من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين ؟ فالصحابة رضوان الله عليهم قدوة للأمة الإسلامية، وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الذين عاشوا في عهده، وآمنوا به، وماتوا على الإسلام، ولم يخالفوه، وساروا على نهج نبيهم الكريم، فلم يحيدوا عن الطريق الصحيح، وعملوا على نشر الإسلام في كل البقاع، وشاركوا في الغزوات مع النبي، فقد شارك كثير منهم في العديد من الغزوات، ولم يتخلف الكثير منهم عن أي سرية أو غزوة غزاها النبي وصحابته، فما كان من الأمم التي تبعتهم إلا أن نهجوا نهجهم، وعلموا سيرتهم وسيرة نبيهم لأبنائهم، وكان من بينهم حبيب الفقراء، فمن هو الصحابي الملقب بأبي المساكين ؟
من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين وحبيب الفقراء؟
إن هذا الصحابي الجليل هو ممن سبقوا للإسلام، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أن إسلامه كان قبل أن يدخل النبي وصحبه إلى دار الأرقم للدعوة للإسلام، وفي نفس ذات اليوم أعلنت زوجته إسلامها أيضاً.
وقد قام بإلقاء خطبة بليغة أمام ملك الحبشة النجاشي، وذلك عندما حاول المشركين الإيقاع بينه وبين المسلمين ممن هاجروا إلى الحبشة، فقام النجاشي بإرسال رسالة للمسلمين قائلاً فيها: (ما هذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في دينى ولا في دين أحد من الملل). وما كان من النجاشي إلا أن أعطى الأمان لجعفر بن أبي طالب، ومن معه من المسلمين.
من هو الصحابي الملقب بحبيب الفقراء؟
جاء الرد من الصحابي الملقب بأبي المساكين على النجاشي بخطبة قائلاً فيها: (أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان، فخرجنا الى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا فى جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك)، فرد النجاشي بقوله: هل معك مما جاء به الله من شيء؟، فرد عليه قائلاً: نعم، ثم قام وقرأ عليه أوائل سورة مريم، فرد النجاشي: (إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة).
فقام النجاشي وأعطى الأمان للمسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، وكان هذا الصحابي هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي استشهد في غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة التي قامت بين الروم والمسلمين، وكان هو أمير الجيش الإسلامي الذي كان قائده زيد بن حارثة، وعندما قُتل زيد، قام أبي المساكين بحمل لواء الجيش بيمينه فقطعت، من ثم تناولها بيساره فقطعت، ثم احتضنها حتى قُتل، وكان عمره حينها واحد وأربعين عام.
وكان هذا الصحابي الذي لُقب بأبي المساكين هو:
- جعفر بن أبي طالب ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم.
الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، جواب للسؤال من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين ؟ والذي اُستشهد في غزوة مؤتة، وهو في عمر الواحدة والأربعين.