حوار بين شخصين عن التعاون

حوار بين شخصين عن التعاون الذي يُعرف بأنه من أجمل الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلمون، حيث يكون هذا التعاون بين مجموعة من الأشخاص على البر والتقوى والخير والإحسان، وكان قد ذكره الله سبحانه وتعالى وحثنا عليه في كتابه العزيز بقوله تعالى “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب”، ومن هذه الآية الكريمة يتضح لنا أن التعاون هو صفة إسلامية علينا أن نتصف بها حتى ننال على رضا الله سبحانه وتعالى، ومن أجل التشجيع على التعاون سوف يتم التطرق خلال هذا المقال الى حوار بين شخصين عن التعاون.

حوار بين شخصين عن التعاون الإيجابي

حوار بين شخصين عن التعاون الإيجابي
حوار بين شخصين عن التعاون الإيجابي

لقد أتينا لكم بمثال من أجمل الأمثلة والقصص التي عثرنا عليها وتُعبر عن حوار بين شخصين عن التعاون الإيجابي، وسنسرد لكم هذه القصة خلال السطور التالية:

لقد اجتمع الإخوة الخمسة طلال وعمار وعبد الرحمن وحمودي وسالم حول والدهم المريض الذي تظهر على وجهه علامات المرض واقتراب الأجل، ويتكلم معهم بصوت خفيف ومتقطع ونبرته منخفضة متأثرين به ظاهرة على وجوههم علامات الحزن الكبير جال والدهم المريض بنظره الذي باحثاً بعينيه عن جميع أبنائه، وكأنه يودعهم بتلك النظرات، ثم تنهد بعدها بصوت متقطع يملؤه الحزن منادياً على جميع أولاده الخمسة.

ثم قال لهم استمعوا الى آخر كلماتي وهي وصيتي لكم قبل موتي، أريدكم دائماً أن تكونوا إخوة يدِ وعصبة واحدة، وعلى قلب ورجل واحدة، ولا تدعوا للشيطان مكاناً بينكم يا أولادي، ولا تنسوا قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، ولا تنسوا أيضاً قول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: “إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه”، قاطع حديثه طلال وهو أكبر أبنائه  قائلاً لوالده، يا أبي أنا وإخوتي تربط بيننا علاقة المحبة ولا يُمكن لنا أن نختلف أو نفترق عن بعضنا، لا تخف علينا يا والدي فنحن أبناء صالحين لقد ربيتنا على الحب والتعاون وحب الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله الكريم.

لقد نظر اليه والده متكلماً بصوت يملؤه الألم والحزن، اذهب الى خارج المنزل أنت وإخوتك يا بُني، وأحضروا مع كل واحد منكم عوداً من الحطب اليابس، ما عدا أنت يا طلال لا تحضر عوداً بل أحضر خمسة أعواداً من نفس الحطب اليابس، استمعوا الأولاد الخمسة الى أبيهم وخرجوا ملبيين طلبه، وقام كل منهم بإحضار عوداً طويلاً كما طلب أبيهم من الحطب اليابس، وعادوا بها الى والدهم قائلين له لقد أحضرنا يا والدي ما طلبت منا إحضاره من الأعواد اليابسة، وقد أضاف ابنه الأصغر حمودي على كلام أخيه، ولكن يا والدي ما حاجتك من الحطب الذي طلبت منا أن نقوم بجمعه.

رد الوالد على ابنه الأصغر قائلاً له أريدك يا ابني أن تقوم بكسر العود الذي طلبت منك إحضاره أم أنت لا تستطيع فعل ذلك، نظر الى والده قائلاً لا أستطيع فعل ذلك يا والدي وها أنا قد كسرت العود كما طلبت مني، فنظر الوالد الى ابنه عمار وهو الابن الأكبر من حمودي قائلاً له يا عمار أعطي العود الذي معك الى أخاك سالم وقُم أنت يا سالم بكسر العودين معاً، وكان قد استجاب سالم لطلب والده ولكنه لم يكسرهما بيديه بل قام بوضعهما على ركبتيه ثم كسرهما معاً بصعوبة.

ثم نظر الوالد الى ابنه الأكبر طلال وقال له قُم يا بني بكسر الأعواد الخمسة التي طلبت منك إحضارها معاً، قام طلال بتوجيه نظره الى إخوته وبدأ ينفذ بطلب أبيه ويكسر بالأعواد الخمسة معاً، ولكنه استنفذ كل الطرق لمحاول كسرها ولم يستطيع، وهنا وجه الوالد نظره الى أبنائه الخمسة قائلاً لهم، أنتم هكذا يا أولادي مثل الأعواد اذا افترق منكم أحد سهل كسره وكأنه لم يكن موجوداً، واذا افترق اثنان تمكن منهم الثلاثة والأربعة، ولكن كلمتي الأخيرة لكم يا أولادي إن بقيتم مع بعضكم يد واحدة لن يستطيع أن يقدر عليكم أحد، لذلك نصيحتي الأخيرة لكم قبل موتي كونوا قوة وسند لبعضكما البعض، وتعاونوا على الخير والإحسان فيما بينكم، واجعلوا قول الله ورسوله الكريم أمام نظركم، وهذه هي وصيتي لكم فوعدوني على تنفيذها واصدقوا الوعد.

وبهذا نكون قد وصلنا الى ختام أجمل ما تحدثنا عنه في هذا المقال ألا وهو حوار بين شخصين عن التعاون وهو الأمر الذي حثنا عليه الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، والتعاون هو أكبر مصدر في جلب الخير وإبعاد الشر.

Scroll to Top