لماذا سميت سورة الزمر بهذا الاسم، مصدر التشريع الاسلامي الاول للمسلمين هو القران الكريم، المُنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على عدة دفعات،وليس دفعة واحدة، وتعتبر السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الاسلامي، وجاءت السنة النبوية والاحاديث الشريفة شارحة ومفسرة لكافة آيات القران الكريم، وكافة احكام وضوابط المسلمين في الدنيا والأخرة، والسور القرآنية لم تنزل في مكان واحد، بل هناك سور مكية؛ سُميت بذلك لأنها نزلت في مكة المكرمة، وسور مدنية، تم تسميتها بذلك؛ لأنها نزلت في المدينة المنورة، وسنعرف هنا لماذا سميت سورة الزمر بهذا الاسم.
تعريف سورة الزمر
سورة الزمر من السور المكية، التي نزلت في مكة المكرمة، قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة، عدد آيات سورة الزمر في العدد الشامي يبلغ ثلاث وسبعون ايه، وفي العدد الكوفي يبلغ خمس وسبعون آية، اما في الخطوط غيرهما فيبلغ اثنان وسبعون آية، ويبلغ عدد كلمات سورة الزمر الف ومئة واثنان وسبعون، ويبلغ عدد حروف سورة الزمر اربعة الاف وتسعمائة وثمانية، يأتي ترتيب سورة الزمر التاسعة والثلاثون في المصحف الشريف، اما ترتيبها بين السور فيأتي تريبها الثامنة والخمسون، ونزلت سورة الزمر بعد سورة النبأ.
فوائد من سورة الزمر
من يقرأ سورة الزمر ينال الاجر الكبير من الله سبحانه وتعالى، حيث لقراءة سورة الزمر الفضل الكبير من الله تعالى، وفوائد سورة الزمر، فمن يقرأها ينال الاجر من الله عز وجل، حيث ذكر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من قرأ حرفًا من كتابِ الله؛ فلهُ بهِ حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكنْ ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف”، إنّ لقراءة سورة الزمر فضل كبير، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يداوم على قراءتها في كل ليلة، وقيل أنه من قرأ سورة الزمر فقد أعطي شرف الدنيا والآخرة، وأعزه الله -سبحانه وتعالى-، فعن عائشة ـرضي الله عنهاـ قالت: “وكان يقرأ كل ليلةٍ بني إسرائيل والزمر”
سبب نزول سورة الزمر
هناك العديد من الاسباب التي أُنزلت لأجلها سورة الزمر، حيث تحدثت آيات سورة الزمر عن الاخلاص في عبادة الله سبحانه وتعالى، وتضمنت بعض من الدلالات والتوضيحات التي تحفز المسلم الى الاخلاص في العبادة، وتضمنت السورة عدة مشاهد من يوم القيامة، وهناك عدة اساب لنزولها، ابرزها:
قال الله -سبحانه وتعالى-: “أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ” صدق الله العظيم [٥] إذ نزلت هذه الآيات بأبي بكر الصديق، وعمار بن ياسر، وعثمان بن عفان.
قال الله -عزّ وجل-: “أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ” صدق الله العظيم [٤] نزلت هذه الآية الكريمة في ثلاثة هم؛ عامر، وكنانة، وبني سلمة إذ كانوا يعبدون الأوثان، ويقولون أنّ الملائكة بناته.
موضوعات سورة الزمر
تضمنت سورة الزمر الكثير من الموضوعات التي تخص المسلمين، والتي تقوي علاقتهم بربهم، ومن اهم الموضوعات التي تناولتها سورة الزمر:
- تحدثت سورة الزمر عن التوحيد، وذكرت عدة دلائل تقر وتثبت ذلك، وتحدثت بالمقابل عن الشرك بالله، وذكرت الادلة التي تدل على بطلانه وتنفيه.
- تحدثت الآيات عن الانسان، ووصفت حالته في السراء وفي الضراء.
- دعت آيات سورة الزمر المسلمين على اتباث على التقوى والايمان بالله، ودعت الكافرين لترك اسرافهم وكفرهم وظلالهم.
- تحدثت آيات سورة الزمر عن مظاهر قدرة الله عز وجل في السماوات وفي الارض، ومنها: احياء النباتات بعد ان ينزل المطر، ومن ثم يموت بعد فترة قصيرة، وفيها تشبيه لحياه الانسان، حيث حياته كالنبات، ينمو ويعيش ويموت بعد فترة.
- الموت والفناء حقيقة، وهي صير كافة البشر، سواء الرسل، او الناس المُرسلون اليهم.
- جزاء من يطيع الله وتبع الرسل الاحسان، وجزاء من يخالف اوامر الله مصيره العذاب الشديد من اله تعالى.
- المشركون هم اهل الجهالة، والمؤمنين هم اهل العلم، كما في قوله تعالى: ( أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الالباب ).
- تضمنت سورة الزمر العديد من جوانب الحياه الواقعية للإنسان، وذلك في قوله تعالى: ( فإذا مس الانسان ضر دعانا ثم اذا خولناه نعمة منا قال إنما أُوتيته على علم بل هي فتنة ولكن اكثرهم لا يعلمون ).
جميع سور القران الكريم وآياته في قراءتها الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، ويجب ان لا يهجر المسلم كتاب الله، فهناك أُناس لا يقرأون القران سوى في ايام شهر رمضان المبارك، وهذا شيء خاطئ، فهو من اهم اغذية الروح والقلب، وهو الذي يجلب الرزق ويبارك فيه، قدمنا لكم لماذا سميت سورة الزمر بها الاسم.