هل الاحتفال براس السنة حرام، حيث بالتزامن مع دخول قرب العام الجديد تبدأ الاحتفالات في كافة أرجاء العالم الإسلامي ونحوه من البلاد، حيث وردت الكثير من الأسئلة عن الأحكام التي تتعلق بحكم الاحتفال، ومن خلال فقرات تلك المقالة نود أن نتعرف على موقف الشريعة الإسلامية من احتفال المسلمين خلال تلك المناسبة كما وضحه علماء المالكية، الى جانب التعرف على هل الاحتفال براس السنة حرام، والمزيد من الأحكام الأخرى.
حول رأس السنة الجدية 2025
حيث إن رأس السنة هو عبارة عن اليوم الأول من رأس السنة الميلادية الجديدة، ويعتبر يوم تتم فيه العديد من الاحتفالات التي تتواجد داخل كافة دول العالم، ورأس السنة كما يعد اليوم الأول من شهر يناير كانون الثاني، وهذا تبعا الى التقويم الذي وضعه كريكوري الثالث عشر بعد أن أجرى تعديلاته على التاريخ والتقويم القديم، وكما يعتبر رأس السنة يوم إدازة رسمية في جميع أرجاء العالم، ومن أبرز التقاليد التي تطبقها العديد من البلاد العربية وغير العربية، إطلاق الألعاب النارية الضخمة والمتنوعة عند منتصف الليل خلال بدأ اليوم الأول من العام الجديد.
هل الاحتفال براس السنة حرام
لا يحل للمسلمين الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة أو المشاركة بالاحتفالات أو المساعدة عليها، بالتالي أن رأس السنة الميلادية يعتبر عيد مولدٍ لابن الرب الذي يعبده النصارى، وهذا يعد كفر محض، وغير جائز للمسلم الاحتفـال فيه أو السرور فيه أو قبول الطقوس والتقاليد التي تقوم فيه، وهذا لأنه يعتبر قبول لشعائر الكفر والشرك بالله عز وجل، لهذا غير جائز للمسلمين الاحتـفال بتلك الأعياد الشركية نهائيا، وإن للمسلم عيدان فقط يحل له الاحتـفال بهما بما أحل الله عز وجل له، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، والله أعلم.
شاهد أيضا: ما حكم تخصيص صلاة ركعتين ليلة رأس السنة بنية قدوم عام جديد
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية
إن حكم الاحتفال برأس السنة الميلاديـة يعتبر غير جائز لدى المالكية، وهذا لأن الاحتفال عند غير الأضحى وعيد الفطر ويوم الجمعة للمسلمين هو أمر حرام بإجماع علماء المالكية، فغير جائز للمسلم أن يحتفل في تلك المناسبة أو يهنئ بها المشركين والله ورسوله أعلم.
شاهد أيضا: ما هو حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
أقوال علماء المالكية في حكم الاحتفال بأعياد الكفار
ذكرت الكثير من أقوال وفتاوى أئمة المالكية عن أحكام الاحتفال بأعياد الكفار، ولعل من أهمها نذكر مما يلي:
- قول ابن الحاج المالكي: “الْكَلَامُ عَلَى الْمَوَاسِمِ الَّتِي اعْتَادَهَا أَكْثَرُهُمْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا مَوَاسِمُ مُخْتَصَّةٌ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، فَتَشَبَّهَ بَعْضُ أَهْلِ الْوَقْتِ بِهِمْفِيهَا، وَشَارَكُوهُمْ فِي تَعْظِيمِهَا، يَا لَيْتَ ذَلِكَ لَوْ كَانَ فِيالْعَامَّةِ خُصُوصًا، وَلَكِنَّك تَرَى بَعْضَ مَنْ يَنْتَسِبُ إلَى الْعِلْمِ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي بَيْتِهِ وَيُعِينُهُمْ عَلَيْهِ وَيُعْجِبُهُ مِنْهُمْ،وَيُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ مِنْ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ بِتَوْسِعَةِ النَّفَقَةِ وَالْكِسْوَةِ عَلَى زَعْمِهِ، بَلْ زَادَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُمْ يُهَا دُونَ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي مَوَاسِمِهِمْ، وَيُرْسِلُونَ إلَيْهِمْ مَا يَحْتَاجُونَهُ لِمَوَاسِمِهِمْ فَيَسْتَعِينُونَ بِذَلِكَ عَلَى زِيَادَةِ كُفْرِهِمْ، وَيُرْسِلُ بَعْضُهُمْ الْخِرْفَانَ وَبَعْضُهُمْ الْبِطِّيخَ الْأَخْضَرَ وَبَعْضُهُمْ الْبَلَحَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكُونُ فِي وَقْتِهِمْ، وَقَدْ يَجْمَعُ ذَلِكَ أَكْثَرُهُمْ، وَهَذَا كُلُّهُ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ الشَّرِيفِ”.
- قول الإمام مالك رحمه الله: “وَمِنْ الْعُتْبِيَّةِ قَالَ أَشْهَبُ: قِيلَ لِمَالِكٍ: أَتَرَى بَأْسًا أَنْ يُهْدِيَ الرَّجُلُ لِجَارِهِ النَّصْرَانِيِّ مُكَافَأَةً لَهُ عَلَى هَدِيَّةٍ أَهْدَاهَا إلَيْهِ؟
قَالَ: مَا يُعْجِبُنِي ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّيوَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 1]الْآيَةَ”. - قول الشيخ العلامة ابن حبيب الأندلسي: “لَا يُقْضَى بِالْإِخْطَارِ فِيالْأَعْيَادِ وَإِنْ كَانَ فِعْلُهُ مُسْتَحَبًّا فِي أَعْيَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَيُكْرَهُ فِي أَعْيَادِ النَّصَارَى كَالنَّيْرُوزِ، وَلَا يَجُوزُ لِمَنْفَعَلَهُ وَلَا يَحِلُّ لِمَنْ قَبِلَهُ لِأَنَّهُ مِنْ تَعْظِيمِ الشِّرْكِ،قُلْت فَلَا يَحِلُّ قَبُولُ هَدَايَا النَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَذَا الْيَهُودُ وَكَثِيرٌ مِنْ جَهَلَةِ الْمُسْلِمِينَ مَنْيَقْبَلُ مِنْهُمْ ذَلِكَ فِي عِيدِ الْفَطِيرَةِ عِنْدَهُمْ وَغَيْرَهُ”.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية ابن باز
أيضا ورد الإمام ابن باز -رحمه الله- أنّه لا يحل للمسلم أن يشارك اليهود والنصارى خلال أعيادهم الدينية، والأولى للمسلمين الابتعاد عن هذا لما ذكر في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم”، وقد قال الإمام ابن باز رحمه الله:
والمؤمن يزن أفعاله وأقواله ويزن أفعال الناس وأقوال الناس بالكتاب والسنة، بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول وإن تركه الناس، وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود وإن فعله الناس، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
بهذه المعلومات نصل بكم الى ختام فقرات تلك المقالة والتي تطرقنا من خلالها الحديث الكامل على موقف الشريعة الإسلامية من احتفال المسلمين خلال تلك المناسبة كما وضحه علماء المالكية، الى جانب التعرف على هل الاحتفال براس السنة حرام، والمزيد من الأحكام الأخرى.