لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم، يتسائل الكثير من المسلمين المهتمين بالتعرف على كل التفاصيل التى تخص الدين الاسلامى، وتتعلق به من قريب أو من بعيد، عن إجابة هذا السؤال، حيث يدفعهم الفضول إلى التعمق في الكثير من الأمور ومعرفة أسبابها، رغبة في أن لا يخفى عليهم أمر يتعلق بأي أمر من أمور دينهم وعقيدتهم، وكذلك إزالة أي شبهة تتعلق بالأمر الذين يقومون بالاستفسار عنه، فإذا عرف السبب بطل العجب، كما يقولون، فالإجابة تزيل الإبهام في الموضوع، وتزيد من مستوى الاقتناع به، وبهذا الخصوص سوف نتناول في هذا البحث، إجابة سؤال لماذا سميت الأشهر الحرم بهذا الاسم، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى مهمة تتعلق في هذا الموضوع.
ما هي الأشهر الحرم
يجب في البداية أن نتعرف على الأشهر الحرم، قبل أن نتطرق إلى أي موضوع آخر، وذلك لإزالة أي غموض في هذا الأمر، وجهل به، فالأشهر الحرم هي عبارة عن أربعة من الأشهر، ثلاثة منها متتابعة وراء بعضها البعض، وتعرف هذه الشهور بشهر رجب، ومحرم، وشهر ذو القعدة، وذو الحجة، وقد أشار الله تعالى إلى هذه الأشهر في كتابه العزيز، وذلك بقوله سبحانه : “إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حُرم، ذلك الدين القيم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم”، وقد جاء أيضاّ ذكر هذه الأشهر باستفاضة أكثر في حديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال : “الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرمٌ، ثلاثةٌ متوالياتٌ: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مُضر، الذى بين جمادى وشعبان”.
سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم
اختلف العلماء في تفسير سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم، وقد تعددت الأقاويل، والتخمينات في ذلك، حيث أن تمية هذه الشهور بهذا الاسم لم تأتى من فراغ، لذلك اهتم المسلمون في معرفة السبب الحقيقى وراء تميتها بهذا الاسم، وذلك لتجنب فعل الأشياء التى كانت وراء سبب تسمية الشهور بهذا الاسم، والأقوال الأصح، والأرجح في سبب تسمية الأشهر الحرم بهذا الاسم، هو ما يلى :
- يقول فريق من العلماء أن سبب التسمية يعود إلى تحريم الله القتال على الناس في هذه الأشهر، وذلك لتوفر الوقت الكافى للمسلمين، القيام بالسفر للعبادة، وأداء فريضتي الحج والعمرة، ويستعينون بهذا الرأي بقوله تعالى : “يسألونك عن الشهر الحُرم قتال فيه، قل قتال فيه كبير”.
- يقول الفريق الثانى من العلماء أن سبب التسمية يعود إلى أن المعصية في هذه الأشهر تكون أشد عقاباً، وأشد عظمة من غيرها من الشهور، كما أن الطاعة أيضاً تكون أكثر أجراً في هذه الأشهر، وخاصة إذا ما كانت الطاعة أو المعصية في البلد الحرام، ومن هنا كانت لها التمية بهذا الاسم.
لماذا رجب من الأشهر الحرم
تبدأ الأشهر الحرم بشهر ذى القعدة، حيث كانت العرب تقعد فيه عن القتال، ومن ثم يأتى بعده مباشرة شهر ذو الحجة، حيث أن العرب عرفت الحج في هذا الشهر، واشتغالهم في أداء مناسكه، ومن ثم يأتى بعده شهر محرم، وهو الشهر الذى يعودوا فيه العباد إلى بلادهم في أقصى مشارق الأرض ومغاربها، بعد الانتهاء من تأدية فريضة الحج، ومن ثم يأتى شهر رجب منفصلاً عن هذه الشهور، الثلاثة المتتالية وراء بعضها البعض، ويقال أن سبب ذلك هو ترك المجال أمام المسلمين لأداء فريضة العمرة، والاعتمار في بيت الله الحرام، من كافة أصقاع الأرض.
هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم
من المعروف أن الأشهر الحرم كانت تعظم من قبل الاسلام، حيث اعتاد الحرم على تعظيمها منذ عهد إبراهيم عليه السلام، حيث كانت تقعد عن القتال في هذه الأشهر إلا دفاعاً عن أنفسهم، وبيوتهم، وفيما يخص من يتحدث عن حرمة الصيد في هذه الأشهر، فهذا قول خاطئ، لم يحرم الصيد في الأشهر الحرم، وإنما ما حرم هو أشياء بعينها، وهي تتمثل بما يأتى :
- يحظر في الأشهر الحرم محاربة العدو أو قتالهم
- يحرم فعل المعاصى والذنوب، ومضاعفة الخطيئة في هذه الأشهر، بسبب تضاعف الذنب فيها
- يحبب مضاعفة فعل الطاعات، لمضاعفة أجرها في هذه الأشهر
- يحذر الزيادة في الديات
الأشهر الحرم لا يجوز التلاعب بها، وتبديل ما فيها من أحكام مع أشهر أخرى، حيث حرم الله عز وجل ذلك على من كان يفعله، فهي أشهر محددة معروفة بعينها دون غيرها من الأشهر، وقد تعرفنا في هذا البحث على هذه الأشهر، بالإضافة إلى سبب تسميتها بهذا الاسم، كما تعرفنا أيضاً على سبب اعتبار رجب من الأشهر الحرم، ناهيك عن إجابة هل يجوز الصيد في الأشهر الحرم، ونأمل من خلال ما ذكرنا من معلومات بهذا الخصوص، أن نكون قد وفقنا في تقديم الاستفادة الممكنة لجميع الباحثين عنها، والراغبين بالحصول عليها.