الفرق بين القصاص والغيلة والحرابة

الفرق بين القصاص والغيلة والحرابة، هناك بعض الأمور التي تتعلق بالأحكام الشرعية والتي جهلها عدد من المسلمين، فقد أعد الله تعالى العذاب الشديد لمن يعيث في الأرض الفساد، ويقتل الأرواح وينهي وجودها على جه الأرض، فلم يستهن الإسلام يوماً بالنفس البشرية، وعمل على حمايتها والحفاظ عليها من خلال سن العديد من الأحكام التي تتعلق بالقتل العمد وغير العمد، واليت من شأنها تحد من انتشار الجرائم والقتل والفساد في البلاد الإسلامية، والتي وضحها لنا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفةـ لذلك سنوضح لكم من خلال هذا المقال الفرق بين القصاص والغيلة والحرابة، ماذا نقصد بكل واحد من المفاهيم التي تتعلق بعقوبة قتل النفس البشرية، والكثير من الأمور التي لا بد من الاطلاع عليها، لنحمد الله أن جعلنا من المسلمين المتبعين دين الإسلام ودين الحق، الذي يحمي كافة الأرواح ويصونها.

ما هي الغيلة في الشرع

ما هي الغيلة في الشرع
ما هي الغيلة في الشرع

بداية نود أن نطرح أمامكم المقصود بالغيلة، فهي نوع من أنواع القتل العمد والتي حرمها الله تعالى، فقد جعل الله قتل نفس كمن قتل الأرض ومن عليها، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً، لذلك من أشد أنواع العقاب في الحياة هو العقاب الذي يتم تنفيذه في الغيلة، فهو من الكبائر التي تنهى الله تعالى عنها، ودعا المسلمين إلى تجنبه، فالغيلة هو الموت الذي يتم بالخداع والمراوغة، فيتم من خلاله استدراج القتيل إلى مكان ما، وتنفيذ خطة قتله هناك، فما أشدها من أنواع الغدر والخيانة، حيث يقوم الشخص بتنفيذ هذا القتل لأهداف كثيرة، لمصلحته أو أي هدف آخر، جيث نهى عنها الله تعالى في كتابه العزيز في سورة المائدة: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، كما وقد وضح لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أن حد الغيلة يتم تنفيذه على المسلمين وغيرهم من خلال الحديث الشريف، فقد روى أنس بن مالك عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام: ” أنَّ يَهُودِيًّا رَضَّ رَأْسَ جارِيَةٍ بيْنَ حَجَرَيْنِ، قيلَ مَن فَعَلَ هذا بكِ، أفُلانٌ، أفُلانٌ؟ حتَّى سُمِّيَ اليَهُودِيُّ، فأوْمَأَتْ برَأْسِها، فَأُخِذَ اليَهُودِيُّ، فاعْتَرَفَ، فأمَرَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرُضَّ رَأْسُهُ بيْنَ حَجَرَيْنِ”

كيفية تنفيذ حد الغيلة

كيفية تنفيذ حد الغيلة
كيفية تنفيذ حد الغيلة

كما ذكرنا لكم سابقاً، فإن الغيلة هو القتل المتعمد الذي يتم فيه استدراجه القتيل لمكان ما، ويتم تنفيذ جريمة القتل، بالغدر والخيانة، فقد اختلف الفقهاء ورجال الدين في حكم وحد الغيلة، حيث سنقدم لكم آراء الأئمة الأربعة، في حد الغيلة وهي كالتالي:

  • المالكية: كان رأي المالكية أن حد الغيلة هو تماماً كحد الحرابة، فهو حق من حقوق الله تعال، ولا يوجد فيه قصاص وعفو، فقد دعا أصحاب المذهب الملكي، بضرورة أن يقتل الفاعل، جراء الجريمة التي ارتكبها، حد دون قصاص، فلا يجوز التعويض ولا العفو عن القاتل في تلك الحالة.
  • الشافعية: أما أصحاب المذهب الشافعي، فقد بينوا أن حد الغيلة هو مثل حد القتل العمد، فهي حق للآدميين فلهم العفو أو القصاص.
  • الحنابلة: كان قولهم مثلما بين جمهور الشافعي، فقد بينوا أن حد الغيلة هو من حقوق العباد، فالغيلة عند جمهور الحنابلة، يحكم بحكم القصاص.
  • الحنفية: وكذلك جمهور الحنفية، الذين وضحوا بأن الغيلة من حقوق العباد، والتي فيها دية وقصاص مثلما يتم في القتل العمد.

الفرق بين الحد والقصاص

الفرق بين الحد والقصاص
الفرق بين الحد والقصاص

الحد والقصاص، الكثير من الأشخاص الذين لا يستطيعون التمييز بين هذين المفهومين، فقد خصصنا لكم هذا المقال،  من أجل توضيح الخطوط العريضة التي تخص الحكمين الشرعيين الحد والقصاص حسب ما يلي:

الحد: بداية دعونا نبدأ بشرح المقصود بالحد، فهي من العقوبات التي شرعها الله تعالى، مقاديرها محددة ومقدرة من الشراع لكافة المسلمين، فلا ينقص عنها ولا يزيد، وكذلك لا يتم التعويض عنها بمال أو شفاعة أو أي أمر من الأمور، فلا بد بأي طريقة أن يتم تطبيق الحد، من أجل حماية النفوس والأموال والأعراض والعقول وتأمين السبل وغيرها.

أما القصاص: يختلف القصاص في حكمه عن الحد، فكلاهما مقدرة من الشراع الحكيم، ولكن هنا اختلاف في أن القصاص يتم معاقبة الجاني بنفس الفعل الذي قام به على المجني عليه، فالقاتل يقتل وغيرها، ولكن في الحكم الشرعي القصاص يكون فيه الشفاعة والتعويض، والتنازل، وكذلك يجوز أن يعفو المجني عليه على الجاني الذي ارتكب الخطأ بحقه، أي كان.

حيث يتم اللجوء في الحد والقصاص إلى المحاكم الجزائية، والتي يتم من خلالها مقاضاة المعتدين، وتتطبيق العقوبات المستحقة عليهم حسب ما شرعها الشارع الحكيم.

الفرق بين القصاص والغيلة والحرابة، فالحرابة هي المجاهرة في فعل الأخطار وارتكاب السرقة أو القتل بمكابرة دون خوف بالاعتماد على القومة والسيطرة، وبذلك نكون قد بينا لكم الفرق بين القصاص والغيلة والحرابة، وغيرها من الأمور التي تناولناها خلال هذا المقال، الذي تحدثنا فيه عن الأحكام التي وضعها الشارع الحكيم من أجل الحفاظ على النفس والأموال وغيرها.

Scroll to Top