ما حكم صيام يوم عاشوراء منفردا، إن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، الذي يعد أحد الأشهر الحرم، وحيث فرض صيامه قبل صيام رمضان، بعد ذلك بات مستحبا، وصيامه سنة عن نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن خلال فقرات مقالنا هذا نود أن نسلط الضوء بالحديث على ما هو صيام عاشوراء، وسنذكر ما حكم صيام يوم عاشوراء منفردا، الى جانب التطرق لمعرفة ما هو فضل صيام يوم عاشوراء من القرآن والسنة النبوية.
حكم صيام يوم عاشوراء
حيث يستحب للمسلم صيام يوم عاشوراء، وهذا بما ورد في الدليل للحديث عن الإمام البخاري عن أم المُؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَومَ عَاشُورَاءَ، فمَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ)، وكما يستحب صيام تاسوعاء كذلك مع عاشوراء، ويعتبر اليوم التاسع من شهر محرم، استدلالاً بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)، وقد شرع صيام تاسوعاء، احتياطًا إن وقع خطأ في تحري هلال شهر محرم، وتمييزا للمسلمين عن نحوهم بصيام يومين وليس يوم عاشوراء فقط.
شاهد أيضًا: صحة حديث إذا انتصف شعبان فلا تصوموا
ما حكم صيام يوم عاشوراء منفردا
إن حكم إفراد يوم عاشوراء بالصيام هو جائز غير مكروه، مع أن المستحب هو صيام يوم قبله أو بعدهُ، وهذا ما ورد في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-)، وكما ورد في حديث الإمام ابن حجر -رحمه الله- أن صيام عاشوراء على مراتب فقال: “وَصِيَام عَاشُورَاء عَلَى ثَلَاث مَرَاتِب: أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَام التَّاسِعُ مَعَهُ، وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ”.
صيام عاشوراء إن وافق يوم السبت
يرى جمهور من علماء المذهب الشافعي، والحنبلي، والحنفي إلى جواز صيام عاشوراء إن صادف يوم السبت شريطة صيام يوم قبله أو يوم بعده، وخالفهم في الرأي علماء المذهب المالكي حيثُ أقروا جواز الصيام بشكل مطلق من غير اشتراط صيام يوم قبله أو بعده، والجدير بالذكر إلى أن النهي الآتي في صيام يوم السبت يراد به من صام يوم السبت لاعتباره يوم السبت بصيامه نفلاً مطلقًا، وليس لكونه عاشوراء، أو عرفة، أو قضاء، أو كفارة، أو غير ذلك، والأولى صيام يوم قبله، أو يوم بعده، خروجا من عكس الفقهاء.
شاهد أيضًا: أهم طقوس يوم عاشوراء عند الشيعة
ما هو فضل صيام يوم عاشوراء
إن المسلم ينال على فضائل عظيمة وكثيرة خلال قيامه بصيام يوم عاشوراء، ومما يلي سوف نذكر لكم أهم تلك الفضائل على حياة المسلم في الدنيا والأخرة:
- تكفير صغائر ذنوب سنة مضت: حيث ذكر عن أبي قتادة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: (سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ) بينما كبائر الذنوب، فإن تكفيرها يحتاج إلى التوبة ورحمة من الله سبحانه.
- اتباع سنة نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في صيام يوم عاشوراء: فقد ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- حينما سئل عن يوم عاشوراء أنه قال: (ما عَلِمْتُ أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- صَامَ يَوْمًا يَطْلُبُ فَضْلَهُ علَى الأيَّامِ إلَّا هذا اليومَ).
- اتباع نهج الصحابة -رضوان الله عليهم- في صيام يوم العاشر من محرم، وتصويمهم أولادهم فيهِ.
إن يوم عاشوراء من الأيام التي يهتم بها عدد كبير من الناس من مختلف أنحاء العالم من المسلمين، نظرا لما له الفضل الكبير في حياتنا، والى هنا نكون قد توصلنا لختام فقرات مقالنا بالحديث على ما هو صيام عاشوراء، وسنذكر ما حكم صيام يوم عاشوراء منفردا، الى جانب التطرق لمعرفة ما هو فضل صيام يوم عاشوراء من القرآن والسنة النبوية.