هل تيران وصنافير مصرية ام سعودية ؟ وما حقيقة تبعية هاتان الجزيرتان للسيادة المصرية، التي عملت في 2016 على برم اتفاقية تنص على ملكية الجزيرتين إلى المملكة العربية السعودية؟ وقد أثار هذا الاتفاق خلافات واحتجاجات عديدة في مصر، فخرج الشعب المصري للشوارع يهتفون بأنه قد تمت بيع الأراضي المصرية للمملكة العربية السعودية.
ولكن الصورة بدت واضحة للبعض بأن هاتان الحزيرتان هما ملك للسعودية، وحصلت مصر على السيادة عليهما منذ عام 1950م، ولكن الصورة لا تزال عليها غبار ويرفض الكثيرون رؤيتها بوضوح مدعين بأنه تم بيع الجزيرتين، وقد دارت التساؤلات التي جعلت من ذلك لغزاً غامضاً، هل تيران وصنافير مصرية ام سعودية ؟
نبذة عن جزيرتا تيران وصنافير
تبعد كلتا الجزيرتين عن بعضهما البعض أربعة كيلومترات، حيث تقع تيران على امتداد مدخل خليج العقبة، الذي أصبح ذا أهمية استراتيجية بسبب تحكمها في مضيق تيران، وهذا المضيق هو مدخل إسرائيل إلى البحر الأحمر.
كما أن هاتان الجزيرتان تتحكمان بشكل تام في ميناء العقبة التابع للأردن، ومدخل خليج العقبة، أما تيران فهي أقرب الجزيرتين للسواحل المصرية، والتي تبعد عن شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر حوالي ستة كيلو مترات.
تعتبر جزيرتا تيران وصنافير من أهم الموانئ المائية، كما أنها وجهة سياحية رائعة وجميلة، يقصدها السياح من كل حدب وصوب، حيث أن موقع كلا الجزيرتين جعلها ذات أهمية استراتيجية، لتصبح كلتاهما مطمعاً سياسياً للدول المستعمرة منذ عقود.
هل تيران وصنافير مصرية ام سعودية ؟
تخضعان للسيادة المصرية وتتبعان للحدود السعودية، هذا اللغز يجعلنا نعود للخلف في التاريخ قليلاً، فمنذ عام 1950م والقوات المصرية تتمركز في الجزيرتين، حيث أنها وضعت قواعد عسكرية في الجزيرتين للدفاع عن الأراضي المصرية، وللحفاظ على تيران وصنافير من الاحتلال الإسرائيلي؛ وذلك بسبب العدوان الثلاثي في العام 1956م.
لقد سيطرت إسرائيل على تيران وصنافير في العام 1967م، عقب حرب 67، وقد أعادت إسرائيل الجزيرتين للسيادة المصرية بعد توقيع اتفاقية سلام بين البلدين عام 1979م، وقد نصت بنود الاتفاقية على ما يلي:
- لا يمكن لمصر بأن تقوم بوضع قواتها العسكرية على الجزيرتين.
- يجب على مصر ان تلتزم بالضمانات الخاصة بحرية الملاحة في الممر البحري الضيق الفاصل بين جزيرة تيران والسواحل المصرية في سيناء.
تيران وصنافير جزيرتان غير مأهولتان بالسكان، ولكن هناك قوات مصرية تابعة للجيش، وقوات حفظ السلام التي تمركزت في الجزيرتين منذ العام 1982م، وقد تم الإعلان من قبل مصر بأن الحزيرتان عبارة عن محميتان طبيعيتان، يقصدها السياح الذين يريدون ممارسة رياضة الغوص في البحر الأحمر.
الجزيرتان تابعتان للحدود السعودية، ولكن قام الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله في العام 1950م بإعطاء الجزيرتين للسلطات المصرية للدفاع عن أراضيها، وخوفاً من سيطرة إسرائيل على الجزيرتين.
حقيقة بيع تيران وصنافير للسعودية
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العام 2016 شهر أبريل من نفس العام بأن تيران وصنافير تتبعان للسيادة السعودية، مما أثار غضب الشارع المصري، لتبدأ موجة غاضبة بين معارض لهذا القرار، وبين مؤيد له، ممن لا زالت الصورة غامضة لديه واعتبر ذلك بيعاً واضحاً للأراضي المصرية، وممن تفهموا حقيقة الأمر.
ولا زال هناك خلاف واضح حول تبعية الجزيرتان، وقد أكد الرئيس المصري بأن الحق لا بد أن يرد لأصحابه، وأن تيران وصنافير هما جزيرتان سعوديتان، وقد عادتا للسيادة السعودية، ولكن في يناير عام 2017م أصدرت المحكمة الإدارية العليا المصرية حكماً نهائياً يقتضي ببطلان سريان الاتفاقية التي تفيد بترسيم حدود بحرية بين مصر والسعودية، بأن تيران وصنافير جزيرتان سعوديتان، وأفادت المحكمة بأن الجزيرتان تخضعان للسيادة المصرية كاملة.
وقامت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في فبراير من نفس العام بالحكم بسريان الاتفاقية، ولجأت حينها الحكومة للمحكمة الدستورية العليا بأن تقضي بأي الحكمين ساري.
ولا تزال مصر تشهد خلافاً سياسياً وإعلامياً حول اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وأن الجزيرتان سعوديتان.
خلاصة القول بأن ما تم التوقيع عليه من قبل الرئيس السيسي هو اتفاقية ترسيم حدود بين مصر والسعودية، وهو رد للسيادة السعودية على جزيرتي تيران وصنافير، وهذا لا يلغي مبررات حماية القوات المصرية للجزيرتين.
دار الجدل حول هل تيران وصنافير مصرية ام سعودية ؟ حيث أن الجزيرتان تخضعان للسيادة المصرية منذ عام 1950م بهدف حمايتهما من أي احتلال، أو عدوان، وفي العام 2016م رأي الرئيس المصري بأن الحق يجب أن يعود لأصحابه لذلك برم اتفاقية تفيد بسيادة الحكومة السعودية على الجزيرتين.