حديث يدل على محبة الرسول للأنصار، وهو من الأحاديث التى تدل على مدى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للأنصار، وهم الذين استقبلوا المسلمين المهاجرين من الرسول من مكة إلى المدينة، وآخى بينهم الرسول، وكان لهم دور واضح في نصرة الاسلام، والدفاع عن الرسول والمسلمين، ولم يتوانوا في تقديم الغالى والنفيس لرسول الله وصحابته الكرام، فداءً لله ورسوله، فكيف لا يحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف لا تنزل الأحاديث في حبهم، حيث لهم من المواقف الكثير التى تشهد على مدى حبهم، وتفانيهم في خدمة الاسلام، لذلك لم يكن ما حازوا عليه من مكانة كبيراً عليهم وعلى إيثارهم المسلمين على أنفسهم، وفى هذا البحث سوف نقوم بتناول حديث يدل على محبة الرسول للأنصار، وعظمة مكانتهم عنده.
أحاديث عن محبة الأنصار
يعتبر الأنصار هم أهل المدينة المنورة التى جاء إليها المسلمون برفقة الرسول، هرباً من بطش قريش وإيذائها لهم، فرحب بهم الأنصار أيما ترحيب، واستقبلوهم احسن استقبال، وقاسموهم بيوتهم، وأموالهم وكل ما يملكون، بطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى قام بمؤاخاة كل رجل من المهاجرين، مع رجل آخر من الأنصار، وفى المقابل لم برفضوا الأنصار ذلك، وقدموا كل ما لديهم في سبيل إرضاء الله ورسوله، وقد كانت محبة الرسول لهم شديدة بسبب ذلك، وقد جاء في الاحاديث النبوية الشريفة ما يدل، ويؤكد عظم مكانة الأنصار عند الله ورسوله، ونذكر من هذه الأحاديث ما يلى :
- جاء في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : “لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق”
- في حديث عن أبى البراء قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله”
- عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ” آية الايمان خب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار”
- ” والذى نفسى بيده لا يحب الأنصار رجل حتى يلقى الله، إلا لقى الله وهو يحبه، ولا يبغض الأنصار رجل حتى يلقى الله، إلا لقى الله وهو يبغضه”
- عن أنس بن مالك سمع الرسول وهو يتحدث إلى امرأة من الأنصار مع ابنها “والذى نفسى بيده إنكم أحب الناس إلي” وكررها لهم مرتين
- عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ” لا عيش إلا عيش الآخرة، فأصلح الأنصار والمهاجرة”
دلائل أحاديث النبى عن الأنصار
تدل الأحاديث السابقة على دلائل مهمة في حب الرسول للأنصار، كما وتعبر عن مكانتهم في قلبه، بسبب دورهم في تثبيت الدعوة الاسلامية وحمايتها في وقت كانت هي في أشدة الحاجة لمن يقف بجانبها ويساندها، فلذلك حق لهم الثواب العظيم لذلك، والمحبة الكبيرة التى حظوات بها، ومن أهم ما جاءت الاحاديث تؤكد عليه، وتوضحه هو ما يأتى :
- أن الأنصار نالوا محبة كبيرة عند الرسول صلى الله عليه وسلم، لما لهم من أفضال كثيرة، ومناصرتهم لرسالة الرسول، وتضحيتهم بالغالى والنفيس في سبيل الدفاع عنها، فكان لا بد أن يكون من علامات إيمان المسلم هو حبه للأنصار
- تدل الأحاديث أن كره الأنصار من علامات نفاق المسلم الذى نهى عنه الاسلام، فيكون ايمانه بالله واليوم الآخر غير مكتمل، وذلك من باب وجوب حب كل من يدافع عنا وينصرنا
- تدل الأحاديث أيضاً أن محبة العبد للأنصار ينال بها محبة الله، وكرهه لهم، لن ينال به سوى الكره والبغض من الله
لا يستطيع أحد أن ينكر دور الأنصار في الدفاع عن الرسول وصحابته، ونصرة الدين الاسلامى، وتثبيت الدعوة الاسلامية، وقد ذكرنا في هذا البحث الاهمية الكبيرة لهم في الاسلام، ومحبة الله ورسوله لهم بسبب ذلك، حيث تعرفنا على الاحاديث التى تدل على محبة الرسول للأنصار، بالإضافة إلى دلائل هذه الأحاديث، وبذلك نكون قد قدمنا الفائدة المرجوة لكل الباحثين في هذا الموضوع من البحث.