ماذا فعلت السعودية لفلسطين، وفي الفترة الأخيرة قامت بعض الدول العربية بهجمة قوية ضد المملكة العربية السعودية من أجل القضية الفلسطينية، وعلى إثر ذلك ألقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطاباً مطولاً عن دعم المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية، وقال بأنّها لم تتوانَ يوماً عن دعم القضية الفلسطينية، وبأنّها تؤيد بأنّ القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، وفي مقالنا سنتحدث مطولاً عن ماذا فعلت السعودية لفلسطين، وما هو موقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
ما هو موقف السعودية تجاه القدس
موقف السعودية تجاه فلسطين هو موقفٌ راسخ وثابت ومتأصل منذ عهد الملك عبدالعزيز، والذي كان قد أكدّ أن موقف المملكة العربية السعودية تجاه فلسطين هو موقف عقائدي، وكان قد سار على ذات الفكر والنهج أبنائه الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان، وكان موقف السعودية فيما يحدث في القدس من مواجهات وتعنيف ما بين قوات الاحتلال الاسرائيلي الغاشم وأبناء الشعب الفلسطيني هو موقف الحق والنُصرة، حيثُ أن موقف السعودية كان صارماً في مواجهة الحق، وكان على المجتمع الدولي أن يقف وقفة حق وينصر المظلوم ويحيي العدالة، ودوماً ما يكن موقف المملكة العربية السعودية تجاة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس هو موقف صريح وموقف واضح، حيثُ أنّهم يقفون بجانب الشعب الفلسطيني ونصرته، وأنّه من حق الشعب الفلسطيني أن يعيش على أرضه وفي دولة مستقلة ذات سيادة وعاضمتها القدس الشريف، وهذا بعيداً عن همجية الاحتلال الاسرائيلي وعدوانيته.
ماذا فعلت السعودية لفلسطين
قامت المملكة العربية السعودية بدعم ومساندة القضية الفلسطينية في جميع مراحلها وعلى مختلف الأصعدة سواء أكانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وكان موقفها ثابتاً منذ عهد الملك عبد العزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفيّن، وكان هذا من منطلق ايمانها بأنّ ما تفعله تجاه القضية الفلسطينية هو واجب عقائدي وديني عليها، وبعضاً ما قدمت المملكة العربية السعودية لفلسطين يتلخص في الآتي:
الدعم السياسي
وكان دور المملكة العربية السعودية في دعم القضية الفلسطينية هو دور مهم ودور بارز، وكانت دوماً ما تقف نصرةً لأبناء الشعب الفلسطيني ولتحقيق تطلعاتهم في بناء دولة مستقلة بعيداً عن الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، وتلخص موقف السعودية السياسي تجاه فلسطين على النحو الآتي:
- كانت دوماً ما تشارك المملكة العربية السعودية في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية، وذلك ابتداء من مؤتمر مدريد وانتهاء بمؤتمر خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، والتي كان قد اقترحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
- كانت المملكة العربية السعودية دوماً ما تتبنى جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وذلك من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتحقيق تطلعاته لبناء دولته المستقلة.
- وتبذل المملكة العربية السعودية الجهود الحثيثة والاتصالات المكثفة مع الدول الغربية والدول الصديقة والإدارة الأمريكية، وذلك من أجل الضغط على إسرائيل، لإلزامها بتنفيذ القرارات الشرعية الدولية، والتي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م .
- وكانت المملكة العربية السعودية دوماً ما تطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل، من أجل وقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني.
- كما أنّ المملكة العربية السعودية أدانت قيام إسرائيل ببناء الجدار العازل، والذي كان يضم أراضي فلسطينية واسعة، حيثُ تقدمت المملكة بمذكرة احتجاج لمحكمة العدل الدولية في لاهاي تدين فيها قيام إسرائيل ببناء جدار الفصل العنصري.
الدعم المادي
ومنذ نشأة القضية الفلسطينية فإنّ المملكة العربية السعودية كانت دوماً ما تقدمُ الدعم المادي والدعم المعنوي للسلطة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ومن أوجه الدعم المادي الذي قدمته المملكة العربية لفلسطين وللقضية الفلسطينية:
- كانت المملكة العربية السعودية قد قدمت تبرعاً سخياً في مؤتمر القمة العربية في الخرطـوم عـام 1967م.
- كما خصصت المملكة العربية السعودية دعم شهري للانتفاضة الفلسطينية مقداره 6 مليون دولار.
- كما أنّ المملكة العربية السعودية كانت قد قدمت الدعم المالي السنوي للفلسطين في قمة بغداد، وكانت قد التزمت به لمدة عشر سنوات.
- كما أنّ المملكة العربية السعودية كانت قد قدمت دعماً نقدياً لصندوق الانتفاضة الفلسطيني في الانتفاضة الأولى بمبلغ قدره مليون وأربعمائة وثلاثة وثلاثون ألف دولار، كما قدمت مبلغ 2 مليون دولار للصليب الأحمر الدولي، لشراء أدوية ومعدات طبية وأغذية للفلسطينيين.
الدعم الشعبي
وأما الدعم الشعبي الذي قدمته المملكة العربية السعودية لأبناء الشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية كان على النحو الآتي:
- شكلت المملكة العربية السعودية لجان بعد حرب يونيو 1967م، وذلك لمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني، حيثُ أنّ المملكة ساهمت في جمع التبرعات للشعب الفلسطيني من أبناء الشعب السعودي.
- كما أنّ المملكة العربية السعودية كانت قد قدمت دعماً شعبياً في الانتفاضة الأولى بلـغت قيمته أكثر من 118 مليون ريال.
- كما أنّ المملكة العربية السعودية كانت قد قدمت دعماً سخياً في الانتفاضة الثانية بلغت قيمته 240 مليون ريال، ذلك عدا عن التبرعات العينية مثل السيارات وسيارات الإسعاف والعقارات والمجوهرات والمواد الطبية والغذائية.
وفي نهاية مقالنا نكن قد تحدثنا عن دور المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية وفلسطين وعاصمتها القدس الأبدية، وتحدثنا عن ماذا فعلت السعودية لفلسطين، حيثُ أنّ المملكة العربية السعودية كانت قد قدمت الدعم السياسي، والدعم المادي، والدعم الشعبي لأبناء الشعب الفلسطيني، وكان موقف السعودية من القدس هو موقف عقائدي ثابت منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله.