لماذا سميت سورة الممتحنة بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الممتحنة بهذا الاسم، على الرغم من أن سورة الممتحنة من سور القرآن الكريم المعروفة والمحفوظة من قبل الكثيرين إلا أن أمر نزولها وسبب تسميتها من الأمور الخفية عن العديد من المسلمين، لذلك سوف نتطرق خلال حديثنا في السطور القادمة لعرض إجابة سؤال لماذا سميت سورة الممتحنة بهذا الاسم، وسوف نتعرف على القصة التي حدثت وتزامنه معها نزول سورة الممتحنة، حيث عهدنا أن القرآن الكريم كتاب مليء بالقصص والعبر والحكم، وذلك بسبب نزول سورة بصورة متزامنة مع العديد من الأحداث والوقائع، حيث كانت تلك السور تعالج أمور وقضايا المسلمين، وكذلك ترد على أعمال المشركين التي كانت تنال الكبير والصغير.

سبب نزول سورة الممتحنة

سبب نزول سورة الممتحنة
سبب نزول سورة الممتحنة

سبب نزول سورة الممتحنة، يوجد سببان لنزول سورة الممتحنة على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل عليه السلام، فمن أسباب نزول سورة الممتحنة هو.

  • الصحابي حاطب بن أبي بلتعة وقصته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة المكرمة بقليل، وذلك عندما قام بإرسال كتاب تحذير وتنبيه إلى قريش حتى يحذرهم ويبلغهم أن رسول الله عليه السلام ينوي غزو مكة، ولكن الله عز وجل كان أكبر من نيته السيئة فقد كشف خيانته للرسول عليه الصلاة والسلام.
  • أما السبب الآخر لنزول سورة الممتحنة هو أن السيدة أم أسماء بنت أبي بكر أحضرت العديد من الهدايا لكي تعطيها إلى ابنتها وتتودد إليها بعد صلح الحديبية، ولكنها كانت مشركة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لها أن تصلها وتبرها.

من هي الصحابية التي نزلت فيها سورة الممتحنة

من هي الصحابية التي نزلت فيها سورة الممتحنة
من هي الصحابية التي نزلت فيها سورة الممتحنة

نزلت سورة الممتحنة في الصحابية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وهي بنت اشقى القوم عقبة بن أبي معيط التي مارس شتى أنواع العذاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قام بموضع أمعاء الشاة على ظهر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما كان يصلي في مكة المكرمة، ولم يكتفي بذلك فقط بل حاول قتل النبي حيث قام بخنقه برداء حتى أُغمي على النبي صلى الله عليه وسلم، لكن على الرغم من ضلال عقبة الا أن الله تعالى أخرج من صلب هذا الكافر فتاة تؤمن بالله وبالرسول صلى الله عليه وسلم فتاة امتازت بحكمتها وذكائها وحبها للعلم، فقد كانت من أشد أهل مكة حباً للعلم، فقد توطن الإيمان وحب الرسول عليه السلام في قلبها لكنها كتمت تلك الإيمان والحب خوفاً من بطش والدها الذي عرفة بكرهه للإسلام والمسلمين، وبقت صابره حتى وفاة والدها في غزوة بدر وبعد ذل بقت في بيت والدها وقد تقدم لخطبتها بعد أشرف شبان مكة لكنها رفضت ذلك بحجة حزنها على والدها لكن هي في الحقيقة كانت تكتم إيمانها وترغب بالهجرة الى الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد جاء ما لم يكن في حسبان أم كلثوم وهو صلح الحديبية التي كان من ضمن شروطه أن على الرسول صلى الله عليه وسلم رد كل من يأتيه من مكة الى المدين مسلماً فعندما سمعت أم كلثوم بتلك الشروط وقعت كالصاعقة على قلبها لانها قد فقدت كافة السبل التي قد تؤديها الى الرسول عليه السلام، لكنها فيما بعد قررت الهجرة حتى لو أرجعها النبي، وأخذت تجهز نفسها للهجرة وبالفعل قد هاجر الى النبي عليه السلام وعندما وصلت المدينة والتقت بالنبي تحير النبي صلى الله عليه وسلم في أمرها فالمروءة والأخلاق تمنعه من إرجاعها مكة وفي المقابل العهد يلزمه بإرجاعها، وفي هذا الوقت كان المسلمين يتحاورون في أمرها لكن الرسول عليه السلام لم يتلفظ بأي قول بل كان ينتظر أمر الله تعالى وبعد ذلك قد نزل الوحي عليه السلام الى الرسول بقول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن، الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن…. ) (آية 10 من الممتحنة)، وبهذا لم يرجع الرسول أم كلثوم الى مكة بل بقيت في المدينة مع زوجاته وزوجات الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وتزوجت من الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المدينة المنورة.

لماذا سميت سورة الممتحنة بهذا الاسم، الممتحنة بفتح الحاء يقصد بها المرأة التي تعرضت الى امتحان و اختبار للتأكد من مدى صدق وقوة إيمانها، حيث سميت سورة الممتحنة بهذا الاسم بسبب قصة الصحابية أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط التي تعرضت لعدة اختبارات وتضيق من اجل الفوز بالإيمان ورضا الله سبحانه وتعالى.

Scroll to Top