ما هو دعاء اسم الله الاعظم مجرب، إن أسماء الله تعالى قد بلغت في الحسن منتهاه، وفي الكمال أقصاه، ولا يحصيها إلا الله، ومن الأدب في التعامل مع الله تبارك وتعالى أثناء الدعاء اليه، أن يحسن المسلم ظنه به ويوقن الاجابة حتى وان بدا له غير ذلك، فإن تحققت الدعوة كان فيه الخير الكثير للانسان، وان حدث غير ذلك؛ فإن الخير يكمن بعدم الاستجابة، وأنه لو استجاب الله تعالى لما دعا به الانسان لخاض في الهموم والهلاك، لأن الله تعالى هو الأعلم بما في الغيب وبما هو في مصلحة للعباد، ونتابع في مقال اليوم ما هو دعاء اسم الله الاعظم مجرب، باستعراض أقوال أهل العلم بهذا الدعاء تفصيلاً.
دعاء اسم الله الأعظم مكتوب
الاسم الأظم هو الله تبارك وتعالى شأنه، والذي تكرر في سور القرآن الكريم بعدد سبع وتسعين وستمائة وألفين، وهو الاسم الذي اذا دعي فيه أجاب، واذا سئل به أعطى، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ” ان لله تسع وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة”، ولقد وضح أئمة الاسلام أنه لا يوجد تفاضل بين أسماء الله تعالى، وأن جميعها يجوز الدعاء بها ولها نفس المكانة، فضلاً عن اختلاف العلماء في تحديد الاسم الاعظم وعدم اتفاقهم على اسم من الأسماء الحسنى.
- وروى الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كنت مع رسُولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وَعلى آلِهِ وصحْبِهِ وسلمَ جَالِسًا فِي الْحلقَةِ وَرَجلٌ قَائمٌ يصلِّي، فلمَّا ركع وسجد فتشهَّدَ ثمَّ قال في دعَائِهِ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْمَنَّانُ، يَا بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: “أَتَدْرُونَ بِمَا دَعَا اللهَ؟» فقالُوا: الله ورسُولهُ أعلمُ، قال: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ دَعَا اللهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى”.
دعاء كنز العرش فيه اسم الله الأعظم
يعتقد بعض المسلمين بأنه ان دعا باسم معين من أسماء الله تعالى الحسنى؛ فإنه سوف يستجيب الله تعالى لدعاءه ويوقن ذلك، فمنهم من قال إنه “الله” ومن قال إنه “الرب” وهناك من قال إنه “الحي القيوم”، وبعض الأقوال جاءت تنص على أن اسم الله هو الاسم الجامع لكافة صفات الأسماء، ومن بعض الأدعية التى ورد فيها اسم الله الأعظم، هو دعاء كنز العرش والذي ينص على:
- دعاء كنز العرش: “اللهم اني اسالك باسمك الذي اذا ذكرت به تزعزعت منه السماوات وانشقت منه الارضون، وتقطعت منه السحاب، وتصدعت منه الجبال، وجرت منه الرياح وانتقصت منه البحار واضطربت منه الامواج، وغارت منه النفوس، ووجلت القلوب وزلت منه الاقدام، وصمت منه النفوس، ووجلت منه القلوب وزلت منه الاقدام، وصمت منه الاذان، وشخصت منه الابصار وخشعت منه الاصوات، وخضعت له الرقاب وقامت له الارواح وسجدت له الملائكة وسبحت له الالسن، وارتعدت له الفرائض، واهتز له العرش و دانت له الخلائق وبالاسم الذي وضع على الجنة فأزلفت وعلى الجحيم فسعرت وعلى النار فتوقدت وعلى السماء فاستقلت، وقامت بلا عمد ولا سند، وعلى النجوم فتزينت وعلى الشمس فأشرقت وعلى القمر فأنار واضاء وعلى الارض فاستقرت، وعلى الجبال فرست وعلى الرياح فذرت وعلى السحاب فأمطرت وعلى الملائكة فسبحت وعلى الجن والانس فأجابت، وعلى الطير والنمل فتكلمت وعلى الليل فأظلم وعلى النهار فاستنار، وعلى كل شيء فسبح، وبالاسم الذي استقرت به الارضون على قرارها والجبال على مناكبها والبحار على حدودها والاشجار على عروقها، والنجوم على مجاريها والسماوات على بنائها وحملت الملائكة عرش الرحمن بقدرة ربها، وبالاسم القدوس القديم المختار، المتقدم الجبار المتكبر الكبير المتعظم العظيم المتعزز العزيز المهيمن الملك المتقدر القدير القادر الحميد المجيد الصمد المتواحد المتفرد الكبير المتعال، وبالاسم المخزون المكنون في علمه المحيط بعرشه الطهر الطاهر المطهر المبارك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الأول الآخر الظاهر الباطن الكائن قبل كل شيء والمكون لكل شيء و الكائن بعد فناء كل شيء لم يزل ولا يزال ولا يفنى ولا يتغير، نور في نور ونور على نور ونور فوق كل نور، ونور يضيء به كل نور وبالاسم الذي سمى به نفسه واستوى به على عرشه، واستقر به على كرسيه.
دعاء الشدائد باسم الله الأعظم لقضاء الحوائج والمواقف الصعبة
ان أسماء الله تعالى لا تعد ولا تحصى، ومن رحمته بنا أنه أخبرنا ببعضها في كتابه العظيم، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، كما وأنزل بعضها على بعض الأنبياء والمرسلين، وعلم بعض منها ملائكته المقربين، ولحكمة خفية عن الانسان؛ أفى بعض منها فلم يخبر بها أحدًا من خلقه، وهو الحكيم في تقديره والعليم في تدبيره، فإن من أسمائه العظيمة الجليلة؛ اسم الله الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، وإذا استنصر به نِصر، وإذا استهدي به هدى، وإذا استعين به أعان، وإذا استرحم به رحم، سبحانه وتعالى.
- دعاء الشدائد والحوائج، “اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، اللهم إنا نسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، برحمتك نستغيث، اللهم اصرف عنا هذا الوباء، اللهم حصنا، وحصن أولادنا، وأهلنا، وأهل الأرض أجمعين، من هذا الوباء، واصرفه عنا، باسمك الأعظم يا أرحم الرحمين”.
- دعاء الضيق والمواقف الصعبة، “اللهم إنا نشكو اليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا، وهواننا على الناس انت رب العالمين انت رب المستضعفين وانت ربنا الى من تتركنا إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالى، نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والاخرة أن ينزل بنا غضبك أو يحل علينا سخطك لك التوبة حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك”
- “اللّهُمّ إِنّي عبْدُك وَابنُ عَبدك وَابنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤك، أَسْألكَ بِكلِّ اسْمٍ هُو لَك سَمّيتَ بهِ نفسكَ، أو علمتهُ أحدا منْ خَلقكَ، أو أنزلته في كتابِكَ، أو اسْتأثرْتَ به فِي عِلمِ الغَيبِ عندَكَ، أن تجعلَ القرْآنَ ربيعَ قَلبِي، ونورَ صَدرِي، وجِلاء حزنِي، وذهابَ همي” رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهُ. فإنَّهُ يَكونُ بذلكَ دَعا اللهَ تعالى باسمِهِ الأعظَمِ هذا.
تعرف القارئ على ما هو دعاء اسم الله الاعظم مجرب، ورأى الصيغ الجائزة منه تبعاً لما ورد عن أئمة العلم وفقهاء الدين الإسلامي، ورأيهم بأن جميع أسماء الله تبارك وتعالى ينبغى الدعاء بها وعدم مفاضلتها بعضها عن بعض، فكافة الأسماء تشير الى عظمة الخالق وقدرته وجلاله.