لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم، القران الكريم هو كتاب الله تعالى ومعجزة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة الى يوم الدين فقد تعهد الله تعالى بحفظ القرآن الكريم إلى يوم الدين وحمايته من أي تحريف أو تشكيك وتغير، ويجدر القول هنا أن القرآن الكريم أُنزل على يدنا محمد مفرقاً وذلك من اجل تسهيل حفظه على النبي صلى الله عليه وسلم وعدم نسيانه لانه في حال نزل مره واحد يكون حفظة صعب جداً كونه يحتوي على مائة وأربعة عشرة سورة، منها ما هو مكي وما هو مدني وما هو جامع بين المكي والمدني، والآن دعونا ننتقل لمعرفة لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم.
سبب تسمية سورة النساء بهذا الاسم
سورة النساء من إحدى السور المدنية، أي من السور التي نزلت بعد الهجرة، يبلغ عدد آياتها مائة وستة وسبعون آية، وترتيبها الرابع بين سور القرآن الكريم، وهي من السور التي تضمنت العديد من الأحكام الشرعية، حيث تناولت بالدرجة الأولى أغلب الأحكام الشرعية التي تتعلق بالنساء، بالإضافة الى الأحكام التي لعبت دور كبير في تنظيم شؤون المسلمين الخارجية والداخلية، أما بما يخص سبب تسمية سورة النساء بهذا الاسم فقد كان السبب الرئيسي وراء هذه التسمية هو تضمنها على الأحكام الشرعية المتعلقة بالنساء حيث أنها تضمنت مجموعة من الأحكام التي لم ترد في غيرها من السور لذا سميت بسورة النساء الكبرى.
مقاصد سورة النساء
الله تعالى لم يخلق ولم يُنّزل على هذه الأرض من شيء عبث فكل شيء خُلق بحكمة على هذه الأرض، حتى القرآن الكريم كتاب الله تعالى أنزله الله تعالى لحكمة وهدف فهو مصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي بالإضافة إلى السنة النبوية التي تعد المصدر الثاني من مصادر التشريع، فقد تضمنت سور القرآن الكريم العديد من المقاصد والأهداف فقد جاءت هذه السور لمعالجة العديد من القضايا الاجتماعية وكذلك الرد على الكفار ومحاربة كفرهم، والآن دعونا نتعرف على مقاصد سورة النساء.
- المقصد الرئيس من سورة النساء هي إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبوديّة.
- التأكيد على تقوى الله التي تعد أساس قبول أي عمل.
- كما أعطت سورة النساء العناية الكبيرة الى بناء المجتمع والأسرة.
- ودعت إلى تنظيم المجتمع، وذلك من خلال تطهيره من الفاحشة، والتخلص من عناصر الفساد الموجودة فيه والدعوة الى اللجوء الى الله تعالى والتوبة عن كافة الأعمال التي لا يرضاها الله.
- كما حذرت المؤمنين من التساهل في حقوق اليتامى والأرحام من الرجال والنساء.
- والتأكيد على عدم أكل أموال الناس بالباطل.
- ودعت للعدل بالميزان والقسط بينهم.
سبب نزول سورة النساء
سبب نزول سورة النساء تضم سورة النساء مائة وستة وسبعون آية تعددت أسباب نزول كل منهم، فكان لكل آية من آياتها سبب نزول وحادثة، لذلك سوف نتعرف على أسباب نزول كلاً من آية رقم (اثنان، وأربعة،وستة).
- آية رقم (2) “وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا”. في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان رجل من بني غطفان يمتلك مال كثير لابن أخيه الذي توفي وترك المال معه وعندما بلغ اليتيم طلب من عمه المال لكن العم رفض إعطاء ابن أخيه المال فذهبا الى النبي صلى الله عليه وسلم وعندها نزلت الآية السابقة، وعندما قرأها الرسول على العم قال: أطعنا الله ورسوله، نعوذ بالله من الحوب الكبير، ثم دفع الأموال لابن أخيه
- آية رقم (4)” وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا”. السبب في نزول الآية السابقة هو أن الرجل عندما يزوج ابنته يأخذ عليها الأموال والصدقات ولا يعطيها منها شيئا، لذلك نهى الله تعالى عن هذا الفعل وبين رفض تلك العمل من خلال الآية السابقة.
- آية رقم (6)” وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا”. سبب نزول الآية السابقة هو عم ثابت بن رفاعة الذي توفي والده وتركه في حضانة عمه، فقد جاء عمه الى النبي في يوم من الأيام يسأله قائلاً إن ابن أخي يتيم في حجري، فما يحل أي من ماله ومتى أدفع إليه ماله، وعلى إثر تلك السؤال نزلت الآية.
الى هنا نصل الى نهاية مقال لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم الذي تعرفنا خلاله على سبب تسمية سورة النساء بهذا الاسم، ومقاصد سورة النساء، وسبب نزول سورة النساء.