ماذا نسمي المياه التي تملا الشقوق وفراغات الصخور تحت الارض؟ تحصلُ الكائنات الحية على احتياجاتها المائية من مصدرين رئيسيين؛ أولهما مصادر المياه السطحية، ومِنها الأنهار والبحيرات ومجاري الوديان، أمّا المصدر الثاني فهوَ مصادر المياه الأرضية، والتي تشملُ بدورها الآبار والينابيع والكهوف والدحول، ونظراً لكون المياه السطحية في مرمى النظر، ونظراً للأموال الباهظة التي تُصرف بهدف إقامة الخزانات والسدود والقناطر، ساد اعتقاد بأنّها المصدر الأساسي لاحتياجات العالم فِي المياه، ولكن ما صحّة هذا الاعتقاد؟ وماذا نسمي المياه التي تملا الشقوق وفراغات الصخور تحت الارض؟
ماذا نسمي المياه التي تملا الشقوق وفراغات الصخور تحت الارض
تُعدّ المياه الجوفية الإجابة الصحيحة للسؤال ماذا نسمي المياه التي تملا الشقوق وفراغات الصخور تحت الارض، إذ إنّ هذه الجُملة تمثّلُ التعريف الأساسي للمياه الجوفية، وهيَ القسم الذي يمثّل مصدراً رئيساً للمياه بنسبة 97%، ويُقدر بحوالي (100,000) كيلومتر مكعب، وهيَ المياه التي تكونُ في باطن الأرض في حالة تخزين، بِخلاف المياه السحطية التي تكونُ بِحالة سريان وعبور، وقد تجمعت المياه الجوفية خلال عددٍ مِن القرون مَع بعض الإضافات الطفيفة من الأمطار التي تسقط سنوياً؛ لذا يُمكن القول إن المياه الجوفية تُعدّ المصدر الرئيس الذي يعتمد عليه الإنسان والحيوان والنبات لسد الاحتياجات من المياه.
معلومات عامّة عن المياه الجوفية
بدأ استغلال المياه الجوفية في عصور ما قبل الميلاد حينَ قام قدماء المصريين وكذلكَ الصينيين بحفر مجموعة مِن الآبار مُستهدفينَ الحصول على المياه من المصادر الجوفية، ولكن لعدم فهم الطريقة التي تتواجد بها هذهِ المياه وعدم فهم حركتها في باطن الأرض، ظل استخدامها محصوراً في عددِ من المناطق الصحراوية القاحلة التي تخلو مِن مصادر مياه سطحية، ومَع مطلع القرن الحالي وفي ظلّ التطور الكبير في الأدوات المستخدمة فِي الحفر، تضافرت الجهود لدراسة المياه الجوفية، بدأ الاعتماد عليها بشكلٍ ملحوظ.
وهكذا أصبحت المياه الجوفية تُغطي احتياجات الإنسان بشكلٍ رئيس في ظلّ التزايد السكاني الهائل، ونظراً لِعدم كفاية المصادر السطحية، وبذلكَ تتضحُ إجابة السؤال، ماذا نسمي المياه التي تملا الشقوق وفراغات الصخور تحت الارض؟