متى يكون الحلم رؤيا ومتى يكون اضغاث أحلام، حيث انه في العديد من الأوقات لا يستطيع الحالم التمييز ما بين ما رآه من حيث كان حلمًا أم رؤيا، وفي حال كان رؤيا فهل تعتبر رؤيا صادقة من الله أم كاذبة، وتجدر الإشارة الى أنه توجد عدد من الفروق التي توضح ما بين الحلم والرؤيا، ومن خلال فقرات مقالنا هذا سوف نتطرق الى معرفة ما هو الحلم والرؤيا ومال الفرق بينهما، الى جانب الحديث عن متى يكون الحلم رؤيا ومتى يكون اضغاث أحلام، وما هي آداب الرؤيا.
ما هو تعريف الحلم
إن الحلم هو ما يراه الشخص في نومه، حيث إن كلمة الحلم في اللغة العربية تعني اسم، حيث يُجمع (أحلام)، الى جانب أن أضغاث الأحلام، تعني الحلم الغريب الصعب الذي يصعب على الفرد تفسيره، إلى جانب أن حلم اليقظة يُعرف بأنه أي تصور خيالي التركيز في رؤية معينة خلال فترة استيقاظ الشخص، ويعتبر أحد الوسائل النفسية التي يتم من خلالها تحقيق عدد من الأماني وكأنها تمت في الحقيقة.
تعريف الرؤيا
إن الرؤيا هي ما يراه الشخص خلال نومه، حيث أن كلمة الرُؤيا في اللغة العربية تعني اسم، ويكون جمعها (رُؤى)، في حين أن مصدرها (رأى)، الى جانب أن الرؤيا الصادقة تُعرف على أنها الطريق الأول من أجل كشف ما يوجد في الغيب، فقد بدأ نبي الله صلى الله عليه وسلم نبوّته عن طريق الرؤيا الصادقة، إضافة الى قول الله عز وجل في الآية الكريمة: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِ}.
متى يكون الحلم رؤيا ومتى يكون اضغاث أحلام وما الفرق بينهما
حيث يرى الفرد في نومه أمرين، وهما رؤيا، وتكون من عند الله عز وجل، في حين أن الحلم يكون من الشيطان، كذلك يوجد فروق تفصل بين الحلم والرؤيا، وحيث ورد في هذا ما رواه أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “الرُّؤيا مِن اللهِ والحُلْمُ مِن الشَّيطانِ فإذا رأى أحدُكم الشَّيءَ يكرَهُه فلْينفُثْ عن يسارِه ثلاثَ مرَّاتٍ إذا استيقَظ ولْيتعوَّذْ باللهِ مِن شَرِّها فإنَّها لنْ تضُرَّه إنْ شاء اللهُ”، ولذلك قال أبو سَلمةَ “إنْ كُنْتُ لَأرى الرُّؤيا – هي أثقلُ عليَّ مِن الجبلِ – فلمَّا سمِعْتُ هذا الحديثَ ما كُنْتُ أُباليها”، ومن أبرز الفروق بين الحلم والرؤيا ما يلي :
| الحلم | الرؤيا |
| هو المكروه الذي يراه الإنسان خلال نومه، ويكون من عند الشيطان، كما أنه من السنة التعوذ بالله منه، ثم البصق عن اليسار ثلاث مرات، بالإضافة إلى أنه يُفضل عدم روايته لأحد، وبالتالي لا يضر الحلم الشخص في واقع حياته، إلى جانب أنه من الأمور المحببة الصلاة ركعتين بعد الاستيقاظ من النوم. | تتم عندما يرى النائم أمراً لطيفًا، وتكون من عند الله سبحانه وتعالى، كما قد يكون الهدف منها هو تبشير الشخص بخير قادم إليه، بالإضافة إلى أنها تصبح في بعض الأحيان عبارة عن تحذير من شر قد يقع عليه، ويُحتمل أن يكون الغرض منها المساعدة والإرشاد، إلى جانب أنه من السنة بعد الرؤيا هي حمد الله تعالى عليها، والتحدث عنها مع من يحبهم الفرد، وليس غيرهم من الناس. |
شاهد أيضًا: تفسير حلم العقرب الأصفر في المنام للمتزوجة والعزباء وتأويله ودلالاته
ما هي أقسام الرؤيا
لقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتقسيم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام، كذلك ورد فيما يرويه أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إذا اقترب الزمانُ لم تكد رُؤيا المسلمِ تكذبُ، وأصدقُكم رؤيا أصدقُكم حديثًا، ورؤيا المسلمِ جزءٌ من خمسةٍ وأربعين جزءًا من النبوة والرؤيا ثلاثةٌ: فرؤيا الصالحةُ بشرى من الله، ورؤيا تحزينٌ من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّثُ المرءُ نفسَه، فإن رأى أحدُكم ما يكره، فلْيَقُمْ فلْيُصلِّ، ولا يُحدِّثْ بها الناسَ، قال: وأُحبٌّ القيدَ وأكره الغَلَّ . والقيدُ ثباتٌ في الدين، فلا أعلم هو في الحديثِ أم قاله ابنُ سيرينَ” وفيما يلي نذكر أقسام الرؤيا:
- الرؤيا الصالحة الحسنة: وهي حينما يرى الفرد في منامه الأمور التي يحبها، حيث يجعله يشعر بالسرور والسعادة، وهذا النوع من الرؤيا يعد نعمة من الله سبحانه وتعالى على الشخص، بحيث تعد بشرة خير له.
- الرؤيا المكروهة: والتي تحصل عندما يرى الفرد أمورًا يكرهها خلال نومه، ويهدف الشيطان عن طريقها إلى إزعاج الإنسان، ولا بد عليه حينما الاستعاذة بالله من شره، وألا يرويها لأحد.
- الرؤيا التي ليس لها هدف معين: وحيث تحدث هذه الرؤيا في غالب الأحيان من حديث النفس، حيث يرى الإنسان أمرًا قلبه مرتبط به، أو يفكر فيه بصورة دائمة، ويكون ذلك القسم دون معنى، وليس من تفسير له.
ما هي آداب الرؤيا
حيث ورد من قبل العلماء بعض الآدب التي ترتبط بالرؤيا الصالحة التي يفرح بها المسلمين، وأيضا الآداب التي تتعلق بالرؤيا المكروهة التي ينزعج منها المسلمين، وفيما يلي نبين لكم عدد من تلك الأداب الهامة وهي كالتالي:
- حمد الله سبحانه وتعالى عليها.
- التفاؤل خيرًا بها، و ذكرها للأفراد المحببين من الإخوة.
وذلك ما ورد في في حديث رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: “إذا رأى أحدُكم رؤيا يُحبُّها، فإنما هيَ من اللهِ، فليحمدِ اللهَ عليها وليحدّثْ بها، وإذا رأى غيرَ ذلك مما يكرهُ، فإنما هي من الشيطانِ، فليستعذْ من شرِّها، ولا يذكرْها لأحدٍ، فإنها لا تضرُّه”، بينما الرؤيا المكروهة فقد ورد عنها الحديث الشريف من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا اقتربَ الزمانُ لم تكدْ رُؤيَا المؤمنِ تكذبُ ورؤيا المؤمنِ جُزْءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوّةِ وما كان من النبوّةِ فإنه لا يكذبُ قال محمد، وأنا أقولُ هذهِ قال، وكان يقال الرُّؤيِا ثلاثٌ: حديثُ النفسِ، وتخويفُ الشيطانِ، وبشرَى من اللهِ، فمن رأَى شيئا يكرهُهُ فلا يقصهُ على أحدٍ وليقُم فليصَلّ”، وأهم آدابها أن:
- الاستعاذة بالله من شرها ومن شر الشيطان.
- أن يبصق المسلم عن يساره ثلاث مرات.
- التحول عن الجنب الذي كان نائمًا عليه.
- ألا يتم ذكرها لأحد.
شاهد أيضًا: تفسير رؤية النمر الاسود في المنام واهم دلالاته لابن سيرين
ما هو وقت الرؤيا والحلم
إن الرؤيا تتحدد حسب مواصفاتها، وليس حسب وقتها، حيث يرى الإنسان منامًا قبل أن يستيقظ لصلاة الفجر فيه ما يكرهه من عمل الشيطان، فيكون ذلك المنام من الشيطان حتى وإن كان قبل الفجر، ومن المحتمل أن يرى ما يفرحه بعد صلاته للفجر والنوم، وهذا يكون من الله ولو كان بعد الفجر، أي أن الرؤيا لا يُعينها الوقت ، ولكن ما يُحددها هو الوصف، ولا يوجد تميزات ما بين الرؤيا في الليل أو خلال النهار، وحيث قال البخاري رحمه الله في صحيحه “باب الرُّؤْيَا بِالنَّهَارِ”، وأيضا قال ابن عون عن ابن سيرين: “رُؤْيَا النَّهَارِ مِثْلُ رُؤْيَا اللَّيْلِ”، وفيما عدا هذا فيعتبر حلمًا.
الى هنا نصل بكم الى نهاية فقرات مقالنا هذا والذي تعرفنا من خلاله على معرفة ما هو الحلم والرؤيا ومال الفرق بينهما، الى جانب الحديث عن متى يكون الحلم رؤيا ومتى يكون اضغاث أحلام، وما هي آداب الرؤيا.