لماذا نحب الوطن ، لو نزلنا إلى الشارع وسألنا المشاة فيه صغار أو كبارا نساءً أو رجالا ماذا يعني لك الوطن، لسمعنا إجابات كثيرة ومتنوعة وكلها تدل على الحب الكبير الذي يتعمق في داخل قلوب الناس، إذ يعد حـب الوطـن من الفطرة التي جُبل عليها كلّ إنسان، حيث ينبض قلب كل فرد من أفراد الـوطن بحـب وطنه والانتماء إليه، وهذا الحـب لا يقتصر فقط على المقيمين داخله، فنجد الإنسان مهما تنقل وارتحل يبقى شوقه إلى وطنه هو الشعور الذي يسيطر عليه في الغربة، هذا العشق الذي يمنحه الفرد للوطن فطري مهما كان الوطن كبيرا أم صغيرا متحضرا أم غير ذلك، فلا فرق عند الإنسان بذلك يكفي أنه وطنه الذي يفتخر به أينما ذهب، لماذا نحب الوطن، هذا ما سنعرفه في تالي الموضوع.
لماذا أحب وطني
هناك عدة اسباب تجعل الفرد يمنح وطنه كل الحب، ليس فقط حـب بل مستعد أن يفديه بأغلى ما يملك، ومن الأسباب وراء الانتماء الكبير الذي يستولي على قلوب الناس تجاه وطنهم ما يلي:
- يعتبر ذاكرة المواطن التي تعطيه الإحساس والشعور بالكرامة، وتقود به إلى إلى الانتماء والولاء الوطني.
- هو موطن كل الأحبة والأهل والأصدقاء الذين تحلو الحياة بهم، ويزيد إصرار المرء على التمسك ببلاده.
- يعتبر ساحة الحياة التي من خلالها يمكن تحقيق الطموحات والآمال.
- هو موطن الذكريات التي من المستحيل نسيانها، حتى لو رحل الفرد بعيدا عنه.
- هو مسقط رأس الإنسان ومكان ولادته، وفيه ترعرع ونشأ وفيه تعلم كل الخصال، وعليه عاش طفولته وشبابه.
كيف نحب الوطن بصدق
إن الحـب هو شعور داخلي لا يمكن إظهاره، ولكن الأفعال تثبت مدى هذا الحـب، فإن كان الإنسان فعلا يركز كل حبه لوطنه فكيف يحبه، أو كيف يثبت للجميع أنه يحبه، ويمكن قذف هذا الحـب في داخل الإنسان منذ صغره، فالأسرة والمجتمع قادران على غرس الحـب الوطني في قلوب أفراد المجتمع من خلال:
- ينشأ حب الوطن في داخل الإنسان عن طريق التعرف عليه بصورة اكبر، والتعرف على معالمة وتاريخه، وعلى مميزاته، ويتم كذلك بزيارة كل موضع فيه، والاتحاد الكامل مع سمائه وأرضه، ومائه، بالإضافة إلى ضرورة معرفة مدى حجم التضحيات التي ضحى بها الأجداد والآباء، لبناء الوطن لبنة فوق لبنة.
- يتم غرس حـب الوطـن في قلب كل إنسان منذ صغره عبر الممارسة العملية الفعلية والقيام بأشياء ثبت فعلا الانتماء للوطن بعيدا عن الشعارات والأقوال التي لم يعد لها أي فائدة.
- من خلال الدفاع عن الوطن من هجمات الآخرين التي تتوالى عليه من كل تجاه مهما كانت تلك الهجمات، سواء ممن يعيشون في الوطن وهم من اهله، أو من الغرباء والذين يضمرون في قلوبهم الكراهية للبلاد، فيقوم الإنسان بالدفاع عنه ورد الهجمات الموجهة إليه بكل ما يملك من وسائل حتى لو كانت بسيطة، وأبسطها القلم، إذ أن بعض الكلمات تكون قادرة على رد كيد الكثير من الأشخاص الحقودين على الـوطن.
كيف نحمي الوطن
الوطن هو حاضنة البشر، وهو الأرض التي يعيش عليها أولئك الناس الذين يتشاركون سويًا في قواسم مشتركة كاللغة والعرق واللغة وغيرها، فهو متنفسهم الذي يعيشون فوقه، وهو حضارتهم الغابرة وتاريخهم المجيد، وهو ذلك المكان الذي يعيش فيه الإنسان جنبًا إلى جنب أخيه الإنسان بكل حب وتعاون مهما اختلفت أفكارهم وعقائدهم.
وحماية الوطـن تكون بالانتماء الشديد إليه، وإعماره وزراعته والتكاثر فيه وحماية بكل ما يملك الإنسان من إمكانيات، وكذلك ممارسة كافة الأنشطة على أرضه التي تعمل على تحضره وتمدنه.
في نهاية المقال نقول أنه من الصعب أن نكتفي ببعض الكلمات في تبيان لماذا نحب الوطن، فحـب الوطـن أمر فطري ولا يمكن أن نعبر عن ذلك بعبارات بسيطة.