من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور، خلق الله تعالى الملائكة من نور، وهم عباد كرمهم عزوجلا فلا يعصون الله تعالى بما يأمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يعبدون الله وحده لا شريك له ولا يؤمنون بغيره، سبحانه وتعالى سخرهم لخدمته في عالم الغيب، اذ أننا لا نراهم ولكن يجب علينا الايمان بهم، وهذا أهم ركن من أركان الايمان الستة، “الايمان بالله وملائكته”، فضلاً عن أنه ذكرهم عزوجل في آيات القرآن كثيراً وبموضع متعددة، وحول هذا السياق سوف نتعرف في السطور الآتية على من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور، مع التوضيح والتفصيل اللازم.
من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور يوم القيامة؟
يقول الله تعالى في أول آية من سورة فاطر: ” الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )، أي أنه سبحانه وتعالى خلق الملائكة منها من يمتلك جناحين ومنها ثلاثة، وبعضهم أربعة جناحين وأكثر، وهذا فيه اشاراة الى أن الملائكة تنفذ أوامر الله تعالى بسرعة كبيرة، من خلال هذه الأجنحة، ومنهم ن يتوكل بأمر قبض أرواح العباد، ومنهم من كلفه الله تعالى بالنفخ في الصور بيوم القيامة، وهو ما نتناوله الآن بشكل أكثر توضيحاً.
- الملك السؤول عن النفخ بالصور هو اسرافيل؛ يبقى الملك بترقب أمر الله تعالى وأخذ اذنه بالنفخ، كما ويذكر أن عدد مرات النفخ هو مرتين، الأولى؛ نفخة الفَزَع، والنَّفخة الثانية؛ لبعث المخلوقات حَيّةً، وهذا كما تبين في قوله عزوجل: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُون”.
الصور هو قرن ينفخ فيه الملك
تفزع قلوب المؤمنين من هول هذا المشهد وعظمه، بأن الله تعالى كلف ملكاً لكي يقوم بالنفخ بالصور، وعلى أثر هذا الفزع؛ يسعى العبد الى السعي بالدنيا بالأعمال الصالحة ودعاء الله عزوجل بأن يختم لها بخاتمة خير، وعمل حساب بأن الدنيا فانية والآخرة هي الدار الباقية، فيبعد عن الشهوات والملذات، ويبقى على مقربة من الخالق تبارك وتعالى، ومن أهوال يوم القيامة هو النفخ بالصور، ويدور الحديث حول توضيح معنى الصور لغة واصطلاحاً.
- الصُّور لغةً المقصود به: البُوق، أو القَرْن الذي يُنفَخ فيه.
- أما اصطلاحاً فهو يدل على: القَرْن الذي يُنفَخ فيه.
- وفي وصف هذه النفخة يقول الله تعالى واصفاً المشهد: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ”.
وهب الله عزوجل الملائكة قدرة عالية تتمثل بأن الملائكة لهم القدرة على الظهور بهيئة انسان، كما كان قد حدث مع مريم بنت عمران رضي الله عنها، ومن خلال هذه السطور انتهينا من معرفة من هو الملك الموكل بالنفخ في الصور، وجميع ما يشمل هذا الاستفسار ويوضح معانيه بدلالات من آيات القرآن الكريم.