هل يجوز الترحم على الكافر، هناك العديد من الأحكام الشرعية التي تختص بالأمور الخاصة بالمسلمين كما أن الحكم الشرعي والفتوى الشرعية ليس بالامر الهين التي يقوم به علماء الدين او دار الافتاء، ومن دون الأحكام الشرعية والأمور التي تحتاج إلى حكم شرعي واجتهاد، هو معرفة هل يجوز الترحم على غير المسلمين أي الكافرين، ونظرا للأهمية الكبيرة التي يحملها هذا السؤال، حيث قررنا في هذا المقال أن نوافيكم بكافة الأحكام و الدلائل التي تشير إلى الحكم الشرعي في مسألة الترحم على الكافرين الغير مسلمين.
هل يجوز الترحم على غير المسلم
ان المسلمين كافه هم من يجوز عليهم الرحمه، وهذا لا خلاف فيه، فإن الرحمة تجوز على الميت وهو غير ميت، كما أن اتجه بعض العلماء إلى أنه لا يجوز الترحم على الموتى من الغير مسلمين ومن يترحم عليهم فانه يأثم، كما انها تعتبر من ضمن التجاوزات التي يتجاوزها المسلم تجاه دينه، لأن الكافر هو أشد أعداء المسلمين، ومن الغريب تنشغل بعقول الناس بمثل هذه الأسئلة التي من شأنها أن ترحم والدعاء لغير المسلم، وإن الترحم على الذين يعادون الإسلام والمسلمين لا يجوز فمن يترحم على غير مسلم فإنه سوف يأثم على هذا الفعل، وكما أن طائفة أخرى من علماء المسلمين قالوا انه بالأمر الجائز فمن الممكن أن يترحم المسلم على الغير المسلم نظرا إلى النص القرآني الذي يدل على بر موتاهم وفي قوله تعالى: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم” وهذا نص قرآني صريح يشير إلى جواز البر الى كافة الغير مسلمين الذين لم يعادوا ولم يقاتلوا المسلمين ومن ضمن أمور البر، هو الترحم فبالتالي يجوز على المسلم أن يدعو لهم والإحسان لهم خاصة ان كانوا اقربائه او زوجات او اصدقاء.
آراء شرعية للترحم على الكافر
إن مسألة الترحم على غير المسلم هي مسألة مختلف بها من قبل فقهاء وعلماء الدين، فانقسم إلى طوائف في هذه المسالة، وكل طائفة منها تقوم بإظهار حجة على ادائهم، وهناك رأي مخالف عن رأي الطائفة الاخرى، حيث تتمثل الآراء الشرعية التي تم صدورها بمسألة الترحم على الكفار في ما يلي:
- الراي الاول: يقول انه من ضمن المحرمات على المسلم أن يدعو بالمغفرة والرحمة للكافر، سواء ان هذا الكافر قد اشرك بالله او غيره من الاشخاص، وهذا ما ورد على لسان النووي.
- الرأي الثاني: يقولون انه من الجواز الرحمة على الكافرين الغير المعادين للإسلام والمسلمين، وفي حال كان هذا الكافر من ضمن هؤلاء الاشخاص، فيجوز الرحمه عليه، لكن لا يجوز الدعاء له ان يدخل الجنه لان الجنة للمسلمين.
- الرأي الثالث: يقول ان الترحم على الكافر والصلاة عليه من ضمن المحرمات المجتمع عليها، وبالتالي لا يجوز الترحم عليه، واستند هذا الرأي إلى قول الله سبحانه وتعالى: “ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم”.
- الرأي الرابع: يعتبر من الرأي المحايد حيث يقول إنه يجوز أن يترحم المسلم على الكفار، حيث استدل على ما ورد في الكتاب والسنة، بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يقول: “اللهم لا تعدي من كفر بك واغفر له”، حيث رد عليه بعض علماء الدين وبين استنادا إلى قول الله تعالى: “لا يغفر أن يشرك به”، يشير أنه لا يجوز الترحم على من كفر بالله وأشرك به.
- الرأي الراجح: هو يأثم من يترحم على الكفار ولا يجوز على المسلم أن يترحم على الذي كفر بالله وآذى رسوله.
وبهذا نكون قد انتهينا من هذا المقال الذي تضمن فيه معرفة الحكم الشرعي حول، هل من الممكن أن يترحم المسلم على الكافر أو غير المسلم حيث تبين أنه يأثم من يترحم على الكافر ولا يجوز الرحمه للكافر والله اعلى واعلم.