لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم، أبو الطيب المتنبي شاعر نابغة من شعراء العصر العباسي، وقد تملك ناصية اللغة، حيث إنه تفوق على أقران عصره من الشعراء، وممن سبقوه، وممن جاء بعده من الشعراء في نظم الشعر، فقد نظم المتنبي الشعر وهو ابن التاسعة من عمره، ولقد كان شاعراً مقرباً من الطبقة الحاكمة آنذاك، فقد عاصر حكم أبو فراس الحمداني للدولة العباسية، فقد نظم كثيراً من الشعر في مدح أبو فراس الحمداني، والتغني ببطولاته، وأمجاده، وكثيراً ما ينال العطايا، والهبات في سبيل ذلك المديح، لقد خلد التاريخ، والأدب العربي شعر أبو الطيب المتنبي لتفوقه، وتفرده في نظم بديع الشعر، فلماذا سمي المتنبي بهذا الاسم.
ما اسم المتنبي الحقيقي
أبو الطيب المتنبي شاعر عظيم من شعراء العصر العباسي، معاصر للخليفة العباسي أبو فراس الحمداني، يحظى المتنبي بإعجاب وفتون الشعراء، والأدباء، والنقاد الذي عاصروه، والذين جاؤوا بعده، وحتى عصرنا الحاضر، وهو شاعر ذو غزارة في إنتاجه الشعري، ومحل فخر، واهتمام في كافة العصور، والأجيال، فهو متمكن من اللغة العربية الفصحى، ومن استخدام الأساليب، والمفردات، والتراكيب، وإليكم الاسم الحقيقي للمتنبي كاملاً.
- هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي المذحجي، وجعفي جد المتنبي وهو جعفي بن سعد العشيرة من مذحج من كهلان من قحطان، وكندة التي ينسب إليها، محلة بالكوفة وليست كندة القبيلة، كما ويلقب بأبي الطيب الكندي.
- أبو الطيب المتنبي من شعراء العصر العباسي، وهو من شعراء الكوفة في العراق، حيث ولد المتنبي في مدينة الكوفة في العراق في العام 303 هجري، وقد توفى المتنبي في العام 354 للهجرة، أي ولد في 915م، وسنة وفاته 965م، كان عمره حينها واحد وخمسين عاماً، وقد شهد حكم سيف الدين الحمداني.
- وكما قيل بأنه كان شاعراً يتصف الغرور، والاعتزاز بنفسه، وبشعره، وأنه كان فذاً، حاد الذكاء، قل من اتصف بهذا الصفات من الشعراء أجمعين.
لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم
اشتهر أبو الطيب المتنبي بصفات الشجاعة، والكبرياء، والأنفة، وحبه العارم للمغامرات، ولقد عرف عنه بأنه صاحب نظم غزير للشعر، ولقد كان دائم الاعتزاز بأصله، وعروبته، وبنفسه، وأجمل أشعار المتنبي كانت في وصف الطبيعة، وفي الحكمة، والفلسفة، ولقد كان المتنبي بمثابة سجل تاريخي للمعارك، والأحداث التي كانت تُدار في الزمن العباسي، فلماذا سُمي المتنبي بهذا الاسم، هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
- كثرت الأقاويل حول تسمية المتنبي بهذا الاسم، فقيل بأن المتنبي ادّعي النبوة في منطقة تُعرف باسم السماوة بين الكوفة والشام حيث أقام بها مدة من الزمان، ويرجع السبب في ذلك لتأثره بالقرامطة، وهم كانوا يدعون بأن دعاة مذهبهم أنبياء، ولقد كان المتنبي من دعاتهم، وفي ذلك الوقت كانت الثورات منتشرة في ذلك الوقت، ولقد دفع المتنبي طموحه، فوجد الأجواء مناسبة لذلك، وأصحاب الرأي قد استشهدوا ببعض من أبيات الشعر نظمها المتنبي في شبابه، وقد شبه نفسه بالمسيح بين قوم اليهود، وبسيدنا صالح في قوم ثمود، وقد تبعه نفرد من بني كلب وقد قام نائب الإخشيد وأمير حمص آنذاك المعروف باسم لؤلؤ فسجنه، ثم تاب المتنبي، وأطلق سراحه بعد توبته.
- ما مقامي بأرض نخلة إلا***كمقام المسيح بين اليهود.
- أنا في أمَّـةٍ تداركها الله***غريبٌ كصـالح في ثمود.
- وهنالك رأي آخر يتبنى أصحابه أن المتنبي سُمي بذلك لتفوقه، ونبوغه على أقرانه في قول الشعر، فهو متنبئ الشعر، وهذا ما يرجحه الغالبية من العلماء، والأدباء، والباحثين.
من خلال هذا المقال تعرفنا على إجابة السؤال المتكرر، والذي مضمونه لماذا سمي المتنبي بهذا الاسم، فكما هو معروف بأن الشاعر النابغة أبو الطيب المتنبي كان ينظم الشعر وهو ابن التاسعة من عمره، ويشهد الشعراء، والأدباء، والنقاد للمتنبي بأنه شاعر فريد، ومتميز، ويتمتع بموهبة شعرية فذة قل نظيرها في شعراء عصره، وحتى من أتوا بعده، وهو أيضاً شاعر حاد الذكاء.