هل الميت يشعر بمن يبكي عليه، يتوجه الكثير من الأشخاص للبحث والسؤال عن الموت أو الحياة البرزخية وما يتعلق بها من أمور يجهلها الكثير منا، في السياق ذاته لقد تناولت الشريعة الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية الحديث في مصير الإنسان بعد الموت على سبيل الإجمال، فيما جاءت السنة شارحة ومفصلة لما يلاقي الإنسان بعد وفاته من جزاء سواء عقاب أو راحة أبدية، في هذا المقال سنقوم بالإجابة عن استفسار قام بعرضه الكثير من الأشخاص الراغبين في التعرف على هل الميت يشعر بمن يبكي عليه، وذلك تبعاً لما جاء في المصادر الموثوقة التي تناولت الحديث والدراسة عن أمور الموت وما يتعلق بها.
هل الميت يشعر بمن يبكي عليه إسلام ويب
في سياق البحث عن هل يشعر الميت بأهله بعد الموت من يدعو له منهم، او من يبكي عليه، حيث يرغب الكثير منا للتعرف على هكذا أمور، ومن هنا يقودنا الحديث للقول بعد ورود نص شرعي صريح من القرآن الكريم والسنة النبوية أن الميت يشعر ببكاء أهله، إلا أنه قد جاء في حديث وارد عن ابن عمر رضي الله عنه أنه قال:”“إنَّ المَيَّتَ ليُعَذَّبُ ببكاءِ أهلِهِ عليهِ”، وبالاعتماد على هذا الحديث ذهب جمهور من العلماء المحدثين مثل ابن تيمية، وابن القيم، وابن باز إلى أن الميت يشعر بمن يبكي عليه من أهله، في السياق ذاته ذهب العلماء إلى أن الميت أيضاً يحزن لحزنهم، يُذكر أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت في الحديث الشريف لابن عمر:”وهل إنما مرَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على قبرٍ فقال إن صاحبَ هذا القبرِ لَيعذَّبُ وإن أهلَه يبكونَ عليه ثم قرأت وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى”، فقد قامت السيدة عائشة رضي الله عنها بالتوضيح لابن عمر أن صاحب القبر كان يعذب على ما اقترفه من ذنوب، وليس لبكاء أهله عليه.
هل الميت يشعر بمن يدعو له
استكمالاً لما تم عرضه من شعور الميت بأهله يقودنا الحديث هنا للإجابة عن هل يشعر المست بمن يدعو له من أهله، وعليه فقد ذهب بعض أهل السنة والعلم في هذه المسألة للقول بأن السنة النبوية أثبتت أن الميت يسمع نعال الأشخاص الذين قاموا بدفنه في المقبرة بعد النتهاء من الدفن، حيث في هذه الأثناء يرد الله عز وجل للميت روحه عند سؤال الملكين منكر ونكير، كما ذهبوا إلى أن الميت لا يسمع ولا يشعر بحياة الناس الأحياء، إلا في المواقف التي ورد فيها دليل في السنة أو القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى:”إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى”، أما من السنة النبوية فقد ورد في إجابة النبي على سؤال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :”ما تخاطب من أناس قد جيفوا؟ فقال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، إلا أنهم لا يجيبون”، وبناءً على ذلك ثبت عند أهل العلم والسنة أن الأموات لا يشعرون بحياة الأحياء، لكنه يشعر بمن يبكي عليه وقد ثبت أنه يتألم ويتعذب لبكائهم.
هل الميت يشعر بمن يبكي عليه، فيما تقدم عرضه من هذا المقال قمنا بعرض بعض من أقوال العلماء الواردة في الإجابة عن الاستفسار المطروح آنفاً، حيث يرغب الكثير من الناس بالتعرف على مصير الميت بعد الدفن، وهل يشعر بمن يدعو له من اهله او يتصدق عليه أو من يبكي عليه، كما قمنا بتدعيم هذه الآراء بالشواهد من مصادر الشريعة، بذلك نكون قد انتهينا.