شروط الصلاة واركانها وواجباتها ، إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين وأساسه، وأول ما يسأله عنه العبد يوم القيامة، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، وقد فرضها الله عز وجل على عباده ليلة الإسراء والمعراج، ولها فضل كبير واهمية كبيرة تتحقق لمن يداوم ويحافظ عليها، فهي تعتبر نور لصاحبها في الدنيا والآخرة، وبها تتحقق الطمأنينة الروحية، والراحة النفسية، ومن خلالها يتعلم الإنسان النظام في كل أمر من أمور حياته، وهي ترفع صاحبها أعلى الدرجات في الجنة، وتحط عنه الكثير من الخطايا والذنوب، وهي من أسباب التمكن في الأرض وتنزل الرحمة، ولها شـوط وأركـان وواجبــات، ولهذا فسنقوم في هذا المقال ببيان شروط الصلاة واركانها وواجباتها.
شروط الصلاة الصحيحة
حتى تصح الصلاة لا بد من توفر مجموعة من الشروط، التي باختلال أي واحد منها تبطل الصلاة، والشروط هي كالتالي:
- دخول الوقت، فهو أهم شرط من شـروط الصلاة، فالصلاة قبل الوقت أو على غير وقتها باطلة، حتى لو صلى الفرد مثلا صلاة العصر ظنا منه أنه أذن ثم اكتشف بعد دقائق أنه لم يؤذن عليه إعادة الصلاة، لأنه لم يؤدها في وقتها، حيث قال تعالى دليلا على أهمية الصلاة على وقتها: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”.
- ستر العورة، فلا تجوز الصلاة إن كانت العورة ظاهرة، ومن المؤكد أن عورة المرأة تختلف عن عورة الرجل، وقد قسم العلماء العـورة إلى ثلاثة أقسام، وهي العورة المغلظة والمتوسطة والمخففة.
- الطهارة، وهي شـرط أساسي لصحة الصلاة، وقد قسمها اهل العلم إلى طهارة من الحدث وطهارة من النجس، والطهارة من الحدث تكون بطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، أما الطهارة من النجس فتكون في البدن والثياب ومكان الصلاة.
- استقبال القبلة، فلا بد من التوجه نحو القبلة عند الصلاة، فبغيرها تكون الصلاة فاسدة والدليل على ذلك قوله تعالى: “فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”.
- النية، ولا تصح الصلاة إلا بالنية، كما لا يقبل أي عمل يقوم به العبد إلا بعد أن ينوي.
كم عدد أركان الصلاة
الركن في الصلاة واجب الأداء، إذ لا يسقط سهوا ولا جهلا، ولا تصح الصلاة إلا به، والأركـان كالتالي:
- النية: وهي النية على تأدية الصلاة تقربا لله تعالى، وعليه أن ينوي الصلاة التي يؤديها، فإن أراد أن يصلي العصر فعليه النية بأن هذه الصلاة للعصر، وإن نوى غير ذلك فلا تجوز صلاته.
- تكبيرة الإحرام: على المصلي أن يبدأ صلاته برفع يديه وقول الله أكبر، فهذه هي تكبيرة الإحرام التييتوجب عليه ان يبدأ صلاته بها، فقد قال النبي: “إذَا قُمْتَ إلى الصَّلَاةِ فَكَبِّرْ”.
- القيام في الفرض للقادر: فيجب على القادر أن يقوم للصلاة معتدلا بلا عوج ولا انحناء، وفيها قد قال الرسول: “صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ”.
- قراءة الفاتحة: فعلى المصلي أن يقرأ الفاتحة سواء في الفرض أو السنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ” لا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ”.
- الركوع: وهو ركن في كل ركعة، فقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا”.
- الاعتدال من الركوع: وهو وقوف المصلي معتدلا بعد أن يركع.
- السجود: ويتوجب على المصلي في كل ركعة أن يسجد مرتين، ويتم السجود على الأعضاء السبعة.
- الجلوس بين السجدتين: وعلى المصلي أن يجلس بين السجدتين، وذلك لقول عائشة رضي الله عنها: “أنَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إذا رفع رأسَهُ من السجدَةِ؛ لَمْ يَسْجُدْ حتَّى يستَوِيَ جالِسًا”.
- الجلوس للتشهد الأخير: يجب على المصلي أن يجلس حتى يتسنى له قول التشهد الأخير.
- التشهد الأخير: وهو قول المصلي: “التحيَّاتُ للهِ، والصلَواتُ الطيِّباتُ، السلامُ عليْكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ، السلامُ علينا وعلَى عبادِ اللهِ الصالحينَ”.
- الصلاة على النبي بعد الانتهاء من التشهد الأخير.
- التسليم بعد التشهد الأخير: فيبدأ بالتسليم عن يمينه ويقول السلام عليكم ورحمة الله، ثم يلتفت يسارا ويقول نفس القول.
- الطمأنينة في كل ركن من أركان الصلاة، ولا تكون الطمأنينة إلا بمقدار الذكر الواجب.
- الترتيب بين الأركان: ويتوجب على المصلى أن يؤدي الأركان بالترتيب وإلا فصلاته غير صحيحة.
عدد واجبات الصلاة
إن ترك أي واجب من واجبات الصلاة يتوجب على المصلي بعدها أن يسجد سجود السهو، والواجبات هي:
- تكبيرات الانتقال: وهي التكبيرات التي تتم بين الانتقال وانتهائه.
- التسميع، وهي أن يقول المصلي في الاعتدال من الركوع: سمع الله لمن حمده.
- التحميد: وهو قول الإمام او المنفرد أو المأموم: ربنا ولك الحمد.
- التسبيح في الركوع: وهو قول المصلي عند ركوعه: سبحان الله العظيم.
- التسبيح في السجود: وهو أن يقول المصلي في سجوده سبحان ربي الأعلى.
- الاستغفار بين السجدتين: وهو أن يقول بينهما ربي اغر لي ولوالدي.
- الجلوس للتشهد الأول وقوله، ويكون بعد أول ركعتين في كل من صلاة لظهر والعصر والمغرب والعشاء.
بهذا نكون قد قدمنا لكم شروط الصلاة واركانها وواجباتها، والتي يتوجب على جميع المسلمين البالغين العاقلين تعلمها ومعرفتها لتأديتها على أكمل وجه عند أداء الصلوات المفروضة أو المسنونة.