قصه اثر الرسول فيها اصحابه على نفسه

قصه اثر الرسول فيها اصحابه على نفسه، حيث أن السنة النبوية الشريفة ذكرت لنا الكثير من القصص، التي برزت فيها صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي لا مثيل لها بين البشر، فكان عليه الصلاة والسلام قرآناً يمشي على الأرض، وخير قدوة لصحابته وأمته كافة، صفاته جميعها يُقتدى بها من صدق وأمانة والوفاء والتواضع والايثار على النفس، فاقترب بصفاته وأخلاقه من الكمال وأوضح لأمته كيف يكون الإنسان انساناً بأخلاقه، ونتابع في مقال اليوم قصة تتعلق باحدى صفاته الرائعة وهي صفة الايثار، لنطلع معاً على قصه اثر الرسول فيها اصحابه على نفسه، كما رويت في الأثر.

قصص آثر النبي فيها أصحابه على نفسه

قصص آثر النبي فيها أصحابه على نفسه
قصص آثر النبي فيها أصحابه على نفسه

ليس من الغريب ان تكون صفة الايثار احدى صفات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الصادق الأمين الذي رباه ربه بأحسن الأخلاق، واقترب بتأديبه الى الكمال، وبما أن الايثار من الصفات التي حث عليها القرآن الكريم وميو بها المؤمنين، فقال عز وجل في كتابه العزيز، ” وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، ونتناول فيما يلي مجموعة من المواقف والقصص التي آثر فيها نبي الله المصطفى صحابته الكرام على نفسه، كالتالي:

قصة البردة

قصة البردة
قصة البردة
  • في هذه القصة يروى أن هناك امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدمت له هدية، وكانت هذه الهدية عبارة عن بُردة، والبردة هي عبارة عن الرداء أو العباءة، وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدية البردة من المرأة، فهو من كان يقول تهادوا تحابوا، فضلاً عن أن قبول الهدية بطيب خاطر ونفس حسنة يُعد من شيم المؤمنين، وحينها كان رسول الله في ذلك الوقت بحاجة إلى هذه البردة، وبالوقت ذاته كان هناك رجلاً من الصحابة عندما شاهد الموقف طلب من رسول الله أن يهديه هذه البردة ويعطيها له لأنه في حاجة إليها، فما كان من المصطفى صلوات الله عليه إلا أن استجاب للرجل ومنحه هذه البردة على الفور، وآثره على نفسه ولم يبخل عليه، بعد ذلك وبعد أن رأى الصحابة تصرف الرجل أعابوا عليه ما فعله لكنه قال أنه لم يكن يريد البردة حتى يرتديها بل كان يريد أن يكفن بها بعد موته، فلما مات كان له ما طلب.

قصة الغنائم

قصة الغنائم
قصة الغنائم
  • أما هذه القصة فتقول أنه كان في كثير من الأوقات يعاني المسلمين من الشدة وعدم وجود الزاد والطعام، وفي هذا الوقت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يربط حجرين على بطنه كي لا يشعر بالجوع، وحدث أن جاء نصر الله بحقبة من الفتوحات والتي حصل المسلمون من خلالها على غنائم وفيرة، وفي هذا الفتح حصل رسول الله على نصيبه من تلك الغنائم، وحينما مر به رجل من الأعراب نظر إلى رسول الله وإلى الغنائم التي معه ففهم رسول الله مقصد هذا الرجل وأعطاه كل ما كان لديه، فما كان من الرجل أن يعلن دخوله هو وقومه في الإسلام.

ما يعين المسلم على الإيثار

ما يعين المسلم على الإيثار
ما يعين المسلم على الإيثار

تعلّم الصحابة الكِرام رضوان الله عليهم، الإيثار من النبي صلى الله عليه وسلم، لكثرة ما يرون منه من المواقف التي يظهر فيها هذه الصفة وتعامله مع الناس بها، فكان خير معلم لجميع الصفات، وعلى أثره صلوات الله عليه؛ يجتهد العبد الى أن يمتلك هذا الخلق العظيم اقتداءً بالنبي المصطفى، وما يعين العبد على الإيثار هي مجموعة من الأمور التالية:

  • الإقبال على الآخرة، والإدبار عن الدُنيا؛ فمن عظُمت الآخرة في قلبه هانت عليه الدُنيا بما فيها وترك التعلق بها، فيُحبّ الإيثار، ويكره الشُحّ والبُخل.
  • التوجه الى رعاية حُقوق الناس وتعظيمها.
  • تعويد النفس على الصبر على المصائب والشدائد في الدنيا.
  • الهمة والرغبة الكبيرة في الوُصول إلى معالي الأخلاق ومكارِمها، ولا شكّ أنّ الإيثار من أشرف الأخلاق وأعلاها، وقد جُبلت النُفوس على حُب وتعظيم الإنسان المُؤثر.
  • اذ أن الإيثار سبيلٌ لمحبّة الناس، والثناء على الإنسان في حياته وبعد مماته، كما أنه يساعد على التكافل والمودة والتعاون بين أفراد المُجتمع، وحُصول الأُلفة فيما بينهم.

وضحت الآيات الكريمة أن الله سبحانه وتعالى يحب العبد الذي يفضل الآخرين عن نفسه، فيمنح ما يحبه ويفضله الى غيره ولو كان راغباً فيه بشدة وبحاجة ماسة اليه، ومن خلال الاطلاع على المواقف التى أظهرت ايثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه، تبين أنها صفة عظيمة يبارك الله تعالى بصاحبها في دينه ودنياه، فيجب دوماً أخذ العبرة والاستفادة من قصص الرسول، والتر كان من بينها قصه اثر الرسول فيها أصحابه على نفسه.

Scroll to Top