شرح مناسك الحج من الالف الى الياء بالترتيب، يتجهز المسلمين في الفترة الحالية من أجل استقبال شهر ذي الحجة، وهذا من أجل أداء مناسك الحج، لاسيما بأنه فريضة على المسلمين لمن استطاع إليه سبيلا، حيث تقوم المملكة العربية السعودية بالترتيب والتنظيم لاستقبال الحجاج من كافة بقاع الأرض لإداء فريضة الحج، وهناك عدة من المسلمين ليس لديهم العلم الكافي لكيفية إداء المناسك بالترتيب، وفيما يلي نعرض إليكم شرح مناسك الحج من الالف الى الياء بالترتيب.
شرح مناسك الحج من الالف الى الياء بالترتيب
لا شك بأن هناك مجموعة من الخطوات الأزمة على الحجاج القيام بها، وهذا من أجل الإتمام بالمناسك كاملة، وتعتبر من الركائز الأساسية لفريضة الحج، وفيما يلي نعرض شرح مناسك الحج كاملة بالترتيب:
أولاً الإحرام
- يعد من أولى الخطوات التي يقوم بها الحاج عند الدخول في إداء مناسك الحج.
- حيث ينوي الحاج الإحرام مستحضرا النية.
- وسمية بذلك لأن الحاج كونه دخل فيه يحرم عليه أمورا كانت محللة له قبل ذلك.
- وقد اختلف الفقهاء في بيان حكمه بين الاستحباب والفريضة، والأغلبية قد ذهب الى انه مستحب.
- وهنا ما يعرف بالميقات الزماني للحج، وهي الفترة الزمنية التي يحرم بها الحاج في أشهر الحج، وتبدأ من “شوال، ذو القعدة، وعشر من ذي الحجة”، أما عن الميقات المكاني فهي كالتالي:
- ميقات أهل المدينة: “ذو الحليفة”.
- ميقات أهل الشام والمغرب ومصر: “الجحفة”.
- ميقات أهل اليمن: “السعدية”.
- كما وتبدأ أعمال الحج في الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر، والثالث عشر من ذي الحجة.
ثانياً طواف القدوم
- وهي سنة الحج وفق ما ورد في أراء الجمهور من العلماء.
- وعرف باسم طواف الورود وطواف الوارد، أو طواف التحية.
- فقد شُرع للقادم الى مكة المكرمة من أجل أداء مناسك الحج بأن يطوف طواف القدوم لمكة، وهذا يعرف بتحية البيت العتيق.
- وكذلك فإن آخره يكون الوقوف بعرفة وفق ما أشار الجمهور من العلماء.
- فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها: “(أنَّ أَوَّلَ شيءٍ بَدَأَ به حِينَ قَدِمَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّهُ تَوَضَّأَ، ثُمَّ طَافَ).
ثالثاً السعي
- وفي المرحلة الثالثة يكون السعي، وقد اجتمع الأئمة الأربعة “الشافعي، المالكي، والحنبلي، والحنفي” على سنية السعي، ولا يترتب على الحاج ترك السعي.
- وقد وضع شرط في السعي بإتمام السعي سبعة أشواط، وهذا بالإسناد الشرعي في قوله تعالى: “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا”.
- ويبدأ السعي باستقبال الكعبة بداية من الصفا، ويوحد الله عزوجل، ويكبره.
- ومن التوجه الى المروة بالمشي المعتاد.
- وفي حالة المحاذي العمودين الأخضرين يكون المشي أسرع، وهذا وصولا الى المروة ويكون توحيد الله عزوجل وتكبير، فهذا الشوط الأول.
- ومن ثم بعد ذلك يتم الشروع في الشوط الثاني كما في الشوط الأول يتم تكراره في الأشواط المتبقية وصولا الى الشوط السابع.
- وفي اليوم النحر يقوم الحاج بالسعي وطواف الزيارة لا طواف القدوم، وهذا واجب، كما وأن سعي وطواف القدوم سنة، فلا يجوز أن يكون تبعا للسنة.
رابعاً التروية
- اليوم الذي يسبق يوم الوقوف بعرفة.
- يصادف يوم الثامن من ذي الحجة، وفي هذا اليوم يستحب للحاج أن يخرج من مكة المكرمة الى منى في يوم التروية.
- حيث يصلي بمني خمس صلوات الفرض وهي “الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر”.
- وكان هذا باتفاق الائمة الأربعة ويتم المبيت فيها ليلة عرفة.
- ومن ثم بعد ذلك يتم السير من منى الى عرفة سيرا على الأقدام بعد طلوع شمس عرفة، ويشار بأنه سنة عند الجمهور.
خامساً الوقوف بعرفة
- لا شك بأن يوم عرفة والوقوف على جبل عرفة هو أحد الأركان الحج، ولا يتم الحج إلا به، وذلك باتفاق الجمهور من العلماء المسلمين.
- حيث تم أثبات ركنيته بالسنة والإجماع، وهذا بالإسناد فيما جاء في فضل هذا اليوم العظيم فعن عائشة رضي الله عنها: “(أَنَّ رَسُول -اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَال: مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُول: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ”.
- ففي تحديد الوقت والمكان:
- الوقت: بالتحديد اليوم التاسع من ذي الحجة وليلة العاشر من ذي الحجة، حتى طلوع الفجر.
- فمن مات في يوم عرفة، أو تأخر عنه فقد فاته الحج.
- وقد اتفق العلماء من الجمهور بأن طلوع الفجر يوم النحر هو وقت انتهاء الوقوف بعرفة.
- إلا أن هناك بعض من الآراء المذاهب الأربعة في وقت الوقوف بعرفة وهي كالتالي:
- المذهب الحنفي والشافعي: زوال شمس يوم عرفة.
- المذهب المالكي: وهو أن يكون الليل هو بداية زمن الوقوف بعرفة.
- المذهب الحنبلي: يبدأ من طلوع فجر يوم عرفة.
- المكان: يكون الوقوف في أرض عرفات، وهو ما يعرف بجبل عرفة.
سادساً المبيت بمزدلفة
- يبدأ حد مزدلفة ما بين مأزمي عرفة، ويعرف بمأزمي هو الطريق بين الجبلين، وقرب مُحسر يمينا وشمالا، ومتوسطة ما بين عرفة ومنى.
- يشير الحاج الى مزدلفة بسكينة ووقار، ويسرع في حالة وجد فرجة.
- وقد ذهب الجمهور الى جواز تأخير صلاتي المغرب والعشاء لأدائهما في مزدلفة.
- وفي توضيح المبيت في مزدلفة فقد جاء قولين من الجمهور وهما:
- ترك الحاج المبيت في مزدلفة فهو صح حجه، لكن هنا عليه ذبح الهدي.
- وفي حالة حضر مزدلفة في النصف الثاني من الليل وأقام فيها قلت المدة، أو كثرت فقد حصل المبيت.
سابعاً رمي جمرة العقبة
- وتعرف باسم الجمرة الكبري.
- حيث تكون تقع في آخر مني اتجاه مكة المكرمة.
- كما وقد اتفق الفقهاء على أن رمي الجمرات واجب وهي ركن من أركان الحج، ويبلغ عددها سبع حصيات، ويكبر الحاج مع حصاة منها.
- وأما في كيفية الرمي فتكون بأن يمس بالحصى بطرفي إبهامه ومسبحة يده اليمني، ويتم رفع اليد حتي يُري بياض إبطيه، ويقوم بالقذف ويكبر بأي صيغة تكبير مطلقا.
- وقد قام بعض من العلماء على اختيار صيغة التكبير على أن تكون كالتالي:
- بسم الله والله أكبر، رغما للشيطان ورضا للرحمن، اللهم اجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفوراً.
- حيث تُرمي الجمرات في الأماكن الخاصة للرمي، ويتم الرمي من جميع الجهات.
- فقد جاء عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: “أَنَّ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَقَفَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ بمني لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَال: لَمْ أَشْعُرْ، فَحَلَقْتُ قَبْل أَنْ أَذْبَحَ؟ قَال: اذْبَحْ وَلاَ حَرَجَ فَجَاءَ آخَرُ فَقَال: لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْل أَنْ أَرْمِيَ؟ قَال: ارْمِ وَلاَ حَرَجَ”.
ثامناً ذبح الهدي
هنا عدة من أنواع الهدي وهي:
- أن يكون هدي تطوع وقد تعددت الآراء وهي:
- المذهب الحنفي: يجوز ذبح قبل يوم النحر، ويفضل بأن يكون في أيام النحر.
- المذهب المالكي والحنبلي: ويكون ايام النحر الثلاثة.
- المذهب الشافعي: وهو يوم النحر وأيام التشريق
- هدي تمتع وقران وهناك عدة الأقوال:
- المذهب الحنفي والحنبلي والمالكي: يكون الذبح في ايام النحر الثلاثة.
- المذهب الشافعي: لا يختص الذبح بالزمان، فيجوز ذبحها بعد الإحرام في الحج والقران والتمتع.
- هدي لجبر نقصان ما.
تاسعاً التحلل من الإحرام
حيث يتم الخروج من الإحرام، وهناك قسمين من التحلل وهما:
- التحلل الأصغر: وهناك عدة من الأفعال للمذاهب الأربعة:
- المذهب الشافعي والحنبلي: حيث يتم برمي جمرة العقبة والنحر، والحلق والتقصير، وهذا يحل لرجال دون النساء.
- أما المذهب الحنفي: يكون برمي الجمرة، والحلق، والتقصير، ويحل لحاج من الرجال دون النساء.
- التحلل الأكبر: حيث يباح فيه كافة المحظورات والإحرام دون الاستثناء، ويبدأ وقته حسب ما جاء من المذاهب الأربعة:
- المذهب الشافي والحنبلي: يكون في متصف ليلة النحر، ويحصل باستكمال أفعال التحلل من رمي جمرة العقبة، والحلق والطواف والإفاضة التي تسبق السعي.
- المذهب الحنفي والمالكي: فيبدأ من طلوع فجر يوم النحر، وهذا يكون التحلل بطواف الإفاضة بشرط الحلق أو التقصير، لكن في المذهب المالكي قد زاد السعي قبل الطواف.
عاشراً طواف الإفاضة
- يعرف بطواف الزيارة، لاسيما بأنه من أركان الحج المتفق عليها عند الجمهور من العلماء.
- حيث يتم الطواف سبعة أشواط بحسب جمهور العلماء.
- عند الحنفية الركن المطلوب من طواف الإفاضة هو القيام بأداء أربعة من أشواط فقط.
- وقد كان هناك اختلاف في وقت الطواف وجاء على النحو التالي:
- المذهب الحنفي: يبدأ من فجر يوم النحر بعد الوقوف بعرفة الى آخر العمر.
- المذهب المالكي: يكون في يوم عيد الأضحي الى آخر شهر ذي الحجة.
- المذهب الشافعي: وهو بعد منتصف الليل من ليلة النحر، والأفضل بأن تكون في يوم النحر ولا آخر لوقته.
- المذهب الحنبلي: وهي تبدأ من نصف ليلة عيد النحر بالنسبة لمن وقف بعرفة، ولا نهاية لوقته.
شاهد ايضاً: ما هو الركن الاساسي في الحج
الحادي عشر رمي الجمرات
- وهو أحد الواجبات التي يقوم بها الحاج، وهذا باتفاق الفقهاء على أن رمي الجمرات واجب، ومن يتركها يلزمه ذبح هدي، وأن الجمرات ثلاثة:
- الجمرة الأولى: وتقع بعد مسجد الخيف في منى، وهي أبعد الجمرات عن مكة المكرمة، وترمي بسبع حصيات متتاليات.
- الجمرة الثانية: وهي ترمي بسبع حصيات مع التكبير مع رمي كل حصاة.
- الجمرة الثالثة: وتعرف بجمرة العقبة، حيث يتم ترمي بسبع حصيات، يقوم الحاج بالتكبير مع كل حصاة.
- وفي تحديد وقت رمي الجمرات: يكون وقت الرمي في أيام التشريق بعد الزوال، فقد جاء عن جابر رضي الله عنه: “رَأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَمى الجَمرةَ يَومَ النَّحرِ ضُحًى، فأمَّا بَعدَ ذلك فعِندَ زَوالِ الشَّمسِ”.
- لكن يفضل بأن ترمي قبل الغروب، إلا أن هناك اختلاف في تحديد وقت الرمي عند العلماء وهي:
- رأي الحنفي: اشار بأنه ينتهي وقت رمي كل يوم بطلوع فجر اليوم الذي بعده.
- رأي الإمام مالك: ويكون آخر وقت رمي كل يوم ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم.
- أما عن رأي الشافعي والحنابلة: فيكون نهاية الرمي في آخر أيام التشريق، وهي كلها كاليوم الواحد.
الثانية عشر طواف الوداع
- ويعرف بطواف الصدر.
- وهو طواف الوداع وآخر العهد، وسمي بذلك لأن الحاج يقوم بودع به البيت الحرام.
- فقد ذهب الجمهور من العلماء الى أنه واجب على الحاج.
- ويكون وقته عقب الانتهاء من كافة المناسك الحج.
- وهو الطواف يقوم به الحجاج بعد طواف الزيارة يُجزي عن طواف الوداع، ومن شروطه:
- الطهارة من الحيض والنفاس بالنسبة للنساء.
- وأن يكون من أهل الآفاق، فلا يكون واجب على أهل مكة.
شاهد ايضاً: كيفية اداء مناسك الحج عند الشيعة
ففي الحديث عن شرح مناسك الحج من الالف الى الياء بالترتيب، والتي تبدأ بالإحرام، وتنتهي بطواف الوداع، والقيام بالأعمال الخاصة بالحج، والوقوف بعرفة ورمي الجمرات وهي من أركان الحج الواجب القيام بها.
مقالات قد تهمك
