اعمال الملائكة واسمائهم، إن الملائكة هم مخلوقات الله المسيّرة لعبادته وحده، المخلوقة من نور فهم بذلك عباده المكرمون، وكما جاء في وصف القرآن للملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ليس منهم الذكر ولا الأنثى، لا يتزوجون ولا يتعبون ولا يكلون ولايملون، في السياق ذاته إن الإيمان بالملائكة هو أحد أركان الإيمان، بمعنى لا يستقيم إيمان عبد مسلم شهد أن الله واحد أحد وأن محمد عبده ورسوله بدون أن يؤمن بركن من أركان الإيمان وهو الملائكة، وعليه يجهل الكثير من الأشخاص أسماء الملائكة وأعمالها المنوطة لها من الله عز وجل، في هذا المقال سنتعرف على اعمال الملائكة واسمائهم كما سيتقدم.
صفات الملائكة
قبل التعرف على أسماء الملائكة والمهام المنوطة بها لا بد من التعرف على أهم الصفات التي تتصف بها الملائكة، وعليه سنذكر أهم الصفات من خلال النقاط التالية:
- قدرة الملائكة على التشكل: إن الملائكة لها القدرة على التشكل والتغير على هيئة إنسان، ومثال ذلك عندما كان جبريل عليه السلام يتشكل للنبي صلى الله عليه وسلم على هيئة دحية الكلبي، وعندما جاؤوا إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام فقد تشكلوا على هيئة إنسان أيضاً.
- امتلاك الملائكة الأجنحة: لقد أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام خلقه الله بستمئة جناح، بالإضافة إلى الدليل من القرآن الكريم:”الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وهذا دليل واضح على أن الملائكة من صفاتها أنها تمتلك الأجنحة لكنها تختلف في العدد.
- التنزه عن الأكل والشرب: من أهم الصفات التي تتصف بها الملائكة أنها لا تأكل ولا تشرب فهم منزهون ومترفعون عن ذلك، وعند الحديث عن دليل ففي قصة إبراهيم عليه السلام عندما قدموا له الملائكة فقام بتقديم الطعام لهم لكنهم لم يقتربوا منه ولم يأكلوا، ودليل ذلك من القرآن الكريم قوله تعالى:”فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ}، وهذا دليل واضح وقطعي من القرآن الكريم أنهم لا يأكلون ولا يشربون.
- طهارة الأفعال: من الصفات التي تميزت بها الملائكة أيضاً هي طهارة أفعالهم فهم عباد صالحون في الأقوال والأفعال، فقد كرمهم الله تعالى أعظم تكريم عندما حمل عليهم مهمة حفظ القرآن الكريم لأمانتهم.
- الحياء: وكما جاء في مصادر السنة النبوية التي تحدثت عن صفات الملائكة فقد وُصفت الملائكة بالحياء الشديد والخجل أكثر من بني آدم، والدليل على ذلك في قصة عثمان بن عفان عندما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو كاشف عن طرف ساقه فعدّل جلسته، وقال :”ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟”
- العلم الواسع: منح الله تعالى الملائكة كل مفاتيح المعرفة والعلم، والجدير بالذكر أنهم يتلقون العلم من الله عز وجل مباشرة بالنقيض من الإنسان الذي يتوصل إلى العلوم بالكتشاف والمحاولة، وقد علمهم الله تعالى الكتابة منذ الأزل، ودليل علمهم قوله تعالى:”وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}.
أسماء الملائكة وأعمالهم
لقد أسلفنا الحديث عن الملائكة بأنهم عباد الله عز وجل الموكلون بكافة الأعمال الذين لا يكلون ولا يملون من عبادة الله تعالى، فهم مخلوقون من نور كرمهم الله تعالى بالعديد من الصفات والمميزات التي تميزهم عن بني البشر، ومن ذلك نستكمل الحديث عن أسماء المائكة وأفعالهم كالتالي:
- جبريل عليه السلام: لقد ورد اسم جبريل عليه السلام في القرآن الكريم بالعديد من الألقاب والتي كان منها (روح القدس، الناموس الأكبر) وقد ورد ذكر الملك جبريل كثيراً في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ومنها الدلائل التالية:
- من القرآن الكريم قوله تعالى:”قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ*مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّـهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ”.
- من السنة النبوية والأحاديث: عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت:”إنَّ رُوحَ القُدُسِ لا يزالُ يُؤيِّدُك ما نافَحْتَ عنِ اللهِ وعن رسولِه”.
- إن المهمة المنوطة بالملك جبريل عليه السلام هي تبيلغ الوحي بين الله تعالى والرسل الذين اصطفاهم الله لتبليغ الدين في الأرض فكانت مهمة الملك تبليغ التشريعات والأوامر التي أمر بها الله تعالى.
- ميكائيل: يعتبر الملك ميكائيل من الملائكة المقربين من الله تعالى، وقد أوكل الله تعالى له العديد من المهام ومنها:
- مكلف بنزول المطر
- توفيق النبي صلى الله عليه وسلم إلى الخير، والمشاركة معه في القتال في المعارك
- وقد أثبتت الدراسات في السنة النبوية أن الملك ميكائيل شارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد، والدليل ما رواه سعد بن وقاص قائلاً:”رَأَيْتُ عن يَمِينِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَعَنْ شِمَالِهِ يَومَ أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عليهما ثِيَابُ بَيَاضٍ، ما رَأَيْتُهُما قَبْلُ وَلَا بَعْدُ، يَعْنِي جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ عليهما السَّلَام”.
- إسرافيل: ومن ضمن الماهم التي أُوكلت للملك إسرافيل
- النفخ في الصور مرتين المرة الأولى: بأمر الله ينفخ الملك إسرافيل في الأرض فيموت من في السماء ومن في الأرض إلا من شاء الله.
- النفخة الثانية: ينفخ إسرافيل في المرة الثانية للبعث والحياة بعد الموت للحساب.
- ملك الموت: تجدر الإشارة إلى أن ملك الموت هو آخر المخلوقات التي تموت؛ كونه موكل بقبض الأرواح عند موت الناس، والدليل من القرآن هو قوله تعالى:”وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً حَتّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ المَوتُ تَوَفَّتهُ رُسُلُنا وَهُم لا يُفَرِّطونَ”، في السياق ذاته يبحث الكثير من الأشخاص عن اسم ملك الموت ومن هنا لا بد من القول إلى أن ملك الموت لم ترد له أسماء معينة في القرآن ولا السنة النبوية وتسمية عزرائيل لا أساس له من الصحة.
- ملك الأرحام: وهو الملك الموكل بمهمة الأجنة في بطون الأمهات ودليل هذا الملك قوله صلى الله عليه وسلم:”نَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا، يقولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ، يا رَبِّ عَلَقَةٌ، يا رَبِّ مُضْغَةٌ*، فإذا أرادَ أنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قالَ: أذَكَرٌ أمْ أُنْثَى، شَقِيٌّ أمْ سَعِيدٌ، فَما الرِّزْقُ والأجَلُ، فيُكْتَبُ في بَطْنِ أُمِّهِ”
اعمال الملائكة واسمائهم
نستكمل عرض أسماء الملائكة وأعمالهم التي كلفهم الله تعالى بها بل وهم مخلوقون لأدائها وإنجازها بلا كلل أو ملل، فهم المسيرون لخدمته عز وجل، المنزهون عن التقصير أو التقاعس في أداء العبادة، وعليه نستكمل أعمال الملائكة وأسمائهم:
- ملك الجبال: وهو الذي يتولى مهمة وأمر الجبال، والجدير بالذكر أن الجبال لها ملائكة تنفذ أمر الله تعالى فيها، والدليل على ذلك ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم:”قدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم”.
- ملكا القبر: تجدر الإشارة في هذا المقال أن بعض المصادر أوردت أسمائهم وهم (منكر ونكير)، أما المهام الموكلة لهم هو سؤال الإنسان عند الموت في القبر.
- مالك: مالك خازن النار وهو أحد الملائكة الموكل لهم مهمة النار وهو المقدم عليهم، والدليل على ذلك قوله تعالى:”وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ”.
- هاروت وماروت: من أسماء الملائكة التي وردت في القرآن الكريم في سورة البقرة ومنها قوله تعالى:” وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ”.
لقد قمنا بعرض كافة أسماء الملائكة الذين أوكل الله عز وجل لهم القيام بالمهام المختلفة، فمنهم من هو مسؤول عن الجنة ومنهم المسؤول عن النار وغيرها من المهام، ولقد قمنا بعرض هذا المحتوى بصدد الرد على الكثير من الباحثين عن اعمال الملائكة واسمائهم، وتبصير من يجهل هذا الركن العظيم من أركان الإيمان الذي لا يستقيم إيمان المرء المسلم بدونه، وعليه بما تقدم عرضه من معلومات نكون قد توصلنا إلى نهاية هذا المقال.