ماذا حدث في كل يوم من أيام ذي الحجة، حيث إن تلك الأسئلة والت تتعلق بالأيام العشر من شهر ذي الحجة، وما يرتبط كذلك بتداول صحة المعلومات التي تتحدث عن وجود مناسبة ترتبط بكل يوم من أيام العشر من ذي الحجة، ونحوها من المعلومات الأخرى، ومن خلال فقرات مقالنا هذا سوف نتطرق الى معرفة التفاصيل الكاملة حول ماذا حدث في كل يوم من أيام ذي الحجة، الى جانب ذكر فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها.
ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة
حيث هناك الكثير من الأحاديث التي رويت في فضل الأيام العشر من ذي الحجة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
“اليوم الأول: هو الذي غفر الله فيه لآدم, وهو أوَّل يوم من ذي الحِجَّة، من صام ذلك اليوم، غفَر الله له كل ذنوبه، اليوم الثاني: وهو اليوم الذي استجاب الله فيه لدعاء سيِّدنا يونس عليه السلام، فأخرجه من بطن الحوت، ومن صام ذلك اليوم، كان كمن عبَدَ اللهَ سنةً، ولم يعصِ له طرْفة عين، اليوم الثالث: استجاب الله فيه دعاء زكريا؛ من صامه، استجاب الله دعاءَه، اليوم الرابع: هو اليوم الذي وُلد فيه سيدنا عيسى عليه السلام, ومن صامه، نفَى الله عنه البؤس والفقر، اليوم الخامس: وهو الذي وُلد فيه سيدنا موسى عليه السلام, ومن صام ذلك اليوم، نجَّاه الله من عذاب القبر، اليوم السادس: هو اليوم الذي فتَح الله فيه لنبيه أبواب الخير؛ مَن صامه، نظر الله إليه برحمة، اليوم السابع: هو اليوم الذي تُغلق فيه أبواب جهنم، فلا تفتح حتى تنتهي العشر ليالٍ, ومن صامه أَغلق الله عنه ثلاثين بابًا من العسر, وفتح الله عليه ثلاثين بابًا من اليُسر، اليوم الثامن: وهو يوم التروية, ومن صامه، أعطاه الله من الأجر ما لا يعلمه إلا الله، اليوم التاسع: وهو يوم عرفة, ومن صامه، كان كفَّارة للسنة الماضية والمستقبلة, وهو اليوم الذي نـزلت فيه الآية الكريمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، اليوم العاشر: وهو يوم الأضحى؛ مَن قرَّب فيه قربانًا، غفَر الله ذنوبه”.
حيث إن ذلك الحديث لا أصل له، ولا وجود له في كتب السنة النبوية، ولا يجوز نسبته إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، أو الاحتجاج به، ولن تثبت مناسبة محددة للأيام العشر، بل هي أحاديث مكذوبة على نبي الله صلى الله عليه وسلم، وفضل الأيام العشر، والأعمال الصالحة فيها وتحديدا الصيام، ثابت من الأحاديث الصحيحة، ولا يجب إثبات الفضل في يوم وقوع شيء أو مناسبة فيه، إنما يكفي أن الله فضل ذلك اليوم على غيره.
شاهد أيضًا: صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين ما صحة الحديث
ما هو فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
حيث توجد الكثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تدلل الى فضل تلك الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة تلك الأيام المباركة والعظيمة، ومن بين تلك الفضائل نذكر كالتالي:
- أن الله تعالى أقسم بها: وفي حال أقسم الله بشيء فهذا يشير الى عظم مكانته وفضله، حيث إن العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وذلك ما دل اليه جمهور العلماء والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره: قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}،وجمهور الفقهاء على أن الأيام المعلومات تعني عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
- أنها افضل أيام الدنيا: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ”.
- أن فيها يوم عرفة: ويوم عرفة يوم الحج الأعظم ويوم تكفير الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها هذا فضلًا.
- أن فيها يوم النحر: وحيث يعد أفضل أيام السنة لدى بعض الفقهاء، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أعظَمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”.
- اجتماع أمهات العبادة فيها: قال الحافظ ابن حجر في الفتح: “والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره”.
شاهد أيضًا: هل يصوم الحاج يوم عرفة
ما يستحب من الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة
حيث يجب على كل مسلم أن يبدأ تلك العشر بتوبة نصوحة إلى الله، سبحانه وتعالى، وبعد ذلك يكثر من الأعمال الصالحة، بشكل عام ثم تتأكد اهتمامه بالأعمال التي سوف نذكر منها كالتالي:
الحج
حيث يعد من أفضل ما يعمل به خلال تلك العشر حج بيت الله الحرم، فمن وفقه الله عز وجل لحج بيته وقام بأداء مناسكه على النحو المطلوب فله نصيب بإذن الله تعالى من حديث نبي الله صلى الله عليه وسلم: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.
الصيام
فمن السنة على المسلم أن يصوم تسع ذي الحجة تامة، أو ما يستطع عليه منها؛ لأنه من أصلح الأعمال أولًا، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصومها ثانيًا، فعن بعض زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم قالت: “كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ”.
صوم يوم عرفة لغير الحاج
حيث يعد من أيام ذي الحجة وهو اليوم التاسع وقد خصه الله بالذكر تنبيهًا على فضله ففيه زيادة أجر وتكفير للذنوب، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”.
الأضحية يوم العيد
إن الأضحية تعتبر سنة مؤكدة لمن وسع الله عليه واستطاع عليها، فعن أنس رضي الله عنه قال: “ضَحَّى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ ،وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا”، والسنة أن يشهد المضحي أضحيته، وأن يتابعها بنفسه، وأن يأكل منها شيئًا كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم.
الإكثار من التحميد والتهليل والتكبير
ومن السنة أن يواظب المسلم على التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح، وشتى أنواع الذكر، خلال أيام العشر، والجهر بهذا داخل المساجد والبيوت والشوارع وكل مكان يجوز فيه ذكر الله إظهارًا للعبادة، وإعلانًا بتعظيم الله عز وجل، ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة؛ قال الله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} فد أشار علماء على أنها أيام العشر كما ورد عن ابن عباس وغيره، وعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما من أيامٍ أعظمَ عند اللهِ ولا أحبَّ إلى اللهِ العملُ فيهنَّ من أيام العشرِ ، فأكْثِروا فيهنّ من التَّسبيحِ والتحميدِ والتّهليلِ والتَّكبيرِ”، وحيث ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما.
التكبير دبر الصلوات
حيث من السنن المتاحة خلال تلك الأيام ومن جزاء العمل فيها، ويكون من فجر يوم عرفة حتى عصر آخر أيام التشريق، ويعتبر الثالث عشر من ذي الحجة، فعن علي -رضي الله عنه- أنه كان يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة حتى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر، وثبت كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال ابن تيمية: “أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة”، وقال ابن حجر: “وأصح ما ورد فيه عن الصحابة قول علي وابن مسعود: “إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى”.
جميع أعمال البر
ومن بينها الصدقات ونوافل الصلوات، وصلة الأرحام، ومراعاة الأيتام، وكل عمل صالح سواها، حيث تعد جميعها مدرجة في العمل الصالح الذي هو خلال ذلك الشهر أفضل من غيره.
شاهد أيضًا: صحة حديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هذا والذي سلطنا الضوء من خلاله على التفاصيل الكاملة حول ماذا حدث في كل يوم من أيام ذي الحجة، الى جانب ذكر فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة والأعمال المستحبة فيها.