هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون علمها ،الطلاق معناه حل عقد الزواج بين الزوجين، وبعض الفقهاء يعرفون الطلاق بانه انفصال واحد من الزوجين عن الاخر، والطلاق كان موجودا قبل الاسلام، حيث ان العرب كانوا يطلقون زوجاتهم، ولكن الطلاق له العديد من الشروط والاحكام، وهناك بعض الحالات لا يقع فيها الطلاق بين الزوجين، ولكن الطلاق هو ابغض الحلال عند الله تعالى، ويلجا اليه الكثير من الاشخاص في حال استحالت المعيشة ووصلت الامور الى طريق مسدودة ولا مجال للرجعة فيها، وبعض الاشخاص في حال الغضب الشديد فانهم يلجؤون الى الحلف بالطلاق او رمي يمين الطلاق على زوجته، لكن على المسلم ان يكون حذرا جدا وان لا يجعل كلمة الطلاق تتكرر على لسانه ابدا، كما ان هناك الكثير من الامور التي يجهلها بعض الاشخاص بخصوص الطلاق، وسيكون حديثنا خلال هذه المقالة عن واحدا من هذه الاسئلة وهو هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون علمها.
هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون علمها
يتسائل الكثير من الاشخاص عن امكانية ارجاع الزوجة الى ذمة الزوج بعد ان قام بتطليقها للمرة الاولى، على ان يكون هذا من دون علم الزوجة، وفي هذا يمكن القول ان الاجابة تتمحور حول امرين، وهما كالتالي:
- في حال كان الطلاق للمرة الاولى او المرة الثانية قبل ان تنتهي فترة العدة: في هذه الحالة ان كانت الزوجة لا تزال في فترة العدة فان يجوز للزوج ان يقوم بمراجعة زوجته من دون اي شروط، بمعنى انه لا يتوجب عليه ان يقوم بعقد القران من جديد او ان يقوم بدفع مهرا جديدا لزوجته، وفي هذه الحالة فان مدة العدة للزوجة تمتد للحائض الى ثلاث حيضات، وتمتد للحامل الى ان تضع حملها، وفي حال كانت الزوجة لا تحيض فان عدتها ثلاثة اشهر، ويتم ارجاع الزوجة عن طريق زوجها في هذه الحالة بان يقول لها كلمة “أرجعتك”، او ان يقول لها كلمة تفيد هذا المعنى، ومن الممكن ايضا ان يفعل الزوج امرا ما لكي يقوم بارجاع زوجته، كان يقوم الزوج بمجامعة زوجته من اجل اعادتها لعصمته، على ان يكون قد عقد النية على هذا، وبالفعل تتم رجعة الزوجة، وفي السنة يفضل ان يوجد شاهدين على اعادة الزوجة لعصمة زوجها، حيث يقول الله تعالى “
- في حال كان الطلاق للمرة الاولى او المرة الثانية بعد ان تنتهي فترة العدة: حيث انه ان قام الزوج بتطليق زوجته الطلقة الاولى او الطلقة الثانية من دون ان يسارع الى اعادتها قبل ان تنتهي فترة العدة، ففي هذه الحالة يكون الطلاق قد تم تصنيفه ضمن الطلاق البائن بينونة صغرى، وذلك لان العدة قد انتهت، وبهذا فانه يصبح من الواجب لكي يعيد زوجته لعصمته ان يقوم بعدد من الامور والشروط، وهي تتمثل في عقد زواج من جديد بين الزوجين، وكذلك وجود على شاهدين على هذا العقد، يضاف الى ذلك ان يحدث تراضي بين الزوجين على مهر مقدم من الزوج الى الزوجة، كما انه يشترط ان تتم الموافقة من الزوجة ومن ولي امرها، وذلك لانه في هذه الحالة يكون الرجل لزوجته كغيره من الرجال بمعنى انه يقوم بالتقدم الى خطبتها، ولها الحق في ان ترفضه او ان تقبله.
شروط الرجعة بعد الطلاق
هناك شروط محددة يجب ان تتوفر في حال اراد الزوج ارجاع زوجته بعد الطلاق، وهذا سواء كانت اولى طلقة او ثاني طلقة، وهذه الشروط تتمثل فيما ياتي:
- ان يكون الرجل شخصا ذو اهلية، بمعنى انه لا تجوز الرجعة للشخص المجنون او السكران او الصبي او المرتد، فمن الواجب ان يكون عاقلا وبالغا، اي انه يجب ان يمتلك كامل ارادته.
- بعد الطلاق الرجعي يجب ان يشرع الزوج في الرجعة سواء قولا او فعلا.
- يجب ان يتم الدخول الصحيح بالزوجة، وهي التي طلقت قبل الدخول، ولكن لو حدث الطلاق قبل الدخول فانه لا يوجد رجعة في هذا الطلاق، حيث يقول الله سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا”.
- ان لا يكون طلاق الزوج مقابل عوض يتم دفعه له، وفي هذه الحالة يكون الطلاق ليس طلاقا رجعيا بل طلاق بائن.
- في حال الطلقة الاولى او الثانية فانه يجب ان تكون الرجعة خلال فترة العدة، والرجعة بعد ان تنتهي العدة لا تجوز في هذه الحالة، والعدة هي ثلاث حيضات للمراة التي تحيض وللمراة التي لا تحيض ثلاث اشهر قمرية.
- يجب ان تكون صيغة الرجعة مباشرة وواضحة، ولا يجب ان تكون محددة بمدة معينة كشهر او اسبوع او يوم، بمعنى انه لا يجوز ان يقول الزوج “راجعتك بعد اسبوع”، ولا يجوز ايضا ان يقول “راجعتك اذا جاء فلان”.
- يجب ان لا تكون الرجعة بعد وقوع الطلقة الثالثة، لانه بعد الطلقة الثالثة يصبح هناك احكاما اخرى وخاصة، وذلك لان الطلاق اصبح طلاق بائن بينونة كبرى.
مكان قضاء عدة المرأة
تقضي المراة المطلقة طلاقا رجعيا عدتها في بيت زوجها، حيث انه طوال فترة العدة لا يجوز للرجل ان يخرج زوجته من بيتها، ويستحب في هذه الفترة ان تتطيب ووتزين الزوجة لزوجها، وذلك من اجل ان يكون هذا واحد من الامور التي تحفزه على ارجاع زوجها لعصمته، اما في حال المراة الارملة فانها تقوم بقضاء عدتها ايضا في بيتها، ويجوز لها ان تقضي بعض حوائجها في فترة العدة، ولكن يحرم عليها ان تبيت في غير منزلها، اما في حال المرأة المطلقة طلاقا بائنا فلا يجوز لها ان تقضي عدتها في بيت زوجها، بل يجب عليها ان تقضي عدتها في بيت اهلها، وخروجها من بيت اهلها لا يجوز الا للضرورة، وفي حال كانت المطلقة حامل فانه يكون لها سكنى ونفقة.
أحكام المعتدة
هناك الكثير من الاحكام الخاصة بالمرأة المطلقة في عدتها وهذه الاحكام تتمثل فيما يأتي:
- يحرم على المراة خلال فترة عدتها ان تتزوج.
- في حال كانت المراة معتدة عن وفاة زوجها، او في حال كانت معتدة عن طلاق فانه لا يجوز ان يتم خطبتها بشكل صريح، ولكن في حال كانت المراة معتدة لوفاة زوجها او كانت مطلقة طلاق بائن بينونة كبرى فانه يجوز ان يتم التعريض بخطبتها.
- في خلال فترة العدة فانه يحرم على المراة ان تخرج الا في بعض الحالات الضرورية، مثل مرضها او خوفها على نفسها او غير ذلك.
- عند وفاة احد الزوجين خلال فترة عدة الطلاق الرجعي فان الارث بين الزوجي يثبت، ولا يثبت الارث في حال كانت الوفاة في عدة الطلاق البائن.
- في حال توفي الزوج فانه يجب على الزوجة الحداد عليه، اي انه لا يتوجب عليها ان تتطيب او تتزين او ان تقوم باي من الامور التي تدعو الى نكاحها.
- نسب الطفل الذي يولد في فترة العدة يثبت لابيه.
- في حال عدة الطلاق الرجعي فان نفقة الزوجة واجبة على زوجها، ولكن لا يوجد سكنى او نفقة للزوجة في حالة عدة الطلاق البائن، ويوجد نفقة فقط في هذه الحالة لو كانت الزوجة حامل، ولكن في حال وفاة الزوج فانه يتوجب على المراة ان تقضي كل فترة عدتها في بيت زوجها، ولا تجب نفقته عليها لان الزواج مع وفاة الزوج قد انتهى.
وبهذا نصل بكم الى ختام هذه المقالة، قدمنا لكم من خلالها شرحا موضحا عن الكثير من الامور التي تتعلق بالمعتدة واحكامها، وكذلك تحدثنا عن المكان الذي يتوجب على المراة الحامل ان تقضي فيه عدتها، وتحدثنا ايضا عن شروط الرجعة بعد الطلاق، وقدمنا لكم الاجابة المفصلة عن سؤال هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون علمها ،الطلاق معناه حل عقد الزواج بين الزوجين.