هل تعدد الزوجات هو الاصل

هل تعدد الزوجات هو الاصل، من القضايا العالقة والتي أثارت الرأي العام هي قضية تعدد الزوجات، فالبعض من العلماء والفقهاء يشجع على تعدد الزوجات، ويرى أن تعدد الزوجات هو الاصل، ويرى في التعدد مصلحة للفرد وللجماعة، في حين تطالب منظمات حقوق الإنسان، والمنظمات التي تدافع عن المرأة بكونها نصف المجتمع، وهي التي ترفض بدورها هذا الشكل من الإرتباط، وترى المنظمات الحقوقية أن في التعدد انتهاك واضح لحقوق المرأة، وهذا من منظورهم الخاص، ولكن ما زالت ظاهرة تعدد الزوجات ظاهرة في المجتمع الإسلامي بشكل واضح، وفي خلال هذا المقال سنعرف هل تعدد الزوجات هو الاصل.

رأي الفقهاء في تعدد الزوجات

رأي الفقهاء في تعدد الزوجات
رأي الفقهاء في تعدد الزوجات

تباينت بشكل واضح اراء الفقهاء حول موضوع تعدد الزوجات، فلم يجتمع العلماء بشكل كامل على أن تعدد الزوجات هو الأصل، بل كان للفقهاء العديد من الأراء حول موضوع تعدد الزوجات، وتتمثل أراء الفقهاء كما يلي:

  • القسم الأول: جواز تعدد الزوجات فى حالات الضرورة فقط، حيث أوضح هذا القسم من العلماء إلى أن التعدد جائز من حيث المبدأ للضرورة ، وفي حالة كان تعدد الزوجات معارضا للمصلحة العامة فدعوا إلى التخلى عنه، ومن أبرز الأسباب التي دعت هؤلاء العلماء الى معارضة تعدد الزوجات ما يلي:
  1. تعدد الزوجات يؤدي الى إنتشار الفساد والعداوة بين أولاد الضرائر نتيجة الكره والعداء فيما بينهن، ولهذا كله يجوز للحاكم أن يمنع تعدد الزوجات صيانة للبيوت عن الفساد
  2. لا ينكر أحد أن مجيئ الدين الإسلامي لمصلحة الناس وخيرهم، وإن من مقاصده منع الضرر للغير وذلك إستنادا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم “لا ضرر ولا ضرار فى الاسلام”.
  • القسم الثاني: منع تعدد الزوجات منعا مطلقا، تمثلت أراء بعض المفكرين المعاصرين إلى أن تعدد الزوجات عادة سيئة من سيئات الجاهلية الأولى كالخمر،ومن الأسباب التي دعت هذا القسم الى تجريم التعدد ما يلي:
  1. كان عامة العرب ديما يسرون على مبدأ التعدد بلاحدّ لاستعمال النساء فى خدمة البيت والاستمتاع.
  2. في تعدد الزوجات منافاة للآية التى تفسر الزواج بأنه يقوم على المودة والرحمة وسكون النفس للنفس كما فى قوله تعالى “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”.
  3. تعدد الزوجات ظاهرة مؤقتة تحدث بعد الحروب والكوارث حتى لا يبقى قسم كبير من النساء خاليا عن الزواج.
  • القسم الثالث: الإباحة المطلقة لتعدد الزوجات، فعبر هذا الفريق إباحة تعدد الزوجات من غير توقف على قيد أوشرط، مَاعَدَا شَرْطَىْ العدالة والقدرة على الإنفاق، ما دام التعدد يحقق مصلحة شخصية أو اجتماعية للأشخاص، واعتمد هذا القسم على الأدلة التالية التي تبين جوا تعدد الزوجات كما يلي:
  1. تعدد الزوجات حلال شرعا بشرط تحقيق العدل بين الزوجات، والقدرة على الإنفاق فى تعدد الزوجات.
  2. من الأدلة الفقهية من السنة النبوية الشريفة ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع الذين دخلوا فى الاسلام وهم متزوجون بأكثر من أربع زوجات، فعن قيس بن الحارث قال: أسلمت وعندى ثمانى نسوة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فقال “اِخْتـَرْ منهنّ أربعا”.

ما الأصل في الزواج التعدد أم الإفراد

ما الأصل في الزواج التعدد أم الإفراد
ما الأصل في الزواج التعدد أم الإفراد

تعددت أراء العلماء في موضوع تعدد الزوجات، فمنهم من يرى موضوع التعدد جائز، ومنهم من يرى أن التعدد ظلم للمرأة، وكان لفضيلة الشيخ ابن باز رأي في موضوع تعدد الزوجات سنذكره كما يلي:

  • رأي ابن باز في التعدد هو أن تعدد الزوجات هو الاصل.
  • عندما يتزوج الرجل من واحدة هي التي يحصل بها عند العجز لأن الله تعالى قال: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، فدل على أن الأصل هو التعدد، بحيث يمكن للرجل أن يتزوج ثنتين أو ثلاث أو أربع لأن هذا أقرب إلى إعفاف الرجل وإلى كثرة النسل، فإذا عجز اكتفى بواحدة، إن خاف أن لا يعدل اكتفى بواحدة مع ما تيسر من الإماء.

حكم تعدد الزوجات

حكم تعدد الزوجات
حكم تعدد الزوجات

لم يتفق العلماء جميعهم على قول أن تعدد الزوجات هو الاصل، وذلك لأن البعض وافق التعدد والبعض رآه مناقضا للكثير من الأمر، ومن أخمية تعدد الزوجات بالنسبة للعلماء الذين وافقو سألة التعدد ما يلي:

  • يعتبر التعدد وسيلة فعالة لحل المشاكل الأخلاقية التي تنشأ في المجتمعات، فمن ضمن المشاكل التي يحلها التعدد الزّنا، والفواحش، حيث إنّ بعض الرجال تكون لديهم قدرةٌ عالية تجعلهم لايكتفون بزوجة واحدة، فكان التعدّد حلاً لمثل هؤلاء الرجال حتى لايلجؤون للحرام، كما أنّه يُمكن أن تكون الزوجة الواحدة مُصابةً بعلّةٍ أو داء يجعل زوجها لا يتمكّن من أخذ حاجته منها مما يدفعه للوقوع في المحرمات، فكان التعدّد باباً لحل مثل تلك الحالات.
  • يعتبر تعدد الزوجات وسيلة من أجل العمل على زيادة شباب الأمة، حيث دعا الاسلام إلى التناسل لتكثير سواد الأمّة الإسلامية، وذلك لا يأتي من خلال الزواج الشرعي، لذلك كان التعدّد باباً لتكثير شباب الأمة الإسلامية وتغليب فئة الشباب الفاعل في المجتمع على فئة العجزة والكبار في السن التي تكون في العادة مُستهلكةً لا منتجة، وذلك يؤثر إيجاباً في قوة المجتمعات الإسلامية ويزيدها فتوةً ونشاطاً ويجعلها مجتمعات مُنتجة بدل أن تكون أمّةً مستهلكة.
  • الحد من ظاهرة العنوسة بين النساء، حيث بينت الإحصائيات أنّ نسبة النساء أعلى من نسبة الرجال في المُجتمعات عامةً، وهو ما يُعزّز ظاهرة العنوسة في المجتمعات ويزيدها، ويُعزى ذلك إلى مشاركة الرّجال في الحروب والمعارك وتَعرّضهم لمخاطر الحياة العامة في الأعمال الشاقة ممّا يؤدّي إلى تَعرّضهم للكوارث الطبيعيّة أو العالمية بشكل أكبر من تعرض النساء لذلك.

اختلف العلمء على الحكم غلى ظاهرة تعدد الوجات هل هي الأصل أم لا، حيث أن بعض الفقهاء يرفض التعدد بصفته لأنه يؤثر سلبا على الحياة الأسرية، والتي أهم صفاتها تحقيق السكينة، والبعض مع أن التعدد هوالاصل، وخلال هذا المقال تناولنا معرفة هل تعدد الزوجات هو الاصل.

Scroll to Top