حوار بين شخصين عن الصدق ، الصدق هو سبيل نجاة الأمم، فبدونه تتقاذف بقية القيم إلى الهاوية، ويصبح الفرد فريسة سهلة لشهواته، فتراه يقع في الفواحش واحدة تلو الأخرى، ولهذا يتوجب علينا أن نكون حريصين على التحلّي بهذا الخلق العظيم، ونحرص على أن نقول الصدق حتى في أشد المواقف وأصعبها ففي الصدق منجاة مهما كلّف الأمر، وفي الكذب ضرر مهما طال الزمن، وللصدق آثار كبيرة تعود على الفرد بحد ذاته وعلى المجتمع ككل بالنفع والفائدة، وهو راحة للطمأنينة والسكينة، وهو سبب في كسب رضا الله عز وجل، وسبب كذلك للفوز برضوان الله وجنته، ما أجمل أن يتبادل الأشخاص الصـدق، وموضوعنا لهذا اليوم هو حوار بين شخصين عن الصدق.
حوار قصير بين شخصين عن الصدق
في ساعة مبكرة من صباح أحد الأيام أسرعت فتاة متوسطة العمر إلى حيث تجلس أختها الصغيرة، وأخبرتها بأن قطة كبيرة تقترب منها، فأخذت الفتاة بالصراخ، وأصيبت بنوبة هله، حتى دخل والدهم إلى الغرفة ليعرف ما السبب، وما إن عرف أن الفتاة كانت تكذب على أختها، حتى دار بينهما هذا الحـوار.
- الأب: لقد أرعبتِ أختك يا ابنتي، لماذا كذبتِ عليها.
- الفتاة: إنها كذبة صغيرة يا أبي ولم أعرف أنها ستخاف هكذا.
- الأب: يا حبيبتي لا يوجد كذبة كبيرة أو كذبة صغيرة، فكل الكذب يؤدي إلى النار.
- الفتاة: هل سيحاسبني الله عليها يا أبتي.
- الأب: نعم يا بنيتي، فكل شيء يلفظه الإنسان سيحاسب عليه.
- الفتاة: ولكنني لم أقصد ان اكذب، كانت مجرد مزحة.
- الأب: وهل يوجد في القول مزحة أم غيرها، لقد أرهبتِ أختك، وربما تتعرض لمرض الآن، كل هذا من اجل كذبة تقولين عنها أنها صغيرة، يا ابنتي كوني دائما صادقة حتى في أقل كلامك، فالصدق منجاة من كل شيء.
- الفتاة: حدثني أكثر يا أبي عن أهمية الصــدق.
- الأب: الصدق يا جميلتي هو أساس كسب ثقة الناس بك، فعندما تصدقين القول، يجعل الناس تثق بكل شيء تقولينه ويصدقونك، أما إذا تعودتِ على الكذب فالكل سيراك دائما كاذبة حتى لو صدقتي.
- الفتاة: ما مصير الكاذب يا أبي؟.
- الأب: إن مصير الكاذب هو النار، لذا عليكِ دائما التحلـي بالصدق مهما كلفك الأمر.
- الفتاة: أعدك يا والدي الحبيب ألا أكذب مرة أخرى.
- الأب: أحسنتِ يا ابنتي الجميلة، أريدك دائما صادقة في أقوالك.
حوار قصير بين شخصين
في أحد أيام العام الدراسي، كانت الامتحانات الفصلية تقارب على البدء، وكان هناك ولد صغير يرفض أن يمسك الكتاب، ولم يدرس أبدًا، وكانت الأم قلقة بشأن هذا الطفل؛ لأنها حريصة على أن يكونوا أولادها دائما من المتميزين، لكنها لمتكن تعرف كيف تتصرف مع هذا الابن، وفي إحدى الساعات دار بينهما هذا الحديث:
- الأم: لقد قاربت امتحاناتك على البدء يا أحمد، لماذا لا تدرس.
- أحمد: لا أريد أن أتعلم يا أمي، لا أحب الدراسة.
- الأم: ماذا تقول يا أحمد، أنت ما زلت صغيرًا ويجب أن تتعلم.
- أحمد: ولماذا أتعلم؟ ما فائدة العلم يا أمي؟.
- الأم: يا بني لو سألتك ماذا ستصبح عندما تكبر؟.
- أحمد: أريد أن أصبح مثل والدي مهندس.
- الأم: رائع جدًا، ولكن كيف ستصبح مهندس وأنت لا تدرس.
- الابن: وهل الدراسة هي ستجعلني مهندس؟.
- الأم: صحيح يا بني، فالبجد والاجتهاد والحصول على أعلى الدرجات، ستدخل المجال الذي تحب، وكل المجالات تحتاج لأن تكون متميزًا في دراستك.
- الابن: يا أمي أخبريني ما فائدة العلم، ولما يجب علينا أن نتعلم؟.
- الأم: بالعلم يا بني نبني المستقبل، فبه تتفتح الآفاق حول الكثير من المجالات الصحية والطبية والكهربائية، كل هذا لا يخلقه إلا العقول المتعلمة، والعلم هو أساس بناء ورقي الدول.
- الابن: جميل يا أمي، إذن سأقوم لأدرس لأصبح مهندسًا جيدًا وأبني بلادي.
- الأم: أحسنت يا بني، فأنا أريد أن أرفع رأسي دائما بك.
حوار بين شخصين عن الصدق، هذا كان عنوان مقالنا لهذا اليوم، والذي دار المقـال بشكل عام عن حوارين مهمين أحدهما عن الصدق، والآخر عن أهمية العلم، ومن الجدير بالذكر في ذلك أن الحوار من الطرق الناجحة التي تؤثر على الأشخاص، وتجعلهم يقتنعون بالكلام بكل سهولة، فالحـوار يعتبر هو الوسيلة الوحيدة الذي يمكن استخدامه لإقناع الطرف الآخر، فهو يعد المفتاح لتوجيهه نحو الرأي الصائب.