مفهوم الصلاة لغة وشرعا وحكم تاركها عند المالكية، الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وجعلها عماد الدين الإسلامي، وبدون الصلاة لا يصلح الإسلام، وهي الفاصل ما بين المسلم والكافر، فمن ترك الصلاة فهو كافر، وذلك وارد في سنة الرسول صل الله عليه وسلم، وقد فرضت خمس مرات في اليوم لتطهير النفس؛ في هذه المقالة نضع بين أيديكم مفهوم الصلاة لغة وشرعا وحكم تاركها عند المالكية.
تعريف الصلاة لغة
إن الصلاة في اللغة تعرف على انها الدعاء، وذلك مستسقى من قول الله عز وجل: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” بمعنى ادع لهم، وقد قال الرسول صل الله عليه وسلم: “إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ“، والمعنى أن يدعو بالمغفرة والبركة والخير، والصلاة من الله تعالى بمعنى الثناء الطيب، بينما من الملائكة بمعنى الدعاء، والصلاة لغة في الأصل هي الدعاء، وفي الشرع تعني الصلاة المعروفة، ووقد تمت تسميتها بالصلاة لأن فيها دعاء.
شاهد أيضاً: مفهوم التجديد في الشعر العربي 2 ثانوي وأسبابها
تعريف الصلاة شرعا
إن الصلاة شرعا هي عبادة ربانية فرضها الله تعالى على عباده المسلمين، وتكون الصلاة عبارة عن مجموعة من الأقوال والأفعال المحددة والمخصوصة بها، ويتصل العبد بربه مباشرة، فهو يقف بين يدي الله تعالى، وتبدأ الصلاة بالتكبير، في حين أنها تنتهي بالتسليم، وتكون الأقوال في الصلاة هي التكبير وقراءة الفاتحة وسورة صغيرة من القرآن الكريم، وما يقال عند الركوع والسجود، والتسبيح، بينما الأفعال هي الركوع والقيام والسجود،الصلاة صلة بين العبد وربه.
شاهد أيضاً: تعريف مفهوم الحرية لغة واصطلاحا في الفلسفة والقانون
حكم الصلاة
إن الصلاة هي الصلة التي تصل كل عبد بربه عن طريق أقوال وأفعال معينة خاصة بالصلاة فقط، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهو عماد الدين، فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ“، والصلاة هي أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأفضلها على الاطلاق، ويم القيامة تكون أول الاعمال في صحيفة الحساب، والصلاة سبب للفلاح والنجاح في هذه الحياة، وفوز في الآخرة، ولا تسقط الصلاة عن العبد المسلم أبداً، لهذا أباحها الله قياماً وجلوساً وقعوداً، وعلى الجنب، ومن فاتته الصلاة بعد سن التكليف، لابد من أن يقضيها، وهذه الصلاة مشروطة بالخشوع والتسليم التام بين يدي الله تعالى، فأنت في حضرة الإله لا العباد.
شاهد أيضاً: مفهوم الانسان عند الفلاسفة وحسب سقراط
حكم تارك الصلاة عند المالكية
إن الصلاة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، ولا تسقط عنه مطلقاً، ومن فاتته صلاة عليه قضاءها، وقد بين الفقهاء في مختلف المذاهب ما هو حكم تارك الصلاة، وواستدلوا على ذلك من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؛ وهنا نبين لكم حكم تارك الصلاة عند المالكية:
- “يرى المالكيّة أنّ تارك الصّلاة إختيارًا بلا عُذْرٍ دُون إنكارٍ لها يُقْتَلُ حَدًّا لا كُفرًا؛ أي يُعاقب كعقوبة الحدود الأخرى”.
الدليل على حكم تارك الصلاة عند المالكية من القرآن الكريم
- قوله تعالى: «إنّ الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» (النّساء، 48)،
الدليل من الحديث الشريف
- حديث عبادة بن الصّامت رضي الله عنه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «خمسُ صلوات كتبهُنّ الله تبارك وتعالى على العباد، من أتى بهنّ لم يُضيّع منهنّ شيئا إستخفافا بحقّهنّ كان له عند الله تبارك وتعالى عهدٌ أن يُدخله الجنّة، ومن لم يأتِ بهنّ فليس له عند الله عهدٌ إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له».
- “وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ أوّل ما يُحاسبُ به العبدُ يوم القيامة من عمله صلاتُه، فإن صلُحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن إنتقص من فريضته شيء، قال الرّبّ عزّ وجلّ: أنظروا هل لعبدي من تطوّع، فيُكمّلَ بها ما إنتقص من الفريضة ثمّ يكون سائرُ عمله على ذلك».
حكم تارك الصلاة في المذاهب الأربعة
لقد بين الفقهاء في المذاهب الأربعة حكم تارك الصلاة، واستدل كل منهم على ذلك من القرآن الكريم والسنة الشريفة، فقد ذهب الماليكة إلى أن تارك الصلاة لا يكفر، ولكنه يقتل حد، ولكن ليس تكفيراً، لأن الله تعالى يغفر للعباد كل أمر دون الشرك به؛ في هذه السطور نوضح حكم تارك الصلاة في المذاهب الأربعة:
الحنفية
- “تارك الصّلاة تكاسُلًا فاسقٌ يُحبسُ ويُضربُ ضربا شديدًا حتّى يسيل منه الدّمُ إلى أن يُصلّي ويتوب أو يموت في السّجن، ولا يُقتلُ عندهم لا حدّا ولا كفرا”.
- الدليل: قوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يحلُّ دمُ امرئ مسلم يشهدُ أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله إلّا بإحدى ثلاثٍ: الثّيّبُ الزّاني والنّفسُ بالنّفسِ والتّاركُ لدينه المفارقُ للجماعة».
الحنابلة
“يُقتلُ تاركُ الصّلاة كُفرًا”،
- الدليل قوله تعالى: “فإذا إنسلخ الأشهر الحرم فأقتلوا المشركين حيثُ وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كلّ مرصدٍ فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزّكاة فخلّوا سبيلهم إنّ الله غفور رحيم” (التّوبة، 5).
- الدليل من السنة قوله صلّى الله عليه وسلّم: “بين الرّجل وبين الشّرك والكفر تركُ الصّلاة”.
بينا لكم مفهوم الصلاة لغة وشرعا وحكم تاركها عند المالكية، فالصلاة هي عماد الدين وهي ركن الإسلام الثاني التي بني عليها الإسلام؛ قدمنا لكم في هذه المقالة مفهوم الصلاة لغة وشرعا وحكم تاركها عند المالكية.