أيهما أفضل عشر ذي الحجة أو العشر الأواخر من رمضان، وهما أيام مشهود لهما بفضلهما العظيم، وفضل التزود بأنواع العبادة المختلفة فيهما، لذلك تتضارب بعض الآراء في أيهما أفضل من الآخر، وأيهما أكثر ثواباً عند الله عز وجل، وهذا ما سنبحث عنه في هذا البحث، ونعمل على تقديم الزبدة في ما يخص هذا السؤال، الذى يهتم بمعرفته الكثير من المسلمين حول العالم، وسنقدم إضافة إلى ذلك الكثير من التفاصيل الأخرى التى تدور حول فضل ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، والتى تجتمع كلا هذه الأيام على فضل العبادة فيها، وأجرها الكبير، ولكن فيما يخص أيهما أفضل عشر ذي الحجة أو العشر الأواخر من رمضان، هذا ما سنتوصل إليه من خلال هذا البحث.
العشر الأوائل من ذي الحجة
تعتبر العشر الأوائل من ذي الحجة من أكثر أيام السنة خيراً، وفضلاً، وأجراً، وذلك لمن أحسن اغتنامها، في وقت قدومها من كل عام، وما يزيد من بركة هذه الأيام، أنها تشهد قضاء فريضة الحج فيها، وهي الركن الثالث من اركان الاسلام، وتعود تسمية شهر ذى الحجة بهذا الاسم نسبة إلى ذلك، حيث تبدأ فريضة الحج مع أول أيام هذا الشهر، ومن ثم يكون وقفة عرفة في تاسع يوم من العشر الأوائل من ذي الحجة، وهو ما يسمى بيوم الوقفة، الذى يلسه مباشرة عيد الأضحى المبارك، الذى يكون في العاشر من ذى الحجة من كل عام، والذى يستمر لمدة أربعة أيام متتالية، يقوم فيها المسلمون بنحر الأضاحى وتوزيعها على الأقارب، والفقراء، والمساكين.
شاهد أيضاً:ماذا يفعل المسلم في عشر ذي الحجة
فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
لا شيئ يضاهي فضل عشر ذي الحجة بعد أن أقسم بها الله عز وجل في كتابه العزيز، حيث دل ذلك كل الدلالة على فضل هذه الأيام، وبركتها، وثواب العبادات فيها عند الله، وأضاف وجود المناسبتين الدينيتين في هذه الأيام، أهمية وفضلاً لها، واللاتى تتمثلان بفريضة الحج عند المسلمون، وعيد الأضحي، أو العيد الكبير كما يحلو لهم تسميته، ومما زاد هذه الأيام فضلاً أيضاً نذكر ما يلى :
- يصادف في أوائل العشر من ذي الحجة يوم عرفة، ويوم الحج الأكبر، الذى يتم فيه غفران الذنوب والخطايا، وعتق الرقاب من النار
- أقسم الله تعالى بفضل هذه الأيام في كتابه العزيز حين قال : “والفجر، وليال عشر”
- يصادف أيضاً في هذه الأيام يوم النحر، الذى تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً : إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر
- تجتمع في هذه الأيام المباركة أمهات العبادات المختلفة، ومن ضمنها فريضة الحج، وقد ورد في الأحاديث أن فضل العبادة في هذه الأيام يفوق أجر الجهاد في سبيل الله.
شاهد أيضاً: كلام تهنئة بدخول العشر من ذي الحجة 1446
العشر الأواخر من رمضان
تعتبر العشر الأواخر من رمضان، هي الأيام، والليالي التى تقع بين ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان، إلى آخر يوم في هذا الشهر، والتى قد تكون عشرة كاملة، أو ينقصها يومٌ واحد، فتكون تسعة أيام، بحسب عدد أيام شهر رمضان التى قد تكون ثلاثون يوماً، أو تسعة وعشرون يوم، ولكنها غالباً ما تكون عشرة أيام، لذلك يطلق عليها العشر الأواخر، وهي تشمل الأيام مع لياليها، والتى يستحب مضاعفة العبادات المختلفة فيها، لأجرها العظيم في هذه الأيام، و لا يختلف اثنان على فضل العشر الأواخر من رمضان، وما يزيد فضلها هو وجود ليلة من أفضل الليالى فيها، ألا وهي ليلة القدر، والتى يتنافس المسلمون في قيامها، والعبادة فيها، وقد قيل في فضل العشر الأواخر الكلام الكثير، وهو ما سنورد بعضاً منه في هذا البحث، والتى تتمثل فيما يأتى :
- يعتبر شهر رمضان في كفة واحدة، والعشر الأواخر منه في كفة أخرى، فهي أيام فضيلة، ومباركة، يتضاعف فيها الأجر عن باقي الأيام الأخرى، حيث يفوز حقاً من أحسن استغلالها، ولم يذخر جهداً في إقامتها، وعبادتها، والدعاء لله فيها
- تعتبر ليالى العشر الأواخر، هي دأب الصالحين، الذين يميزهم الله في إقامتها والاستفادة منها، والتزام المساجد فيها، واعتكافها في العبادة والصلاة والذكر
- يوجد في العشر الأواخر ليلة خير من ألف شهر، ومن أعظم الليالى، وأكثرها قدراً، وأجراً، وخير العباد من وفقهم الله إلى قيام هذه الليلة، حق قيامها
- ينتقى الله في العشر الأواخر من رمضان عباده الصالحين، الخاليين من النفاق والرياء، المحبين له بإخلاص، والراجين عفوه ومغفرته بكل سكينة وإصرار، والخالية نفوسهم من كل ضغينة أو غل
- تعتبر ليالى العشر الأواخر، ليالى العتق من النيران، والتوبة إلى الرحمن، وحسن الصلاة والصيام، والصلاة على النبي العدنان.
شاهد أيضاً: موعد استطلاع هلال ذي الحجة في السعودية
أحاديث نبوية عن فضل العشر الأواخر من رمضان
ورد في فضل العشر الأواخر من رمضان أحاديث كثيرة، تدل على فضل هذه الأيام، وأجر العبادة فيها، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، إذا بدأت هذه الأيام تركوا النوم، وشدوا المئزر، وتزودوا منها بقدر استطاعتهم، وفيما يلى نورد لكم بعض الأحاديث التى وردت عن الصحابة في فضل هذه الأيام المباركة، وهي كما يلى :
- ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : “كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر”
- وورد عن عائشة أيضاً أنها قالت : “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجاور العشر الأواخر من رمضان، ويقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمان”
- وكان فيما ورد عن أم المؤمنين عائشة قولها : ” كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيره”
- وفيما ورد عن عائشة أيضاً قولها : ” كان النبي صلى الله عليه وسلم، يخلط العشرين بصلاة، وصوم، ونوم، فإذا كان العشر شمر وشد المئزر”.
شاهد أيضاً: افضل الادعية فى العشر الاوائل من ذي الحجة
الأفضلية بين العشر الأواخر من رمضان وعشر ذي الحجة
تبين لنا فيما وأوردنا في الأعلى فضل وأهمية العشر الأواخر من رمضان، وكذلك فضل وأهمية العشر الأوائل من ذي الحجة، فكلاهما أيام مباركة، فضيلة، يستحب فيها الإكثار من العبادة، والتزود منها بقدر المستطاع، حيث أن أجر العبادة فيها مضاعف أكثر من أي يوم آخر، ولو أردنا التعرف أكثر على من يكون منهما الأفضل من الأخرى، نجد أنه لا يمكن التمييز بسهولة، حيث أن الفضل قائم بينهما بشكل شبه متساوى بينهما، وإن كنا نريد التفضيل بينهما فنرى أن وجه التفضيل بينهما كما يأتى :
- تعتبر العشر الأواخر من رمضان أفضل من عشر ذي الحجة من جهة الليل، وذلك بسبب وجود ليلة القدر في هذه الأيام، على العكس من عشر ذي الحجة
- تعتبر العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان من جهة النهار، وذلك بسبب وجود يوم عرفة، ويوم النحر، وهو الذى تختص به العشر من ذي الحجة، دون العشر الأواخر من رمضان.
شاهد أيضاً: متى تبدا العشر الاوائل من ذي الحجة
لقد تعرفنا في هذا البحث على العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأوائل من ذي الحجة، وفضل كل منهما، وخاصة فيما يتعلق بالأحاديث التى وردت تدل على فضل العشر الأواخر من رمضان، وفى النهاية تمكنا من التعرف أيضاً على أيهما أفضل عشر ذي الحجة، أو العشر الأواخر من رمضان، وبذلك نتمنى أن نكون قد قدمنا الاستفادة الكاملة فيما يخص هذا المضوع، لجميع الراغبين بالحصول عليها.
مقالات قد تهمك
