فضل الدعاء في الثلث الأخير مجرب، أكرم الله سبحانه وتعالى العديد من العبادات والطاعات التي من شأنها أن تقربهم إلى الله، وكسب رضاه ومحبته في الدنيا والآخرة، ولعل أعظم هذه العبادات التوحيد، والصلاة، والصيام، والزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، وذلك لأنها من أركان الإسلام ومن ركائزه الأساسية التي إذا سقطت واحدة منهم، حدث خلل في إسلام العبد، لذا لابد للإنسان أن يسلم بكل ما جاء به الله و رسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بما أمر، والبعد عما نهى، وإتباع خطى النبي عليه الصلوات والسلام في هذه الدنيا الفانية، لنيل نعم الثواب والدرجات العلا في الآخرة، وكسب توفيق الله ومغفرته، ويرغب العديد في معرفة فضل الدعاء في الثلث الأخير مجرب، والتالي معلومات حول ذلك.
متى يكون الدعاء في قيام الليل
يعرف الدعاء بأنه نوع من العبادات وهو التوجه والتضرع إلى الله، والتذلل والخضوع إليه، وطلب السؤال منه رغبة في قضاء حاجة من حاجات الدنيا أو الآخرة، والدعاء لا يحمل صيغة معينة، فكل شخص يدعو الله ما يحلو له، ويسأله ما يريد فليس هناك حد لذلك، ويدعو بلغته وطريقته فليس هناك لغة معينة للتعامل مع الدعاء، ويعد ذلك من مظاهر رحمة الله سبحانه بعباده المسلمين، ومن أهمية الدعاء التي تعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة هو استشعار عظمة الله وقربه واستجابته للدعاء لقوله تعالى في كتابه الكريم :” وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون”، ويعد الدعاء الأمور التي وصى بها الرسول، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه العديد من الأدعية، وبين لهم بأن لا شيء يمكنه أن يرد القضاء إلا الدعاء، فقال عليه السلام” لا يردُّ القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البرُّ”، وحثهم على أن يسألوا الله حاجاتهم جميعاً، فالله قريب سميع الدعاء، وفي الدعاء يتبرأ العبد من حوله وقوته إلى الله بحوله وقوته، ومن أسباب استجابة الدعاء طاعة الله سبحانه وتعالى في أوامره، واجتناب نواهيه، والابتعاد عن المعاصي، وأكل مال الحرام، ومن أسباب الاستجابة الدعاء الصدق في النية والدعاء، والتالي متى يكون الدعاء في قيام الليل:
- الدعاء في قيام الليل غير مقرون بوقت معلوم أو محدد، إلا أنه من آداب الدعاء ودواعي استجابته التماس أوقات الاستجابة كوقت السحر من ساعات الليل.
فضل الدعاء في جوف الليل
تتميز عبادة الدعاء عن غيرها من العبادات بأن ليس لها وقت أو مكان محدد، ويمكن لجميع العباد بالدعاء على اختلاف أحوالهم الصحية على عكس بعض العبادات المقرونة بأوقات معينة كالصلاة والصيام أو الحج، وسواء كان مريض أو سليم فإنه يستطيع تأدية الدعاء، وهذا ما يميز عبادة الدعاء عن غيرها، والدعاء هو أفضل عبادة، لأن فيه استعانة وطلب العون من الله، وافتقار إلى الله، واللجوء إلى كرمه وعطاءه، وللدعاء آثار عظيمة ففيه يرفع البلاء، وتفتح أبواب الخير، وفيه تكفير للذنوب والخطايا، ورفع للدرجات، ونيل أجر العبادة لكون الدعاء هو أفضل عبادة، ولابد عند الدعاء إظهار الضعف والحاجة إلى الله، وحضور القلب والخشوع، والاستعانة بالله، والتأدب مع الله، ومن آداب الدعاء إخلاص النية في التوجه إلى الله بالدعاء، والإقبال على الله، واستقبال القبلة، وكثرة الإلحاح في الدعاء، اجتناب الدعاء بإثم، ومن الآداب أيضاً ترصد أوقات الإجابة وهي كثيرة والتي منها: يوم الجمعة، ما بين الأذان والإقامة، يوم عرفة، شهر رمضان، ليلة القدر، عند آذان المغرب بعد الصيام، وفي الثلث الأخير من الليل فهو وقت عظيم جدا وله العديد الفضائل التي تعود على المرء في الدنيا والآخرة، والتالي فضل الدعاء في جوف الليل:
- يتنزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، يتوب لمن يشاء، ويغفر لمن يشاء، ويجيب دعوة من يشاء، ويعطي من يشاء، وما يدلل على ذلك، قوله عليه الصلاة والسلام: ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر.
- صلاة آخر الليل مشهودة، حيث أن الملائكة تشهدها وتكتب أجر المصلين، وتكتب أجراً لكل شخص قام الليل سواء مصلياً أو مؤدياً عبادات مختلفة.
كما ويرغب العديد من الذين يرغبون رضا الله عليهم في الحياة الدنيا والآخرة، في معرفة فضل الدعاء في الثلث الأخير مجرب، فالدعاء في هذا الوقت له الكثير من الفضائل، وعلى الإنسان أن يسارع في استغلال هذا الوقت في العبادة و الذكر والدعاء وطلب المغفرة من الله.