حكم تأخير الغسل من الحيض للتأكد من الطهر

حكم تأخير الغسل من الحيض للتأكد من الطهر، من الأسئلة الهامة والتي تشغل بال الكثير من المسلمين، حيث أن الطهارة تعد من الأمور المهمة والتي تبدأ بها كتب الفقه الإسلامي نتيجة لأهميّتها وكثرة السؤال عنها، وفي هذا المقال نود ان نتطرق الى معرفة المزيد من التفاصيل حول معرفة حكم تأخير الغسل من الحيض للتأكد من الطهر، الى جانب المرور بالعديد من الأحكام الأخرى ذات الصلة بالموضوع.

الاغتسال من الحيض

الاغتسال من الحيض
الاغتسال من الحيض

إن الاغتسال من الحيض يعني الطهارة بالماء لرفعِ الحَدَث وإزالة النجس من الدورة الشهرية عن طريق استخدام الماء على كافة الجسد، حيث اتفق العلماء على أنَّ الحيض يُوجِب الغُسل، والدليل وجوب الغسل من القرآن الكريم، قوله سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ۚ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.

حيث في حال مُنِع الزوج من وطئها كي تغتسل فذلك دليل على وجوب اغتسالها من الحيض، والدليل في السنة النبوية الكريمة قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة بنت أبي حبيش: “إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي”.

حكم تأخير الغسل من الحيض للتأكد من الطهر

حكم تأخير الغسل من الحيض للتأكد من الطهر
حكم تأخير الغسل من الحيض للتأكد من الطهر

حيث اختلف العلماء ما بين تأخير الغسل لعذر مانع وبين تأخيره لغير عذر، ونود ان نطرح ذلك بالتفصيل من خلال الفقرتين مما يلي:

حكم تأخير الغسل من الحيض للشك في انتهائه

حكم تأخير الغسل من الحيض للشك في انتهائه
حكم تأخير الغسل من الحيض للشك في انتهائه

تعرف المرأة الطهر من الحيض بعلامتين، إمّا الجفاف بأن تدخل قطنة في الموضع فتخرج نقية لا يوجد عليها أثر دم أو اصفرار، أو بالقصة البيضاء وهي: خروج ماء أبيض تعرف به النساء انقطاع الدورة الشهرية، وفي حال رأت المرأة واحدة من هاتين العلامتين فلا بد عليها الغسل؛ ومن الفقهاء من رأى أنَّ عليها أن تترقب يومًا أو نصف اليوم في حال شاهدت الطهر بالجفوف كي تتحقق من حصول الطهر لأنَّ الدم يجري وينقطع غالبا، وفي حال شكّت في تحقق الطهر فالأصل أن يبقى الحيض إلى أن تتأكد من انقطاعه، وفي حال شاهدت إحدى علامتي الطهر لا بد عليها أن تغتسل وفي حال شكّت في حصوله فلا تغتسل كي تتيقن حصوله.

شاهد أيضًاكم مدة حكم الخلفاء الراشدين وما اطول فترة حكم

حكم تأخير الاغتسال من الدورة الشهرية بدون عذر

حكم تأخير الاغتسال من الدورة الشهرية بدون عذر
حكم تأخير الاغتسال من الدورة الشهرية بدون عذر

إن الحكم من تأخير الاغتسال من الدورة من دون عذر لا يجوز بعد التأكد من تحقق الطهر، فمن تكاسلت في الصلاة أو ضيعتها لتأخير الاغتسال بعد أن تحققت من الطهر حيث تكون قد ارتكبت معصية كبيرة حيث ورد في قول الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}، فلا يجوز التأخير في الاغتسال وعلى المرأة أن تسارع في الإسراع للاغتسال فور تأكدها من تحقق الطهر وقضاء الصلوات التي تركتها بعد تحققها من انقطاع الحيض، والله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم زكاة الفطر وما مقدارها ومتى وقتها

حكم نسيان الوضوء عند الاغتسال من الحيض

حكم نسيان الوضوء عند الاغتسال من الحيض
حكم نسيان الوضوء عند الاغتسال من الحيض

في حال نسيت المرأة الوضوء خلال الاغتسال من الحيض فغسلها مجزئ في حال عممت الماء على جميع بدنها بقصد رفع الحدث لأنَّ الوضوء لا يعد شرطًا لصحة الاغتسال بل هو مستحبٌ في غسل الجنابة، وحيث قال ابن عبد البر بأنَّ المغتسل من الجنابة إن صب الماء على كافة بدنه دون وضوء فقد أكمل ما أوجبه عليه الله تعالى، لأنَّه عز وجل- افترض على الجنب الاغتسال من الجنابة من غير الوضوء وهو إجماع لا خلاف فيه بين الفقهاء، لكنهم أجمعوا على استحباب الوضوء قبل الغسل اقتداءً بسنة نبي الله صلى الله عليه وسلم.

شاهد أيضًا: حكم قراءة سورة البقرة بنية معينة

هل يجب الوضوء بعد الغسل من الحيض

هل يجب الوضوء بعد الغسل من الحيض
هل يجب الوضوء بعد الغسل من الحيض

لن يوجب العلماء الوضوء بعد الحيض لما ذكر عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- “كان إذا اغتَسَل منَ الجَنابَةِ بدَأ بغَسلِ يدَيه، ثم توَضَّأَ كما يتوَضَّأُ للصلاةِ، ثم يُدخِلُ أصابِعَه في الماءِ، فيُخَلِّلُ بها أصولَ شعرِه، ثم يَصُبُّ على رأسِه ثلاثَ غَرفاتٍ بيدَيه، ثم يُفيضُ الماءَ على جِلدِه كلِّه”، فيشير ذلك الحديث على أنَّه لا يجب الوضوء بعد الغسل اقتداءً بسنة النبي الله -صلى الله عليه وسلم- حيث ذكر  الحافظ ابن حجر إنَّ الإمام البخاري استدلَّ بذلك الحديث الشريف أنَّ الواجب في الغسل من الجنابة مرة واحدة وأنَّ من توضأ ليغتسل للتطهر لا يسن له تجديد الوضوء إن لم يكن يوجد حدث.

شاهد أيضًا: حكم علي بن ابي طالب عن الصبر

بهذه المعلومات الكاملة نصل الى نهاية فقرات مقالنا هذا والذي وضعنا خلاله كافة الأحكام الشرعية التي تتعلق بحكم تأخير الغسل من الحيض للتأكد من الطهر، الى جانب العديد من الأحكام الأخرى ذات الصلة.

Scroll to Top