هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد

هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد ،خلق الله سبحانه وتعالى الخلق كلهم وقسم الارزاق بينهم، فكل واحد منهم له رزقه الذي يرسله الله سبحانه وتعالى، والاختلاف بين الناس في الارزاق ما هو الا لحكمة يريدها الله عز وجل، فالناس مثلا منهم الغني ومنهم الفقير، ومنهم المريض ومنهم الصحيح، ومنهم المسكين ومنهم العفيف، فهذه ارزاق قسمها الله سبحانه وتعالى بين عباده، وفي الحياة بشكل عام تجد الاغنياء يمتلكون الاموال الكثيرة التي تزيد عن حاجتهم، واما الفقراء فنجدهم يكافحون بكل ما استطاعوا وبكل ما اوتوا من قوة لكي يحصلوا على لقمة عيشهم او اموالا يستطيعوا من خلالها ان يسدوا بها رمقهم، فنحن في هذه الحياة في سباق سريع ومستمر، فالكل يحاول ان يجني من الاموال قدر ما يستطيع، وذلك من اجل ان يؤمن نفسه وحياته ومعيشته، وكذلك لكي يستطيع ان يؤمن على مستقبل اطفاله، ومهما سعى الانسان وقاتل فسيحصل على ما قسمه الله تعالى اليه، ولكن الكثير من الاشخاص يتسائلون عما ان كان من الممكن ان يتغير رزق الانسان باجتهاده وسعيه، ولهذا سيكون موضوع حديثنا خلال هذا اليوم عن هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد.

هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد

هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد
هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد

ان رزق الانسان مكتوبا منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى القلم الى يوم الساعة، حيث ان الرزق وكل شيء مكتوب منذ ذلك الحين في اللوح المحفوظ، كما ان الرزق مقدر باسبابه ولا ينقص ولا يزيد، وقد ثبت عن نبينا الكريم ان الجنين عندما يكون في بطن امه، ويمر عليه اربع شهور فان الله سبحانه وتعالى يبعث اليه ملكا ينفخ فيه روحه، ويكتب له رزقه وعمله واجله، ويكتب ايضا ان كان هذا الانسان سيكون شقي ام سعيد، وهناك اسباب كثيرة يمكن ان تكون سببا في زيادة الرزق، ومن اهم هذه الاسباب تقوى الله عزوجل، وبر الوالدين، وصلة الرحم، ولهذا لا يجب على الانسان ان يركن الى ان رزقه مقدر ومكتوب وانه محدد لان هذا عجز واضح، بل ان يجب عليه ان يسعى بكل ما استطاع لكي يكسب رزقه، وكذلك ان يكون المسلم كيسا فطنا وحازما، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني”.

مفاتيح الرزق

مفاتيح الرزق
مفاتيح الرزق

هيأ الله سبحانه وتعالى للانسان مفاتيح كثيرة للرزق او اسبابا كثيرة للرزق، فالله تعالى ايضا هو الذي يرزق النمل والطير، وقد خلق الله تعالى للانسان الكثير من الامور وسخرها في خدمته، كالارض التي تنبت الزروع والسماء التي يهطل المطر منها، وكذلك الدواب التي يمكنه الاستفادة منها، وكذلك من اشعارها واصوافها ولحومها واوبارها، وهناك العديد من الاسباب التي هيئها الله سبحانه وتعالى لتكون سببا في الرزق بعد الله عزوجل، وفيما يلي هذه الاسباب:

  • الاستغفار: فاستغفار المسلم اليومي والمستمر بكل صدق يعتبر واحدا من اهم اسباب الرزق، حيث قال الله تعالى “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا”.
  • تقوى الله عزوجل: حيث قال الله تعالى في سورة الطلاق “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”.
  • التوكل على الله تعالى ولكن مع الاخذ بكل الاسباب: اي انه يجب على المسلم ان ياخذ بكل الاسباب الشرعية، بمعنى انه يجب عليه ان يسعى لرزقه متوكلا على الله.
  • الخروج لطلب الرزق مبكرا: حيث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندما يريد ان يخرج سرية او جيشا يحرص على اخراجهم في اول النهار.
  • بر الوالدين وصلة الارحام: وقد اكد لنا رسول الله ذلك، حيث قال صلى الله عليه وسلم “مَن سرَّهُ أن يُبسطَ لَه في رزقِهِ، وأن يُنسَأَ لَه في أثرِهِ؛ فليَصِلْ رَحِمَهُ”.
  • الانفاق والصدقة في سبيل الله.
  • الجهاد في سبيل الله.
  • الدعاء: فهو اهم الامور التي يمكن ان يستغلها المسلم افضل استغلال من اجل قضاء حوائجه.
  • الزواج من اجل العفة: حيث قال الله تعالى “(وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
  • الشكر: حيث ان شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه التي انعم بها علينا يعتبر سببا في زيادة الرزق، حيث يقول الله سبحانه وتعالى “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”.

قواعد الرزق

قواعد الرزق
قواعد الرزق

عندما يتوجه المسلم لطلب الرزق فان هناك الكثير من القواعد التي يجب عليه ان يضعها نصب عينيه، لكي يسير الى رزقه من دون هم او خوف، وهذه القواعد تتمثل فيما ياتي:

  • يحث ديننا الاسلامي دوما على العمل والسعي لطلب الرزق، كما انه ينهى عن الكسل والبطالة، ويدعو الى الاعتماد على النفس من اجل الحصول على لقمة العيش والكسب الحلال، وقد وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك الى ان تقوم الساعة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا”.
  • الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وحده، فهو الخالق وهو الرازق وهو المعطي وهو المانع، فعلى الانسان فقط ان يتوكل على الله ويسعى لطلب رزقه.
  • رزق الانسان ليس مالا فقط، بل ان رزق الانسان يشمل امورا كثيرة وهذه كالعلم والصحة والزوج الصالح او الزوجة الصالحة، والحب في الله تعالى.
  • ضيق الرزق لا يدل على كراهية الله للانسان، وكذلك فان سعة الرزق وكثرته ليست دلالة مؤكدة على حب الله تعالى للانسان، حيث انه من الممكن ان يكون عطاء الله للشخص الكافر ولاهل الضلال، ويكون ضيق الرزق للمسلم، ولكن هذا ليس مقياسا، وذلك لان رب العزة يعطي الاخرة لمن يحب وفي المقابل فهو يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب.
  • عندما يستعجل المسلم بالرزق الحرام فانه يمنع الرزق الحلال.
  • بالطاعة يبارك الله سبحانه وتعالى في الرزق، اما المعصية فانها تمحق الرزق، وبهذا فان رزق الله تعالى والبركة فيه لا تنال الا من خلال طاعته.

والرزق مرتبط بشكل كبير بعقيدة المسلم، حيث ان كل ما يمتلكه المسلم من صحة وقصور ومراكب وعلم كله من عند الله عزوجل، فالله تعالى هو الذي قسم كل الارزاق وهذا ليس له اي علاقة بذكاء الانسان او حسبه ونسبه او عصيان الله وطاعته، ولهذا على الانسان ان يسعى من اجل ان يحصل على الرزق وان يكون دوما متوكلا على الله تعالى، ورزق الانسان كله من الله عز وجل سواء وظيفة او تجارة او صناعة او زراعة او صحة او دين او غير ذلك من الامور.

وبهذا نصل بكم الى ختام هذه المقالة لهذا اليوم، قدمنا لكم من خلالها الكثير من المعلومات والقواعد الخاصة بالرزق والسعي اليه، وكذلك تحدثنا عن الاسباب التي تكون سببا في زيادة الرزق، بالاضافة الى هذا فقد تحدثنا  ايضا عن اجابة هذا التساؤل الذي يشغل بال الكثير من الاشخاص وهو هل الرزق مكتوب ولا يمكن يتغير بالسعي والاجتهاد.

Scroll to Top