شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية، تكثر الأسباب التى تؤدي الى انفصال الزوجين وتختلف في طريقة حدوثها، فلا يخلو أي مجتمع من وقوع مثل هذه الحالات التي تنتهي بطلاق، فيحل عقد النكاح بلفظ صريح كما وضحه علماء الفقه، ولكن يسبقه الكثير من المحاولات في سبيل تراضي الطرفين وحل الأمور بينهما، واقناعهما بعدم الانفصال لأنه يعد من أبغض الحلال عند الله عزوجل، فلا يينبغي أن يتهاون المرء في اتخاذ هذا القرار والتريث جيداً والتفكير بالأمر قبل الوصول لاجراء الطلاق، وفي مقال اليوم نتعرف على شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية.
شروط العقد الجديد بعد الطلاق
ينفصل الزوجين بعضهما عن بعض في حال كان هناك أسباب منطقية تستدعي ذلك، وحتى وإن لم تكن فهناك طلاق يقع ثم يتبع الرجوع والندم على اتخاذ القرار، فسرعان ما يعودان الى بعضهما وبدء حياة جديدة من بعد الطلاق الواقع مسبقاً، ولكن تتم الرجعة من خلال بعض الشروط الموضحة في فقه الطلاق والنابعة من مصادر التشريع الاسلامي، فتسري على كلا الطرفين ويتم الالتزام بها كي يتم عقد جديد بعد الوصول الى الطلاق سواء لمرة أو مرتين.
- أن يكون الرجل بالغاً عاقلاً، حيث انه لا يجوز الرجولع لشخص لايمتلك الأهلية، كالذي يشرب الخمور أو الرجل المرتد أو المجنون، نظراً لأنهم يفتقدون تحمل المسؤولية والإرادة.
- يجب أن تكون الرجعة فعلياً وفق التشريع الاسلامي.
- من المهم أن يكون تطليق الزوجة بعد الدخول، فيجب أن يحدث دخول صحيح للزوجة، لأنه في حالة تم الطلاق قبل الدخول لا يحدث رجعة، لأن المرأة لم تحصل على عدة، وهذا بدليل قوله عزوجل: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا .”(49)
- ان الرجوع بعد الطلقة الثالثة يعتبر باطل غير صحيح، أما الرجعة الجائزة فتلك التى تأتي بعد الطلقة الأولى أو الثانية فقط، أما الثالثة فهي طلقة نهائية.
- يجب أن تكون الرجعة خلال العدة المفروضة على الزوجة، وليس بعد انقضاء هذه المدة الزمنية، والتي تعد بمرور ثلاث حيضات لمن تحض من النساء، ولم لم تحض ثلاث أشهر.
- أن يكون المقابل لعوض بائن وليس رجعي.
- أن تتم الرجعة بشكل صريح ومباشر، دون اقترانها بشروط أو الالتزام بأمر ما، ولا يجب ان ترتبط بيوم محدد من أيام الشهر0
الطلاق للمرة الثانية وارجاع الزوجة بعدها
ولقد وضح الفقه الاسلامي في باب الطلاق وعدد مراته والأحكام الواجبة في كل مرة، أنه من الممكن أن يرد الزوج زوجته الى عصمته بعد وقع الطلقة الثانية عليها، فهو جائز لا حرمانية فيه، وفي هذا السياق وجب التشريع الإسلامي في أمر رجعة الزوجة أن يكون الهدف من الرجوع هو تغيير بعض ملامح العلاقة الزوجية للأفضل، فإرجاعها بعد ثاني طلقة لا يشترط فيه عقد زواج جديد من قبل الزوج، أو تكليفه بدفع مهر جديد، وكما ذكرنا من قبل أن فترة العدة تستمر الى ثلاث حيضات، وان كانت المرأة حامل ينتظر كي تضع حملها، ويتم الرجوع الى عصمة الرجل بشهادة اثنين على ذلك، لقوله تعالى: “فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ”.
يتجنب الكثير من المسلمين الوقوع بالطلاق سواء للمرة الأولى أو الثانية أو الثالثة، نظراً لأنه من الأمور التي أبغضها الله عزوجل وأمر بعدم الوقوع بها بسهولة دون تفكير، فكانت هناك شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية، وكذلك الأولى كي يرجع كلاهما الى حياتهما بتعديل الأخطاء واصلاحها وصولاً الى الاستقرار.