كم مدة حمل مريم بعيسى وكم كان عمرها وما الإعجاز الإلهي في حمل عيسى، تعتبر قصة حمل مريم بسيدنا عيسى عليه السلام من المعجزات الإلهية، التي حيرت الكثير من الناس منذ حدوث الحمل وحتى يومنا هذا، حيث يدور الكثير من الجدل حول قصة مريم وعيسى عليهما السلام، فقد حملت مريم بعيسى ووضعته في مدة اختلف عليها أهل العلم، لهذا يتساءل الكثير من الناس كم مدة حمل مريم بعيسى وكم كان عمرها وما الإعجاز الإلهي في حمل عيسى.
قصة حمل مريم بعيسى عليه السلام
تعتبر قصة مريم بنت عمران من أعظم القصص، التي وردت في القرآن الكريم في سورة آل عمران، حيث ذكرت الآيات الكريمة أن امرأة عمران عندما حملت وهبت ما في بطنها لله عز وجل، فوضعت أنثى وتقبلها الله تبارك وتعالى وتكفل برعايتها، فأنبتها الله نباتاً حسناً وكانت من النساء الصالحات، ونشأت في أكناف سيدنا زكريا، فكان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً كثيراً، فسألها من أين لها هذا فكانت تجيبه هو رزق من عند الله.
وجاءت الملائكة لمريم تبشرها بعيسى عليه السلام، ولما اتهمها قومها بالرذيلة ابتعدت مريم عن أهلها واتخذت لنفسها مكاناً في الشرق، فجاء إليها جبريل عليه السلام متمثلاً في هيئة بشر، وأخبرها أن الله أرسله لها حتى يهبها غلاماً، فسألت وكيف لها أن تضع غلاماً وهي الفتاة العذراء الطاهرة العفيفة، فأجابها بأن هذا ما أمر به الله “قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا”، ونفخ فيها فحملت بابنها عيسى، ولما جاءها المخاض تحت جذع الشجرة، أمرها ربها أن تهز جذع النخلة فيتساقط عليها رطباً جنياً فتأكل منه وتشرب الماء، وأن لا تكلم الناس أبداً، ولما ذهبت إلى قومها وسألوها عن ابنها، أشارت إلى الطفل فتكلم في المهد وأخبرهم قصتهم وأنه رسول من الله للناس.
شاهد أيضاً: قصة فيلم العذراء والشعر الأبيض ويكيبيديا
كم مدة حمل مريم بعيسى
اختلفت الروايات والقصص حول مدة حمل مريم العذراء بعيسى، فبعض الروايات تقول بأن مدة الحمل كانت ثلاثة أيام فقط، وبعضها يقول بأن مريم حملت بعيسى ووضعته في ساعات معدودة، أما بالنسبة للقرطبي فقد رأى بأن مدة حمل السيدة مريم كانت مثل حمل بقية النساء، أي أن مدة حملها كانت تسعة شهور، وقد اتفق الكثير من أهل العلم مع رأى القرطبي، واستدلوا على ذلك من الرواية التالية:
لما ظهرت مخايل الحمل بها وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها يخدم معها البيت المقدس يقال له يوسف النجار.
فلما رأى ثقل بطنها وكبره أنكر ذلك من أمرها ثم صرفه ما يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها.
ثم تأمل ما هي فيه فجعل أمرها يجوس في فكره لا يستطيع صرفه عن نفسه، فحمل نفسه على أن عَرَّض لها في القول.
فقال: يا مريم إني سائلك عن أمر فلا تعجلي عليّ.
قالت: وما هو؟
قال: هل يكون قط شجر من غير حب؟ وهل يكون زرع من غير بذر؟ وهل يكون ولد من غير أب؟
فقالت: نعم، وفهمت ما أشار إليه، أما قولك: هل يكون شجر من غير حب؟ وزرع من غير بذر؟ فإن الله قد خلق الشجر والزرع أول ما خلقهما من غير حب ولا بذر. وهل يكون ولد من غير أب؟ فإن الله تعالى قد خلق آدم من غير أب ولا أم. فصدقها وسَلَّم لها حالَها.
كم كان عمر مريم عندما حملت بعيسى
من خلال القصص التي ذكرها المؤرخين والعلماء، فقد تبين أن عمر السيدة مريم بنت عمران عندما حملت بعيسى كانت صغيرة في السن، حيث دخلت المحراب منذ أن كانت في الثالثة من عمرها وظلت حتى صار عمرها حوالي اثنى عشر سنة أو أكثر بقليل، عندما بدأت علامات الحمل تظهر عليها، وقد ذكر القرطبي في تفسيره عن الطبري:
- “وزعمت النصارى أن مريم حملت بعيسى ولها ثلاث عشرة سنة ، وأن عيسى عاش إلى أن رفع اثنتين وثلاثين سنة وأياما، وأن مريم بقيت بعد رفعه ست سنين، فكان جميع عمرها نيفا وخمسين سنة”.
شاهد أيضاً: من هو محمد عز العرب زوج ايتن عامر وما هي قصة زواجهما
ما الإعجاز الإلهي في حمل عيسى عليه السلام
تجلى الإعجاز الإلهي في حمل سيدنا عيسى عليه السلام، فقد برهن الله للمشركين أنه قادر على كل شئ، فهو قادر على إنبات الشجر من غير حب، والزرع بدون بذر، مثل قدرته أيضاً على خلق الولد من دون أب أو أم، فقد خلق الله تبارك وتعالى سيدنا آدم من دون أب أو أم، وخلق السيدة حواء من ضلع من آدم، لذلك لن يعجز جل وعلا عن خلق سيدنا عيسى بدون أن يكون له أب.
شاهد أيضاً: قصة اصحاب الكهف للاطفال كاملة وفضل سورة الكهف
في ضوء المعجزة الإلهية في قصة مريم بنت عمران وعيسى عليه السلام، نجد الكثير من التساؤلات للإجابة عن سؤال كم مدة حمل مريم بعيسى وكم كان عمرها وما الإعجاز الإلهي في حمل عيسى، لهذا قدمنا في السطور السابقة ما يوضح تفاصيل قصة حمل مريم بعيسى والإعجاز الإلهي فيها.