الإستقلال المالي هو هدف أغلبية الناس مهما كان اختلافهم، لأنه يحقق للفرد الحرية و الإستقرار و العيش الكريم. كما أن الاستقلال المالي من شأنه أن يجعل الشخص حرًا في جميع تصرفاته، ومعفيا كم تدخلات الآخرين، ليكتسب الحرية المطلقة في اتخاذ قراراته. يتساءل الكثيرون عن سبب نجاح البعض في تحقيق الاستقلال المالي و فشل البعض الآخر، الأسباب تكمن في طريقة تفكير و تعامل هؤلاء الأشخاص مع المال. لذلك سنقدم لكم في مقال اليوم أهم أسرار تحقيق الإستقلال المالي.
إستثمار الأموال
أول ما يجب أن نتكلم عنه هو استثمار الأموال، لأن أغلبية إذا لم نقل كل الأشخاص الذين حققوا الاستقلال المالي يعرفون كيف يستثمرون أموالهم. خذ وقتك لتتعلم استثمار المال الذي توفره، عبر البدء بالتفكير في الطريقة التي يمكن لأموالك التي تدخرها أن تعطيك المزيد من الربح.
يفضل الكثيرون البقاء في منطقة الراحة عبر إبقاء أموالهم على حالها في حساب توفير البريد، لكن المشكلة تكمن عندما يبدؤون باستخدام المال الذي أودعوه في حساب الإدخار بشكل غير مدروس. إذا كنت مهتماً بهذا بالاستثمار، ابحث عن خبراء يعرفون كيف يستثمرون المال في مختلف أنواع الاستثمارات المربحة مثل التداول مع وسيط تداول مرخص أو الإستثمار في الأسهم أو مختلف نشاطات ريادة الأعمال. كل ما عليك فعله هو الإطلاع الشامل على الخيارات المتاحة و اختيار ما يناسبك
وضع أهداف مدروسة قابلة للتحقيق
عندما نتحدث عن الاستقلال المالي، من المهم جداً وضع أهداف محددة و مدروسة لتحقق ما تهدف إليه. حدِّد الأهداف الذي تطمح إلى الوصول إليها، وقسمها إلى ثلاث أصناف، أهداف للأمد القصير، المتوسط والبعيد. لكن تذكر أن تضع أهدافاً مدروسة و قابلة للتحقيق. لكي تتمكن من توفير المال بكل تركيز في الهدف، لتستثمرها في الوقت المحدد دون أي ضغط.
و من الجدير بالذكر أيضا أنه من المهم الإلتزام و عدم التراخي في السعي للأهداف التي تضعها. و حتى بعد تحقيق الهدف، لا يعني ذلك أبداً أنه يجب عليك التوقف عن الإستثمار و الإدخار. عندما تنجح في تحقيق مبتغاك حدد أهدافاً أخرى. اكتشف مجالات جديد وواصل التعلم عن فرص الإستثمار، ابحث عن معنى الإستثمار في الأسهم أو الإستثمار في العقار أو غيرها من المجالات المختلفة. بهذه الطريقة ستعود نفسك على إمتلاك الحافز دوماً للتطور وللمحافظة على الاستقلال المالي.
ضع مخططات وجداول تنظيمية
من أفضل وسائل التنظيم و الانضباط نذكر المخططات التنظيمية للتي تبقيك واعيا بما قمت بصرفه. وبهدف الوصول إلى الاستقلال المالي، من المهم للغاية أن تعرف مقدار المال الذي تربحه ومقدار المال الذي تنفقه، و مقدار المال الذي تدّخره للإستثمار. عند قيامك بإعداد مخططات تنظيمية لتنظيم فواتيرك، سواء يومية، أسبوعية أو شهرية، تتمكن من التحكم بشكل جيد بالمكاسب المالية.
كل ما عليك فعله هو إعداد جدول يتضمن كافة المبالغ التي تصرفها على مدار الشهر، لأنك عندما تتمكن من توثيق كافة الأموال المصروفة، سيسهل عليك كثيرًا إعداد الاستراتيجيات اللازمة التي من شأنها أن تمكنك من توفير المزيد من المال. تذكر أنه إذا لم تكن متأكد من الكم الذي تصرفه شهرياً، يعني أنك تمر في حالة عدم استقرار مالي، ولن تتمكن من إيجاد طريقة للتحكم بالمصاريف التي تنفقها. لذلك، ننصحك بتوثيق كافة حركات أموالك الشخصية، لتمشي في طريق الاستقلال المالي.
التحكم بالمصاريف
بلوغ الاستقلال المالي هو القدرة على المحافظة على نوعية جيدة من الحياة، بفضل الأموال التي تربحها. لذلك، يتوجب عليك القيام بالتحكم في مصروفاتِك بما يتلاءم مع الأموال التي تجنيها، و عدم الإسراف. التحكم في المصروفات لا يعني أبدا أنه يجب عليك التوقف عن صرف الأموال على الأمور التي تحبها، لأن الجميع يستحق صرف الأموال على تلك الأمور التي تجعل الفرد يشعر بشعور الأفضل، سواء كان ذلك تناول الطعام في مطعم جيد، شراء طقم جديد، أو الاستثمار في هواية أو القيام برحلة إلى مكان ما.
لكن ما يجب القيام به تطوير مهارة الإدارة المالية. في كل مرة تنفق فيها المال، هو تذكّر دوماً الأموال التي تكسبها لكي لا تنفق أكثر مما تكسب. على سبيل المثال، إذا كنت تكسب مالاً شهرياً حوالي 1000 دولار. عندما تفكر في استخدام هذه الأموال للإنفاق على المصروفات الشخصية، لا تتذكر المبلغ الكامل الإجمالي الذي تكسبه، لكي لا ينتهي بك المطاف إلى صرف المال أكثر مما ينبغي. الطريقة الصحيحة هي أن تحلّل مصاريفك الأساسية والضرورية ثم تقرّر مقدار المال الذي يمكنك استثماره.