطفل وإرشاده بحيث يحاول تدريجياً تعديل سلوكه الخاطئ إلى أن يتخلص من هذا السلوك، إضافةً إلى استخدام بعض أساليب التعزيز الإيجابي، والدعم النفسي، تجنب استخدام العقاب السلبي واستبداله بطرق إيجابية للعقاب، التعامل بلين ولطف مع الطفل.
التعزيز للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال
التعزيز للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال، التعزيز هو أي فعل يؤدي إلى حدوث وتكرار سلوك معين، يتم دعمه بشئ يحبه الطفل، و التعزيز نوعان الإيجابي، و السلبي:
- التعزيز الإيجابي، هو القيام بفعل أو تقديم مكافأة من أجل تعزيز سلوك إيجابي وتكرار، مثل علاج التبول اللاإرادي، من خلال تقديم مكافأة للطفل عند الذهاب إلى الحمام.
- أما التعزيز السلبي، يتم من خلال المنع والحجب، أي منع الطفل من ممارسة شئ يحبه، وتقليل مدة العقاب بحيث يعتبرها الطفل مكافأة، وهذا لمنع حدوث سلوك غير مرغوب فيه.
التجاهل للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال
التجاهل للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال، يُنْصح الوالدين بتجاهل المشكلات السلوكية عند الأطفال، وعدم التركيز والتدقيق، في المشاكل التي تسبب لهم الإزعاج، ويعتبر التجاهل من الطرق الفَعّالة و الناجحة التي تنفع مع جميع المشكلات السلوكية التي يعاني منها الوالدين، ونجاحها أكيد في تقويم سلوك الطفل في كافة مراحل عمره.
اللغة الإيجابية للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال
اللغة الإيجابية للتخلص من المشكلات السلوكية لدى الأطفال، استبدال اللغة السلبية باللغة الإيجابية في الحوار مع الطفل، لأن العبارات السلبية تدمر الطفل نفسياً وعاطفياً، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، وإتباع الطفل لأسلوب العناد وتكرار السلوك السئ، فيجب أن نعي جيداً بأن تأثير الألفاظ والعبارات السيئة، نفس تأثير الضرب والصراخ والسب والشتم، لذلك يجب أن ننتقي ألفاظنا واستخدام اللغة الإيجابية، لأن تأثيرها كبير في تعديل السلوك، بحيث نلاحظ الفرق الكبير في تغير سلوك الطفل.
الحرمان للتخلص من المشكلات السلوكية عند الأطفال
الحرمان للتخلص من المشكلات السلوكية عند الأطفال، هذا الأسلوب يمكن استخدامه مع كافة المراحل العمرية، والمشكلات السلوكية المختلفة، ويكون بحرمان الطفل من أشياء يحبها عقاباً على تصرف خاطئ، ويجب عدم المبالغة في الحرمان بحيث يكون لفترة قصيرة من الوقت، حتى لا يتحول الأمر لشئ معاكس، ويستمر الطفل في سلوكه الخاطئ كنوع من العناد والعقاب للوالدين.
الإقصاء والعزل للتخلص من المشكلات السلوكية عند الأطفال
الإقصاء والعزل للتخلص من المشكلات السلوكية عند الأطفال ، أي الإبعاد والنفسي، ويكون بإبعاد الطفل ونفيه عن التجمع العائلي لفترة زمنية قصيرة، ويتم العزل في حجرة داخل المنزل على أن تكون هذه الغرفة مضيئة، أو من الممكن استخدام زاوية أو كرسي في الغرفة ذاتها و تسميتها زاوية العقاب أو كرسي العقاب، ويتم العزل لمدة أقصاها خمس دقائق، مع تقليل مدة العزل كلما تعدل السلوك، ويفضل أن يكون وقت العزل مناسباً لعمر الطفل، وعدم المبالغة فيه حتى لا نحصل على نتيجة عكسية.
التعامل بلطف للتخلص من المشكلات السلوكية عند الأطفال
التعامل بلطف للتخلص من المشكلات السلوكية عند الأطفال، التعامل اللطيف له تأثير وسحر قوي على الكبير والصغير، فمن خلال التعامل اللطيف نستطيع تليين القلوب، وتعديل أي سلوك خاطئ مهما كان، فمن خلال التعامل بلطف مع الطفل نستطيع تغيير سلوك الطفل الغير مرغوب فيه مثل كثرة الحركة والنشاط المفرط، والغيرة، والعناد، والكذب، والعصبية، وغيرها من السلوكيات السيئة التي تحتاج إلى تغييرها إلى سلوك إيجابي.
خطوات لعلاج المشكلات السلوكية عند الأطفال
فيما يلي بعض الطرق والخطوات العلاجية، التي يمكن اتباعها من أجل علاج سلوكيات الطفل الشاذة، والتي قد تشكل خطر كبير على صحته النفسية، وعلى علاقته بأقرانه في المدرسة وفي المنزل، لهذا يجب اتباع الأمور التالية لعلاج هذه السلوكيات في مراحلها المبكرة:
- خطوات لعلاج المشكلات السلوكية عند الأطفال، كثيرة هي المشكلات السلوكية عند الأطفال، والتي تسبب الإحراج للوالدين، وتكون مصدر إزعاج لهم، ويشعر الوالدين بالقلق على أطفالهم وعلى سلامتهم النفسية والعقلية، لأنهم قد يسببوا الأذى لأنفسهم ولغيرهم، لذلك نجد كثير من الآباء يلجأون للضرب والعقاب الجسدي والنفسي للطفل، مما يؤدي إلى تضخم المشكلة بسبب عناد الطفل، لذلك نلخص الحل لهذه المشكلات السلوكية في عدة خطوات،
- تقبل الطفل مهما كان سيئاً، ومحاولة تقبل سلوكه الخاطئ.
- محاولة السيطرة على أعصابنا أمام التصرف الخاطئ للطفل.
- نتظاهر بالإنشغال وتجاهل التصرف الخاطئ، وكأنه لم يكون.
- عدم التدخل المتكرر في تصرفات الطفل، مهما بدت سيئة، ولكن يكون التدخل سريعاً في حالات الخطر، التي يؤذي فيها نفسه أو أي شخص أمامه.
- عدم انتقاد الطفل على تصرفاته أمام الناس، بل يجب أن نتمالك أعصابنا.
- عدم التسرع والصبر على الطفل، وعدم الإستسلام بل المحاولة مراراً وتكراراً لتعديل السلوك الخاطئ.
- تجاهل الانتقادات السلبية، والتعامل بحرية مطلقة في تربية طفلك، دون الإلتفات لما يقول فلان وفلان.
- الدعم النفسي والوجدان والمادي للطفل، وتقديم الهدايا والمكافآت للتقليل من السلوك الخاطئ، وتعزيز السلوك الإيجابي.
- تدوين ملاحظاتك على سلوك الطفل في جداول يومية، توضح التحسن والتقدم في سلوك الطفل.
في النهاية ننصح الآباء بالبحث عن المشكلات السلوكية الشائعة لدى أطفال الروضة وأساليب علاجها، ومعرفة أهم أسباب الإضطراب السلوكي لدى الأطفال، ومتى تشكل هذه المشكلات السلوكية خطراً على صحة الأطفال النفسية والعقلية، وكيفية تشخيص المشكلات السلوكية عند الأطفال، والتعرف على أكثر المشكلات السلوكية شيوعاً لدى أطفال الروضة وتأثيرها على صحته النفسية وأساليب علاجها، من أجل السيطرة على هذه السلوكيات في مراحل مبكرة قبل أن تتطور، وتصبح السلوكيات والعادات الخاطئة خطر يهدد الطفل، وتؤثر على تصرفاته السلوكية مع الأشخاص في البيئة المحيطة، والتي قد تدفعه إلى الانطواء أو العدوانية.