من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها، خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام، وكان ذلك بعد أن خلق الله الملائكة، والذين اتصفوا بعدد من الصفات المختلفة عن البشر، وخلق الله تعالى آدم عليه السلام وعلمه الأسماء العديدة للأشياء المحيطة به، وجعله خليفة في الأرض يُعمرها، وقد وردت قصة سيدنا آدم عليه السلام وخلقه في العديد من السور القرآنية ومنها سورة البقرة، التي ذكر الله تعالى فيها التفاصيل التي حدثت بعد أن طلب الله تعالى من الملائكة أن تسجد لآدم فسجدوا الا ابليس لم يستجب لله تعالى، فنال الغضب والسخط، ومن خلال مقالنا سنتناول الحديث عن قصة آدم عليه السلان، كما جاءت في سورة البقرة، كما وسنوضح من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها.
من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها الإجابة
بعد أن خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام، بعدها قال الله تعالى للملائكة أني خلقت آدم وسأجعله خليفة في الأرض، ولكن الملائكة استغربوا من ذلك وقالوا لله تعالى، أتجعل في الأرض من سيقود بتدميرها، وكذلك سفك الدماء والإفساد في الأرض، ولكن الله تعالى هو أعلم بذلك، فهو رب كل شي ومليكه، وقد جاءت تلك القصة في قول الله تعالى في كتابه العزيز: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ”، فقد كانت الملائكة من مخلوقات الله تعالى التي لا تُعصي الله تعالى بأي أمر، وأنه تفعل ما تؤمر، كما وقد اتصفت الملائكة بعدد من الصفات المختلفة عن البشر، فهم لا ينامون ولا يشربون ولا يأكلون ولا يتزوجون، ويفعلون ما يؤمرون.
وقد تساءل الكثير من المسلمين كيف للملائكة أن تعلم بأن الإنسان يفسد في الأرض، حيث قالوا في تلك الآية أتجعل فيها من يفسد فيها، فقد بين العلماء أن هناك اختلاف في السبب، حيث يقول ابن القيم رحمه الله : ” وفي هذا دلالة على أن الله قد كان أعلمهم أن بني آدم سيفسدون في الأرض ، وإلا فكيف كانوا يقولون ما لا يعلمون ، والله تعالى يقول وقوله الحق (لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) ، والملائكة لا تقول ولا تعمل إلا بما تؤمر به لا غير ، قال الله تعالى ( ويفعلون ما يؤمرون )”، حسب قوله.
من القائل اتجعل فيها من يفسد فيها، هم الملائكة بعد أن أخبرهم الله تعالى أنه خلق آدم وعلم الأسماء كلها، وسيجعله خليفة في الأرض، ولكن الملائكة كان ردها “أتجعل فيها من يفسد فيها”.