قصة بندر بن سرور، الشاعر السعودي الذي اشتهر ونبغ في الشعر، والعديد من القصص، وقد اتسم شعره بأنه يسرد قصصاً واقعية مرت به في حياته مع أشخاص وأناس كثيرون، هذا جعل من شعره أسطورة ميزته عن الشعراء الآخرين في عصره؛ لذلك تم إطلاق لقب متنبي الشعر الشعبي عليه، ونجد بأن الشعر العربي من أهم أسباب الحفاظ على التراث العربي، وهو واجهة للعرب أينما كانوا، وأحد المواريث التي ورثوها عن أجدادهم، وقد تغنى الشعراء القدامى بمحبوباتهم، وقد ورد في الشعر العربي الكثير من الدواوين الشعرية التي نظمها شعراء العصور السابقة، وإن قصة بندر بن سرور تدلل على أنه رجل فصيح.
من هو بندر بن سرور
هو الشاعر السعودي بندر بن سرور بن خضير القسامي العطاوي الروقي العتيبي، المولود في العام 1360 هـ، الذي يوافق 1941 م، وقد نبغ في مجال الشعر النبطي، كما أنه قام بكتابة أبيات شعرية شعبية منحته الشهرة بين الناس، كما أنه أصبح واحداً من أهم شعراء عصره، وأصبح ذات شأن عظيم، ولد في المملكة العربية السعودية، وقد اشتهر من شعره الشعر القصصي الذي يقوم من خلاله بعرض ووصف قصة حدثت بينه وبين أشخاص آخرين.
عاش طفولة قاسية إلى حد ما، فقد توفي والده وهو في عمر صغير، من ثم تزوجت والدته؛ لينتقل هو للعيش في بيت عمه، وقد كابد كثيراً في حياته، وعاش حياة البادية القاسية بين الترحال والتنقل، والبحث عن الغذاء والماء.
بندر بن سرور السيرة الذاتية
عاش الشاعر بندر بن سرور حياة صعبة للغاية في صغره، فقد مات والده وهو في عمر صغير، وانتقل هو للعيش مع عمه؛ بسبب زواج أمه من رجل آخر، فقد كان فاقد حنان الأبوين منذ صغره، عافر في حياته لأجل لقمة عيشه، فنحن لا تخفى علينا حياة البادية التي تتطلب التنقل والترحال، والعمل جاهداً للبحث عن مكان به ماء.
تزوج من منيرة الرحيلي، وقد توفي عام 1983 م، ذكرت كتب الشعر النبطي بأنه كان أحد شعراء عصره الذين امتاز شعرهم بالوضوح، وغلبه الطابع الشعبي.
الغزل في شعر بندر بن سرور
لقد كان للبيئة البدوية التي عاش فيها بندر بن سرور سبباً في صقل شخصيته، حيث أصبح من أشهر وأمهر شعراء عصره الذين تأثروا بمن سبقوهم من الشعراء، حيث أنه يغلب على بندر أنه تأثر بشعر المتنبي، حتى أنه أصبح يطلق عليه متنبي الشعر الشعبي.
وقد كان للحياة القاسية التي عاشها أثر في توجهه نحو كتابة الشعر الغزلي، والغزل بالنساء، فهو يجد في هذا المجال سبيلاً له؛ لتعويض نقص الحنان الذي فقده، بفقد والده وزواج أمه وبعدها عنه، وقد أعلن في قصائده الغزلية هيامه، وشعوره الغرابة بسبب ما يجده ممن حوله، ومن شعره الغزلي:
- يا صل اللي بان بالقلب اختلافه
عيت الأيام تسمح له مجيه
من يا ترى هذا الذي ادمى الفؤاد الأسير؟
شبه وضحى قيضت فوق اللصافة
ربعت بطبيق وفياض الثنية
قصة بندر بن سرور ومجموعة من قصصه
الشعر دلالة على فصاحة العرب، وقد تطور الشعر العربي عبر عصور، حيث أن الشعر بدأ في الجاهلية بالعصر الجاهلي منه القيس بن الملوح، وعنترة بن شداد، من ثم جاء عصر الشعر الإسلامي الذي اشتهر فيه حسان بن ثابت، ومن ثم الشعر الأموي، ليليه العصر العباسي، وهكذا توالت عصور الأدب والشعر العربي، إلى أن وصلنا إلى يومنا هذا، نجد بأن غالبية الشعراء في عصرنا قد تأثروا في من سبقوهم من الشعراء، ومن قصص بندر بن سرور.
بندر بن سرور في سجون العراق
قد كتب بندر شعراً يصف فترة مكوثه في سجون العراق، وسبب سجنه، وما تعرض له في تلك الفترة، وقد واجه الكثير من المشاكل هناك، حتى أنه اضطر لمخاطبة السجان، وأصبح صديقاً له، وعندما حصل هذا السجان على إجازة خمسة أيام جاء إلى بندر وسأله إن كان يريد شيئاً من الخارج، فطلب منه أن يوصل رسالة إلى الشيخ متعب العذال، فعندما وصلت الرسالة إلى الشيخ سارع بإخراج بندر بن سرور من السجن.
بعد خروجه من السجن أقام عند الشيخ متعب أربعة أيام، مارس فيها هواية الصيد في البادية، ورأى كرمه، وقد أكرمه الشيخ، فقام بكتابة قصيدة يصف بها الفترة التي كان قد قضاها عند الشيخ متعب:
- يا راكب اللي كن سلفة ليانيش مثل المحالة يوم يمرس رشاها
يلحق فروخ مصخرات ابرق الريش شقر الحرار اللي عزيزا غذاها
عده لابن هذال ريف الهتاتيش ليا جاه الطرقي همومة نساها
قلة يحل الكايدات المباليش اللي عسرني حلها من غثاها
يومآ توردنا لديار المعاطيش ونوب ترودنا على برد ماها
أصبحت بالدنيا كثير الهواجيس وازريت لميز وجهها من قفاها.
بندر بن سرور وقصته مع الملك فيصل
لقد كان الشاعر شاباً طائشاً، يقوم بكثير من التصرفات التي جعلته عرضة للمساءلة من قبل السلطات السعودية، فقد كان يهرب بضائع إلى المملكة من دولة الكويت، فكان ذلك يعود عليه بالكثير من المال، وكتب في ذلك أبيات شعرية يصف فيها سروره بتهريب البضائع:
- اشرب من ابو بس و أنسها نـس ” ” نس المهرب مع خطوط الجزيرة
ليا من عطى له ثالث قام يضرس ” ” خفر السواحل في طريقه خطيرة
شدة قصير ولا يمـر المهنـدس ” ” توّه جديـد و عالـمٍ بـه خبيـرة
يسري من الحدّين و يصابح الرس ” ” عليه بندر مـا يخونـه ضميـرة
جاب البضاعة من مغانيه بالـدس ” ” ماهوب شاةٍ ميتـة فـي حظيـرة
يالله يا منشي السحاب المطمّـس ” ” تفرج لمن مثلي عيونـه سهيـرة
وقد تم إلقاء القبض على بندر في أكثر من مرة، وفي نهاية المطاف أمر بقتله من قبل أمير المنطقة، ليتوجه هو نحو بيت الشيخ تركي بن ربيعان الذي وصفته حينها بنت الشيخ بأنه مجنون، فخاطبها قائلاً الأبيات التالية:
- يـا سخيّـف الذرعـان مانيـب مـرجـوج
رجّـتـنــي الدنيا بغدر ٍٍ و ـحـيـلـه
يا بنت لـولا اللـي علـى تاسـع الفـوج
تـركــت نــجــد وعــــزوتي والقـبـيـلـه
لاشــك حاديـنـي عـلـى نـجـد هـيــدوج
مسقـي الفيافـي ليـن يـدرج مسيـلـه
تركـي ليـامـن الليالي غــدن عــوج
حـمــل عتـيـبـة كـلـهـا مـــا تـشـيـلـه
يرسي كما ترسي البواخر علـى المـوج
ومنـيـن مــا هب الهوى يرتكيـلـه
مـــادام تـركــي حـــيٍ مـــا ودي أدوج
وإن غاب غبت من الرجوم الطويله
حتى انا بندر ماني بمرجوج.
قصيدة بندر بن سرور عن ريم
وهي طفلة صغيرة كانت ترافق أمها عند زيارتهم لأحد أقاربهم في السجن الذي كان يتواجد فيه بندر بن سرور، فلما رأها تبكي تذكر أطفاله في البيت، فتألم قلبه وحزن كثيراً لدرجة أنه بكى، فنادت الأم على بنتها ريم باسمها، فعرف بندر اسم الطفلة، وقام بنظم هذه القصيدة:
أبكي وعيني تسهر الليل يا ريـم
مدري بلاها الشوق والا الظليمه
قصة بندر بن سرور مع الشاعر السديري
لقد ترك الشاعر بندر بن سرور له الكثير من البصمات والمواقف الفكاهية مع الآخرين، والتي سردها في أبيات شعرية، وكان من بينها بندر بن سرور مع الشاعر السديري، بأن السديري كتب أبيات حزينة تعبر عنه، وهي:
- حملي ثقيل وشلت حملي لحالي
واصبر على مر الليالي والاتعاس
فاعترضه بندر بن سرور في ذلك، ورد عليه بأبيات شعرية قائلاً فيها:
- قل للسديري كان بالحمل بلشان
أشيل انا حمله ثمانين مرّه
الحمل شاله عنك نايف وسلطان
ولا انت ما شلّيت مثقال ذره
لك قصر بالطايف وبالغاط بستان
مالك ومال الحمل خيره وشره.
اعترى الكثيرون الفضول لمعرفة قصة بندر بن سرور، وهي مجموعة من القصص التي كان ينظمها على شكل أبيات شعرية يصف فيها أحداث وقصص مر بها خلال حياته.