ما هو سبب حرب داحس والغبراء، حيث قامت تلك المعركة والتي سميت، حرب داحس والغبراء بين قبيلتي عبس وذبيان وشاركت فيها قبائل عديدة، وكما خاض فيها عنترة بن شداد، وكان السبب المباشر لها هو رهان خلال سباق الخيل، وانتهت بعقد الصلح بعد أربعين سنة، وانطلاقا من هنا نود ان نتعرف على ما هو سبب حرب داحس والغبراء، الى جانب التعرف على سبب تسمية حرب داحس والغرباء بهذا الاسم، وما هي النتائج المترتبة على تلك المعركة.
سبب تسمية حرب داحس والغرباء بهذا الاسم
إن سبب تسمية تلك حرب داحس والغبراء بهذا الاسم نظرا إلى فرسين في الجاهلية كانا يحملان الاسم نفسه، ومما يلي نبين لكم من خلال النقاط التالية سبب تسمية تلك الحرب:
- إن داحس والغبراء هما أسماء فرسين حيث أن داحس هو حصان لا يشق له غبار وكانت الغبراء، كذلك فرس لا يشق لها غبار.
- بالتالي أنهما من الخيول التي تتبع لقيس بن زهير العبسي الغطفاني بالتالي أن الغبراء كانت تابعة لحذيفة بن بدر الذبياني الغطفاني.
- إن كل قرواش بن هني يذكر على أنه رجل من بني قبيلة عبس التي كانت تجادل مع حمل ابن أخ حذيفة خلال داحس والغبراء، فقد ذكر حمل أن الغبراء هم أجود ولكن قال قرواش أن داحس أجود وتراهنا عليهما عشرا في عشر ووجب كذلك الرهان بينهما.
- فقد بدأت معركة داحس والغبراء التي حدثت خلال أواخر العصر الجاهلي فهذه الحرب كانت بين بني عبس وبني ذبيان وكذلك، دامت تلك الحرب مدة لا تقل عن 40 سنة.
- إن تلك الحرب دلت على الوحدة التي كانت توجد بين الجاهلية، وكذلك وقوفها وسعيها لكي تنصر نفسها وإن في حال كانت ظالمة أو مظلومة فيكون كل هذا من أجل القيام بإبراز منعة القبيلة وقوتها.
شاهد أيضا: سبب وفاة دلال بنت سعود والدة ريم بنت الوليد
ما هو سبب حرب داحس والغبراء
حيث إن السبب الرئيسي في اندلاع معركة داحس والغبراء والتي كانت من بين تلك الحروب التي كانت من عصر الجاهلية، هما من خلال النقاط التالية:
- أن فرس قام بغلب فرس آخر في عبر سباق الجري بالتالي أن السباق بدأ وحدث رهان بين الفرسين وهما داحس والغبراء.
- فقام بإجراء ذلك السباق سيدا كلا من عبس وذبيان وهما ( قيس بن زهير، حذيفة بن بدر)، بالتالي إنه كان من المحتمل أن الذي سوف يفوز هو حليف داحس، ولكن إحدى رجال ذبيان قاموا بنصب كمين لداحس.
- فذلك جعله يعدل من خلال لفوز فساعد ذلك فرس الغبراء على الفوز في السباق فأدى ذلك إلى رفض قيس الاعتراف بهذا السباق وطلب كذلك الرهان المضروب وأدى هذا إلى حدوث ونشوب حرب ما بين الفريقين فنتيجة لهذا بدأت تلك الحرب الطويلة بينهما وسميت باسم هذين الفرسين.
شاهد أيضا: سبب تسمية معركة الحلوة بمعركة الروم
نتائج حرب داحس والغبراء
في الوقت الذي ضاقت به الأرض بقبيلة عبس وهي تنتقل من مكان إلى مكان وبعد أن شعرت بالتعب الكثير من الحرب عادت إلى أرضها، وقد كانت نتائج المعركة على النحو التالي:
- إن معركة داحس والغبراء انتهت نظرا الى تدخل سيدين من قبيلة ذبيان وهما: ( هرم بن سنان، والحارث بن عوف المري).
- كما أن كفلا ديات القتلى فذلك أدى إلى نهاية الحرب بالتالي أن أواصر العرب الجاهليين قبل الإسلام كانت مقطعة لأن العصبية الشريرة قد كانت من إحدى السمات التي اتسم بها العرب.
- بالتالي إن تلك الصفة قادت حروب طاحنة كانت بين القبائل الجاهلية، وكذلك كان الهجوم على الآخرين من أحد عادات هذه القبائل فكانت الحروب كذلك تشتعل بينهم لأتفه العوامل وأبسطها.
قصيدة حرب داحس والغبراء
حيث تغنى الشعراء العرب في الجاهلية في حرب داحس والغبراء تلك القي\ة والتي نبعت من الشعر النبطي الأصيل، وجاءت تلك الأبيات مما يلي كالتالي:
يَمِينـاً لَنِعْمَ السَّـيِّدَانِ وُجِدْتُمَـا
عَلَى كُلِّ حَالٍ مِنْ سَحِيْلٍ وَمُبْـرَمِ
تَدَارَكْتُـمَا عَبْسًا وَذُبْيَانَ بَعْدَمَـا
تَفَـانَوْا وَدَقُّوا بَيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَـمِ
وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعـاً
بِمَالٍ وَمَعْرُوفٍ مِنَ القَوْلِ نَسْلَـمِ
فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَيْرِ مَوْطِـنٍ
بَعِيـدَيْنِ فِيْهَا مِنْ عُقُوقٍ وَمَأْثَـمِ
عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَا مَعَدٍّ هُدِيْتُمَـا
وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِنَ المَجْدِ يَعْظُـمِ
تُعَفِّـى الكُلُومُ بِالمِئينَ فَأَصْبَحَـتْ
يُنَجِّمُهَـا مَنْ لَيْسَ فِيْهَا بِمُجْـرِمِ
يُنَجِّمُهَـا قَـوْمٌ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً
وَلَـمْ يَهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ مِلْءَ مِحْجَـمِ
فَأَصْبَحَ يَجْرِي فِيْهِمُ مِنْ تِلاَدِكُـمْ
مَغَـانِمُ شَتَّـى مِنْ إِفَـالٍ مُزَنَّـمِ
أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَنِّى رِسَالَـةً
وَذُبْيَـانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مُقْسَـمِ
فَـلاَ تَكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُفُوسِكُـمْ
لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَمِ اللهُ يَعْلَـمِ
يُؤَخَّـرْ فَيُوضَعْ فِي كِتَابٍ فَيُدَّخَـرْ
لِيَـوْمِ الحِسَـابِ أَوْ يُعَجَّلْ فَيُنْقَـمِ
وَمَا الحَـرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ
وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِالحَـدِيثِ المُرَجَّـمِ
مَتَـى تَبْعَـثُوهَا تَبْعَـثُوهَا ذَمِيْمَـةً
وَتَضْـرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـوهَا فَتَضْـرَمِ
فَتَعْـرُكُكُمْ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهَـا
وَتَلْقَـحْ كِشَـافاً ثُمَّ تُنْتَجْ فَتُتْئِـمِ
فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْأَمَ كُلُّهُـمْ
كَأَحْمَـرِ عَادٍ ثُمَّ تُرْضِـعْ فَتَفْطِـمِ
فَتُغْـلِلْ لَكُمْ مَا لاَ تُغِـلُّ لأَهْلِهَـا
قُـرَىً بِالْعِـرَاقِ مِنْ قَفِيْزٍ وَدِرْهَـمِ
لعَمْـرِي لَنِعْمَ الحَـيِّ جَرَّ عَلَيْهِـمُ
بِمَا لاَ يُؤَاتِيْهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَـمِ
وَكَانَ طَوَى كَشْحاً عَلَى مُسْتَكِنَّـةٍ
فَـلاَ هُـوَ أَبْـدَاهَا وَلَمْ يَتَقَـدَّمِ
وَقَـالَ سَأَقْضِي حَاجَتِي ثُمَّ أَتَّقِـي
عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِيَ مُلْجَـمِ
فَشَـدَّ فَلَمْ يُفْـزِعْ بُيُـوتاً كَثِيـرَةً
لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَـمِ
لَدَى أَسَدٍ شَاكِي السِلاحِ مُقَـذَّفٍ
لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ لَـمْ تُقَلَّــمِ
جَـريءٍ مَتَى يُظْلَمْ يُعَاقَبْ بِظُلْمِـهِ
سَرِيْعـاً وَإِلاَّ يُبْدِ بِالظُّلْـمِ يَظْلِـمِ
دَعَـوْا ظِمْئهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا
غِمَـاراً تَفَرَّى بِالسِّـلاحِ وَبِالـدَّمِ
فَقَضَّـوْا مَنَايَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَصْـدَرُوا
إِلَـى كَلَـأٍ مُسْتَـوْبَلٍ مُتَوَخِّـمِ
لَعَمْرُكَ مَا جَرَّتْ عَلَيْهِمْ رِمَاحُهُـمْ
دَمَ ابْـنِ نَهِيْـكٍ أَوْ قَتِيْـلِ المُثَلَّـمِ
وَلاَ شَارَكَتْ فِي المَوْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
وَلاَ وَهَـبٍ مِنْهَـا وَلا ابْنِ المُخَـزَّمِ
فَكُـلاً أَرَاهُمْ أَصْبَحُـوا يَعْقِلُونَـهُ
صَحِيْحَـاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ بِمَخْـرِمِ
لِحَـيِّ حَلالٍ يَعْصِمُ النَّاسَ أَمْرَهُـمْ
إِذَا طَـرَقَتْ إِحْدَى اللَّيَالِي بِمُعْظَـمِ
كِـرَامٍ فَلاَ ذُو الضِّغْنِ يُدْرِكُ تَبْلَـهُ
وَلا الجَـارِمُ الجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَـمِ
سَئِمْـتُ تَكَالِيْفَ الحَيَاةِ وَمَنْ يَعِـشُ
ثَمَانِيـنَ حَـوْلاً لا أَبَا لَكَ يَسْـأَمِ
وأَعْلـَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَـهُ
وَلكِنَّنِـي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَـمِ
رأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
وَمَنْ لَمْ يُصَـانِعْ فِي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ
يُضَـرَّسْ بِأَنْيَـابٍ وَيُوْطَأ بِمَنْسِـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْروفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
يَفِـرْهُ وَمَنْ لا يَتَّقِ الشَّتْـمَ يُشْتَـمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْـلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِـهِ
عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْـنَ عَنْـهُ وَيُذْمَـمِ
وَمَنْ يُوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُـهُ
إِلَـى مُطْمَئِـنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَـمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ
وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِـهِ
يَكُـنْ حَمْـدُهُ ذَماً عَلَيْهِ وَيَنْـدَمِ
وَمَنْ يَعْصِ أَطْـرَافَ الزُّجَاجِ فَإِنَّـهُ
يُطِيـعُ العَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْـذَمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِـهِ
يُهَـدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمْ النَّاسَ يُظْلَـمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَـهُ
وَمَنْ لَم يُكَـرِّمْ نَفْسَـهُ لَم يُكَـرَّمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مَنْ خَلِيقَـةٍ
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَـمِ
وَكَاءٍ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِـبٍ
زِيَـادَتُهُ أَو نَقْصُـهُ فِـي التَّكَلُّـمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُـؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْـقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ
وَإَنَّ سَفَاهَ الشَّـيْخِ لا حِلْمَ بَعْـدَهُ
وَإِنَّ الفَتَـى بَعْدَ السَّفَاهَةِ يَحْلُـمِ
سَألْنَـا فَأَعْطَيْتُـمْ وَعُداً فَعُدْتُـمُ
وَمَنْ أَكْـثَرَ التّسْآلَ يَوْماً سَيُحْـرَمِ
الى هنا نصل بكم الى ختام فقرات تلك المقالة والتي تعرفنا خلاله الحديث على ما هو سبب حرب داحس والغبراء، الى جانب التعرف على سبب تسمية حرب داحس والغرباء بهذا الاسم، وما هي النتائج المترتبة على تلك المعركة.