حوار بين شخصين عن العمل الذي يُعرف لغةً بأنه عبارة عن المهنة والوظيفة، أما بالاصطلاح فهو يُعبر عن المجهود الجسدي الذي يقوم به الفرد من ذاته من أجل تحقيق غرض محدد من هذا العمل يعود عليه بالخير والنفع، حيث أن هذا العمل يضمن للفرد العيش بكرامته دون الحاجة الى المساعدة والشفقة من قِبل الآخرين، ومن الجدير بالذكر أن العمل يُعتبر عبادة وليس فقط حاجة حيوية للفرد، بل إن القائم بالعمل ينال على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى لأنه لم يتوقف عن السعي في الحصول على الرزق بطرق الحلال، ولم ينتظر رزقه يأتي اليه دون سعي منه للحصول عليه، وفي هذا السياق سوف يتم التعرف خلال هذا المقال على حوار بين شخصين عن العمل.
حوار بين شخصين في العمل
من أجل توضيح كيفية استغلا الوقت في العمل، سوف نذكر لكم خلال السطور التالية حوار بين المدير وموظفه يوضح مدى أهمية استغلال الوقت في العمل، وهذا الحوار هو كالتالي:
- المدير: في البداية أنا أعرف بأن الوقت هو الحياة وهو أثمن ما لديك.
- الموظف: أعلم ذلك ولكن كيف لي أن أقوم بتنظيم وقتي وإدارته؟
- المدير: في البداية وجه الى نفسك هذه الأسئلة:
هل تأخذ وقتاً أكثر مما ينبغي في مكان ما: في وظيفتك، في بيتك، مع الآخرين، …؟
هل تأخذ وقتاً أكثر مما تستحق مع نفسك؟ وهل تهدر هذا الوقت في مسائل روتينية؟ خاصة في التفكير في الماضي أم في التفكير بالمستقبل؟
هل تهدر وقتاً أكثر مما ينبغي مع الآخرين؟
من هم هؤلاء؟ هل يستلزم عليك أن تقوم بمقابلتهم؟ من هم هؤلاء الذين ينبغي عليك أن لا تُقابلهم أو تُقلل من عدد مرات لقائك بهم؟
هل تهدر وقتاً مع رئيس عملك أكثر من الوقت الذي تهدره مع مرؤوسيك؟
ومن يحتاج الى وقتك أكثر رئيسك أم مرؤوسيك؟
هل تستهلك الكثير من الوقت في المناقشات ولماذا؟
هل لأنها بطبيعتها مناقشات كبيرة أم هي مناقشات تدور حول سلطات أم لعدم وجود مقدرة لديك على تعيين المسئوليات والسلطات أم لماذا أيضاً؟
هل تُفرط في وقتك الذي تستهلكه في الأعمال الورقية الروتينية؟
هل الوقت الذي تستهلكه في المكالمات التليفونية أكثر مما ينبغي؟
هل الوقت الذي تهدره في المسائل التي تخصك أو في المسائل التي ينبغي أن لا تركز اهتمامك عليها أكثر مما تحتاج.
هل ….. وهل …..
أنت وحدك الذي بمقدورك أن تعلم النقاط التي تحدد ضعفك في كيفية تقسيم وتنظيم وقتك.
- الموظف: أنا أعرف أن الوقت نادر ندرة مُطلقة، ويُستحال أن يتم شراؤه، ويتم استخدامه بمجرد انتاجه، ويُستحال أيضاً أن يتم تخزينه أو ادخاره وزيادته.
- المدير: وماذا تعلم أيضاً؟
- الموظف: أعلم أيضاً أنه:
لا يستطيع أي إنسان أن يمتلك أكثر من “24” ساعة خلال اليوم، و “168” ساعة خلال الاسبوع، و “8760” ساعة خلال السنة.
يتصف الوقت بأنه لا ينتظر الفرد حتى يستهلكه، فإما أن يتركه يمر أو يستغل كل دقيقة منه.
الوقت أمر معين، يتصف بالجمود من حيث المرونة أي يُستحال أن يتم تطويله من خلال الشد “ليس أستك مطاطاً”.
جميعنا متعادلون من حيث كمية الوقت التي يمتلكها أي شخص منا، ولكننا نختلف فيما بيننا في طريقة استخدامه.
لا نستطيع أن نقوم بادخار الوقت من أجل استعماله في المستقبل، فلا يُمكن تخزينه.
لا نستطيع أن نعوض الوقت الذي تم إهداره، فاليوم الذي يذهب لا يُمكن أن يعود.
لا يوجد هناك “عينات مجانية” للوقت، فكل دقيقة يوجد لها تكلفة فعلية.
الوقت لديه تكلفة، بمقدورنا حسابها بناء على تكلفة الدقيقة الواحدة على مدار العام.
إن من يُخطئ في استعمال وقته لا يضيع ويهدر وقته فحسب، بل يضيع وقت الآخرين أيضاً.
أكدت الدراسات الإدارية أن الفرد الفعال يتمتع بقدرته على إدارة وقته بنجاح.
- المدير: حقاً إن هذه معاني جميلة، ولكن الأهم هو ما هي مخططاتك اتجاه إدارة الوقت؟
- الموظف: مخططاتي اتجاه إدارة الوقت، كيف؟
- المدير: إن المشكلة التي تتعلق بإدارة وقتك وتنظيمه تتماثل مع أي مشاكل أخرى إدارية قد تعترضك بشكل يومي وفي كل ساعة، وبالتالي فينبغي عليك أن تنظم وقتك بناء على المبادئ والأسس العلمية التي كنا قد تحدثنا عنها سابقاً بجانب تخطيط وتنظيم ورقابة هذا الوقت.
- الموظف: هل من مزيد؟
- المدير: إن الأفراد الناجحين هم الذين يعرفون كيف يستغلون وقتهم المتاح لديهم في أداء الأعمال التي تتميز بأهميتها الكبيرة، وهم الذين يعلمون كيف ينظمون ويخططون وقتهم المتاح، وهم الذين يتمكنون من العوامل التي قد تؤدي الى تضييع هذا الوقت أو ما قد يعترضهم أو ما يحدث ما هو مُخالف لجدول مخططات أعمالهم اليومية وذلك بالقول “لا” أو “بالاعتذار” عند الضرورة، وهم أيضاً الذين يعملون في الوقت الملائم، حتى لا يتم هدر وقتهم في الأعمال الروتينية، أو في الأعمال التي لا تتلاءم مع طبيعة عملهم.
والى هنا يكون قد تم الانتهاء من هذا المقال الذين كان يتحدث عن حوار بين شخصين عن العمل، والذي ذكرنا خلاله حوار بين المدير والموظف كان يدور بينهم أثناء العمل ويوضح كيفية استغلال الوقت بطريقة صحيحة أثناء العمل.