بالنسبة للعديد من الشباب، يبدو أنه من الأسهل تأجيل أي قرارات استثمارية حتى يصبح وضعهم المالي أفضل، من الناحية النظرية على الأقل، أكثر استقرارًا. ومع ذلك، فإن عمر العشرينات هو في الواقع وقت ممتاز للغاية لدخول عالم الاستثمار مهما كان نوعه، سواء كان استثمار في الأسهم أو تداول الفوركس، أو أي نوع آخر، لعدة أسباب ومزايا سنذكرها لكم في مقال اليوم.
عامل الوقت
في حين أن المال قد يكون شحيحًا في هذا السن، إلا أن الشباب لديهم شيء واحد يتميزون به: الوقت. إن القدرة على تنمية الاستثمار عن طريق إعادة استثمار الأرباح، يتيح سحر المضاعفة للمستثمرين تكوين ثروة بمرور الوقت ولا يتطلب الأمر سوى شيئين: إعادة استثمار الأرباح والوقت. استثمار واحد بقيمة 10000 دولار في سن العشرين سينمو إلى أكثر من 70 ألف دولار بحلول الوقت الذي يبلغ فيه المستثمر 60 عامًا (على أساس معدل فائدة 5٪ فقط). هذا الاستثمار البالغ 10 آلاف دولار الذي تم إجراؤه في سن الثلاثين من شأنه أن يدر حوالي 43000 دولار بحلول سن الستين، أما من بدأ في سن الأربعين سيحقق 26000 دولار فقط. كلما طال الوقت في الاستثمار، زادت الثروة التي يمكن أن ربحها.
القدرة على تحمل المخاطر
يؤثر عمر المستثمر على مقدار المخاطرة التي يمكنه تحملها. الشباب يمكنهم تحمل المزيد من المخاطر في أنشطتهم الاستثمارية. في حين أن الأفراد الذين يصلون إلى سنوات التقاعد قد ينجذبون نحو استثمارات منخفضة المخاطر أو خالية من المخاطر، مثل السندات وشهادات الإيداع (CDs). يمكن للشباب بناء محافظ أكثر تنوع والتي تخضع لمزيد من التقلبات وتنتج مكاسب أكبر.
التعلم بالممارسة
يتمتع المستثمرون الشباب بالمرونة ومتسع الوقت لدراسة الاستثمار والتعلم من نجاحاتهم وإخفاقاتهم. نظرًا لأن الاستثمار له منحنى تعليمي طويل إلى حد ما، فإن الشباب يتمتعون بميزة لأن لديهم سنوات لدراسة الأسواق وتحسين استراتيجيات الاستثمار الخاصة بهم. كما هو الحال مع المخاطر المتزايدة التي يمكن أن يستوعبها المستثمرون الأصغر سنًا، يمكنهم أيضًا التغلب على أخطاء الاستثمار لأن لديهم الوقت اللازم لتجاوزها والتعلم منها.
الذكاء في استخدام التكنولوجيا
احتراف استعمال التكنولوجيا من أسس الإستثمار الناجح، وجيل الشباب هو جيل خبير في التكنولوجيا، قادر على الدراسة والبحث وتطبيق أدوات وتقنيات الاستثمار عبر الإنترنت. توفر منصات التداول عبر الإنترنت فرصًا لا حصر لها للتحليل الأساسي والفني، كما هو الحال مع غرف الدردشة ومواقع الويب المالية والتعليمية. يمكن أن تساهم التكنولوجيا، بما في ذلك الفرص عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات، في تكوين قاعدة معرفية للمستثمر الشاب وتجربته وثقته وخبرته.
رأس المال البشري
يمكن اعتبار رأس المال البشري، من منظور الفرد، على أنه القيمة الحالية لجميع الأجور المستقبلية. نظرًا لأن القدرة على كسب الأجور أمر أساسي للاستثمار والادخار للتقاعد، فإن الاستثمار في الذات -من خلال الحصول على درجة علمية أو تلقي تدريب أثناء العمل أو تعلم مهارات متقدمة- يعد استثمارًا قيمًا يمكن أن يكون له عوائد قوية. غالبًا ما يكون لدى الشباب العديد من الفرص لزيادة قدرتهم على كسب أجور مستقبلية أعلى، ويمكن اعتبار الاستفادة من هذه الفرص أحد أشكال الاستثمار العديدة
في النهاية، تذكر عزيزي القارئ أن الادخار للتقاعد ليس السبب الوحيد للقيام باستثمارات جيدة التخطيط. يمكن أن توفر العديد من الاستثمارات، مثل الاستثمار في الأسهم، تدفقًا للدخل طوال فترة الاستثمار. يتمتع من هم في العشرينات ببعض المزايا الجيدة أكثر من أولئك الذين ينتظرون بدء الاستثمار، بما في ذلك الوقت، والقدرة على تحمل المخاطر المتزايدة، وفرص زيادة الأجور في المستقبل. حتى لو كان عليك أن تبدأ صغيرًا، فمن مصلحتك أن تبدأ مبكرًا!