سبب الخلاف بين السعودية والامارات، الجميع يتنافس على الانتاجية الاعلى والسيطرة والحكم الاكبر على كافة المواد الانتاجية، وانتشر في الآونة الاخيرة خبر الخلافات بين المملكة العربية السعودية وبين الامارات العربية المتحدة، ولم يتضح الخلاف في البداية، حيث قامت المملكة العربية السعودية بإيقاف الرحلات الجوية مع الامارات العربية المتحدة، بحجة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، ولكن اتضح فيما بعد ان الموضوع اكبر من قصة وباء كورونا بكثير، فالخلاف يتزايد بين الدولتين منذ وقت ليس بقصير، ولكن الكل يكتم من جهته ويتحفظ على اظهاره للإعلام، الى ان اتضح على العلن اخيرا، وسنتعرف هنا سبب الخلاف بين السعودية والامارات.
الخلاف بين الإمارات والسعودية
لم يتم الاعلان عن المشاكل بين الدولتين، وكان كل منهما يكتم خبر المشاكل بينهم، الى ان اعلن المراسل للشؤون الدولية في الصحف البريطانية بورزو داراغي ان العلاقات بين الدولتين: الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اخذت جانب سلبي، والسبب الرئيسي في ذلك هو معدل انتاج النفط لكلا البلدين، حيث تطلب الامارات العربية المتحدة زيادة معدل انتاج النفط عن الاعوام السابقة، ولكن المملكة العربية السعودية ترفض ذلك، بحكم ان القرار بيدها، اذ انها هي الرئيسة لمنظمة اوبك بلس الخاصة بإنتاج النفط، والتي تضم المنظمة عدة دول عربية.
يُذكر ان النفط ليس هو السبب الرئيسي للخلافات بين البلدين، اذ ان هناك عدة خلافات قائمة منذ القدم بين البلدين، ولكن خلاف النفط كان المفجر لجميع الخلافات السابقة، ويُخشى ارتفاع معدل اسعار النفط بنسب عالية بسبب هذا الخلاف، وستكون الضحية في هذا الخلاف الدول المستوردة للنفط.
مشكلة الحدود بين الامارات والسعودية
هناك مشاكل قديمة بين الامارات العربية المتحدة وبين المملكة العربية السعودية، فلم يكن الخلاف بينهم هو الخلاف الحالي حول معدل انتاجية النفط اليومية بين الدولتين، والتي بسببها زاد سعر النفط في العالم، وحققت السعودية انتصار في التحكم في معدل انتاج النفط لها وللإمارات العربية المتحدة، بحكمها المسؤولة عن منظمة اوبك بلس الخاصة بالنفط.
هناك مشكلة بين الدولتين الاماراتية والسعودية على الحدود، وليس بالموضوع الجديد للخلاف، فهذه الارض عليها نزاع منذ التسعينات من القرن الحالي، تضم الارض حقل لنفط الشيبة، يبلغ معدل انتاجيته 500 الف برميل بشكل يومي، وكذلك خور العديد، يقع خور العديد بين المناطق الساحلية الواقعة بين دولتي قطر والامارات، وهذه النقطة هي السبب في منع السعودية من بناء جسر يصل بين دولتي قطر والامارات في العام 2005م، وبسبب تفاقم المشاكل بين دولتي الامارات والسعودية، تم توقيع اتفاقية باسم اتفاقية جدة في العام 1974م، نص على امتلاك السعودية لساحل بين دولتي الامارات وقطر، مع ضمان عدم وجود تحالف بين البلدين ابداً، قد يتسبب في السيطرة على منطقة الخليج العربي، تنازلت بالمقابل السعودية بموجب هذه الاتفاقية عن جزء بسيط من واحة البريمي، مقابل ان تحصل على ساحل بطول 50 كم، يفصل بين دولتي الامارات وقطر، والسيطرة على حاجز شيبة المتواجد فيه النفط، والحصول على جزيرة الحويصات.
سبب خلاف السعودية والامارات
استمرت الامور في المملكة العربية السعودية وفي الامارات العربية المتحدة على حالها، وبقيت اتفاقية جدة التي تم ابرامها في العام 1974م هي المسيطرة في الحكم، الى ان تولى الحكم الاماراتي ولي العهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفتح موضوع الاتفاقية في الزيارة الاولى له للعاصمة السعودية الرياض، واعتبر ان الامارات مظلومة في هذه الاتفاقية، وان رضى الامارات عنها والتوقيع عليها جاء في لحظات اضطرارية، ووقعت الامارات عليها في ظروف استثنائية، وان منطقة العيديد من حق الامارات وليس من حق السعودية، قام بعد ذلك الامارات في العام 2006م بتغيير الخريطة الخاصة ببلادهم، واعتبرت خور العيديد تابعاً لمياه الامارات الاقليمية، وجاء رد فعل السعودية على الخريطة بمنع دخول الاماراتيين الى السعودية على هويتهم الوطنية كما هو معتاد منذ سنين، وضرورة ان يمتلك الاماراتيين جوازات سفر قبل دخولهم للحدود السعودية.
في العام 2009 اوقفت المملكة العربية السعودية العديد من الشاحنات الاماراتية على المعبر الحدودي بين الدولتين، وزعمت ان هذا الفعل جاء لتعزيز التفتيش الامني للدولة، وتبعها اطلاق نيران في العام 2010م من الزورق الاماراتي باتجاه الزورق السعودي، وتمّ على اثر هذه المشاحنة احتجاز اثنين من افراد الحرس الحدودي السعودي، ولا زالت المشاكل الحدودية بين البلدين قائمة الى وقتنا هذا، وليس هناك أي اتفاق بينهم عليهم.
بعدما اعلنت الامارات نيتها في اقامة جسر يصلها بقطر، على غرار الجسر الموجود بين البحرين والسعودية، رفضت الحكومة السعودية ذلك لسببين، وهما: ان الجسر سيصلها مباشرة بقطر، وايضاً لان الجسر سيمر من وسط مياهها الاقليمية كما ادعت، المشاكل بين الدول لا تنتهي، والجميع في النهاية يبحث عن مصلحته، قدمنا لكم سبب الخلاف بين السعودية والامارات.