لماذا سميت سورة النمل بهذا الاسم، سورة النمل من أحد سورة القرآن الكريم التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة لذلك تم تصنيفها ضمن السور المكية، حيث وردت في القرآن الكريم قبل سورة القصص وبعد سورة الشعراء، واحتلت الترتيب السابع والعشرين بين سور القرآن الكريم، حيث وردت في الجزء التاسع عشر، وهي من السور التي تناولت العديد من المواضيع الهامة التي كان من ضمنها قصة سيدنا موسى عليه السلام وذلك حين رأى عند الوادي المقدس طوى، و قصة سيدنا سليمان في وادي النمل، وقصة سيدنا صالح، وسيدنا سليمان مع الهدهد وملكة سبأ، وغيرهم، بعد حديثنا عن مواضيع سورة النمل سوف ننتقل لمعرفة لماذا سميت سورة النمل بهذا الاسم.
سبب تسمية سورة النمل بهذا الاسم
سبب تسمية سورة النمل بهذا الاسم، سميت سورة النمل بهذا الاسم نسبة إلى قصة سيّدنا سليمان عليه السّلام مع النّملة وحديثه معها، حيث جاءت هذه القصة فقط في هذه السورة لذلك تم تسميتها بهذا الاسم نسبةً لها، حيث ذكرت تلك القصة بالإضافة الى العديد من القصص الأخرى مثل قصة سيّدنا موسى عليه السّلام عندما كلّم الله سبحانه وتعالى في الطور عند الشّجرة المباركة، وكذلك تبين من خلال سورة النمل الآيات التسع التي أعطاها الله تعالى له لتكون حجة ودليل في دعوته، فقد تعددت معجزات سيدنا موسى والتي كان من ضمنها كلامه مع الله تعالى بدون حجاب، ومعجزة العصا الت تحولت بقدرة الله تعالى إلى ثعبان مبين، ويده التي كانت تخرج من جيبه بيضاء للناظرين.
مقاصد سورة النمل
مقاصد سورة النمل، تعددت الموضوعات والقصص في سورة النمل وكذلك تجلت قدرة الله تعالى في هذه السورة فقد ذكر بها معجزات سيدنا موسى وما أعطاه الله تعالى من نعم، حيث ساهم تنوع موضوعات وقصص هذه السورة إلى تنوع مقاصدها والأحكام التي وردت بها، فقد كانت مقاصدها واضحة للمسلمين، وإليكم أهم مقاصد سورة النمل وهي كالتالي.
- جاءت آيات سورة النمل هادئة ومبشرة للمؤمنين فقد أوضحت جزاء المؤمن الذي يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصدّق بالآخرة تصديقاً لا شك فيه، وعلى النظير جاءت منذرة للذين لا يصدّقون البعث بالعقاب المعنوي الذي يتمثل في الحيرة والضلالة، وكذلك العقاب المادي الذي سيناله في الدنيا والآخرة.
- كما جاءت موضحة ومبينة لقصة نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ لما تضمنته من مواعظ وعبر من قوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى وعظمة النبوة.
- أنعم الله تعالى على عباده بالعديد من النعم حيث تعتبر نعمة العلم من أعظم تلك النعم وأشرفها وأرفعها منزلة، حيث تقتضي شكر الله تعالى على فضله وإحسانه.
- كذلك من مقاصدها توضح للناس بأن أدب الخطاب مهماً، تحديداً في مجال الدعوة إلى الله.
- من عدل الله سبحانه وتعالى انه لا يُعذّب قوماً إلا بعد إنذاره.
- الله تعالى هو الواحد الاحد القادر على كل شيء وهو فقط من يستحق العبادة.
قصة سيدنا سليمان مع النملة
سخر الله تعالى لسيدنا سليمان عليه السلام ملكاً لم يسخره لأحد من قبله ولا من بعده، فقد سخر له الجن حيث كان الجن يسمعون كلام سيدنا سليمان وينفذون ما يطلب منهم بأسرع وقت، كما سخر له الطير والريح فقد كانت تجري بأمر الله تعالى إلى الأرض التي كان يرغب سيدنا سليمان بالذهاب إليها، وعلمه لغة الحيوانات فكان يفهم ويسمع ما يدور بيهم ويخاطبهم ويفهمون عليه، وفي ذات يوم كان يسير سيدنا سليمان وسمع حوار نمله مع قبيلتها فقد كانت تقول لهم ( يا أّيّها النّمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) وعندما سمعها ضحك سيدنا سليمان واستشعر بنعم الله تعالى التي أكرمه بها دون غيره من البشر، فتوجه لله تعالى ليشكره على هذه النعم (وقال ربّ أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والديّ، وأن أعمل صالحًا ترضاه، وأدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين )، وهذا قمة الأدب النّبوي حيث أن نبي الله تعالى لم يغفل ولم ينسى عظمة الله تعالى عليه.