امثلة على تحمل المسؤولية، وللمسؤولية مفهوم ومظاهر وأركان، متمثلة بما يصدر عن المرء من قرارات وأقوال وأفعال صادرة عنه، كما تم تقسيم المسؤولية الى عدة أنواع رئيسية، وهي المسؤولية القانونية، والمسؤولية الأخلاقية، والمسؤولية الاجتماعية، والمسؤولية الجماعيّة، جميعها يندرج تحت كل منها نمط معين من الأساليب، كما وينبغي على كل فرد بالمجتمع أن يلتزم بعمله وأن يؤدي الإلتزامات الواقعة عليه، ويقوم بدوره المكلف به على أكمل وجه له دون تقصير، فضلاً عن إعتبارها صفة من صفات الشخصية القيادية، والتي تميزها عن غيرها وترفع مكانتها وقيمتها في المجتمع، فلنتابع سوياً بعضاً من امثلة على تحمل المسؤولية في سطور المقال الآتية.
أنواع تحمل المسؤولية
ان المسؤولية هي عبارة عن قيمة من القيم الإنسانية والأخلاقية، والقيم القانونية لدى الانسان في الحياة، وتعريفها إصطلاحاً هو أنها عبارة عن التزام الشخص بما يصدر عنه قولاً أو عملا، فضلاً عن التأكيد عليها في مصادر التشريع الاسلامي؛ القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن المسؤولية عدة أنواع نجملها في نقاط على النحو التالي:
- المسؤولية الدينية: تعني المسؤولية أمام الله عزوجل، حيث انه يجب على الانسان أن تتحلى علاقته مع ربه بالمسؤولية.
- المسؤولية الإجتماعية: ان استطاع الشخص تحمل هذا النوع من المسؤولية؛ تمكن من تكوين أسرة اجتماعية قوية، للمسؤولية الاجتماعية أشكال عديدة هي:
- المسؤولية اتجاه الأسرة.
- المسؤولية اتجاه الوالدين.
- المسؤولية اتجاه الزوجة.
- مسؤولية الزوجة اتجاه الزوج.
- المسؤولية اتجاه الأبناء.
- المسؤولية اتجاه الأهل والأقارب.
- المسؤولية اتجاه الجار.
- المسؤولية تجاه المجتمع بأكمله.
ما الفرق بين تحمل المسؤولية وعدم تحملها
عند تغيب احدى القيم الاجتماعية في المجتمع، يصبح هناك اختلافاً كبيراً وفارقاً شاسعاً يتم ملاحظته فيما لة كانت تلك القيمة حاضرة في نفوس الأفراد جميعهم، وهذا هو محور الحديث، حيث ان الناجح في تحمل المسؤولية هو ذاته الشخص الناجح في عمله والذي يحصل على مايريد في حياته العملية والعلمية، خلافاً عن الشخص الغير متحملاً لهذه القيمة، والذي يتم وصفه بالشخص المتواكل.
ويتجلى الفرق بين من يتحمل المسؤولية ومن لا يتحملها؛ بأن الشخص الأول هو شخص صاحب قرار ذو شخصية قيادية، وروح عالية تفرض على نفسها تحمل مسؤولية أمورها الخاصة والعامة باستمرار، فيقبل عليه الناس لحل مشكلاتهم بناءً على الثقة العالية في هذا الشخص، أما بالنسبة الى الشخص الغير متحمل للمسؤولية؛ فهو شخص متهرب من تحمل المسؤولية يتسم بالتهاون واللامبالاة، لا يتمكن من إدراة الأمور الحياتية بشتى مجالاتها.
من نماذج تحمل المسؤولية
هناك العديد من النماذج التي يُحتذى بها في تحمل المسؤولية، دون أن يقتصر الدور على فئة عمرية معينة، فمن الأطفال من يحمل المسؤولية كما يحملها الكبار أيضاً، حيث ان الكبار هم القدوة الحسنة لمن خلفهم من الأجيال، لذلك هم الأولى بتوريث تلك القيمة الى الأبناء، وفي هذا السياق يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: ” أَلَا كُلكُم رَاع، وَكُلكم مَسؤول عَن رَعِيته، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وولده، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلكمْ رَاعٍ، وَكُلكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”.
من النماذج على تحمل المسؤولية المستنبطة من الحديث الشريف:
- مسؤولية الأمير: بمعنى أن الحاكم أو الإمام أو الأمير هو شخص مسؤول عن رعيتة التابعة لولايته، وتتحقق تلك المسؤولية من خلال تحقيق عدل الله بين الرعية، ومشاورتهم والإستماع إليهم، ورد الحقوق إلى أصحابها ومتابعة مصالح العباد والبلاد، بالاضافة الى منع الظلم التصديله بالوقوف في وجه الظالم والمُفسد، وتيسير كافة السُبل التي تعمل على تنمية الثروات.
- مسؤولية الرجل: والرجل ذو مسؤولية تسري على أهل بيته وأسرته عامة، لأنه هو المحاسب عليهم يوم القيامة، فينبغى عليه ان يحسن تربيتهم وويقدم على تعليمهم وتهذيبهم وتقويمهم ليخرجوا جيل مسؤول أيضاً، كذلك توفير جميع مستلزماتهم وجميع ما يحتاجونه في الحياة اليومية.
- مسؤولية المرأة: تتحقق مسؤولية المرأة في بيت زوجها وجميع ما تتطلبه الحياة الزوجية، بخدمته ورعايته وتلبية متطلباته، بجانب دورها في تربية الأبناء بجانب دور زوجها، وتدبير أمور بيتها ورعايته
- مسؤولية العبد: مسؤولية العبد تتحقق من خلال حفظ مال سيده، وعدم الاعتداء على أي حق من حقوق حتى لو كان بسيط، والابتعاد عن خيانته في أهله وماله وولده، والوقوف بجانب سيده وارشاده له في كل ما يتعلق به ويكون من مسؤوليته هو، وعدم التدخل في الشؤون التى لا تعنيه، بذلك تتحقق المسؤولية.
وقد وضح الحديث الشريف النماذج المشرفة لحمل المسؤولية كما وجبت، وهذا ما يدفع المسلمين الى الاقتداء بتلك النماذج كما وضحها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعرفة الواجبات المناطة بكل شخص ودوره في المجتمع، وما يتوجب القيام فعله وما عليه البعد عنه، وهذا ما اتضح لنا في ذكر امثلة على تحمل المسؤولية.