دعاء الصفا والمروة مكتوب هو أحد الأدعية التي يُعنى بها بشكلٍ رئيس الأفراد المقبلين على أداء فريضة الحج أو لأداء العمرة؛ إذ يبدأ هؤلاء الأفراد قبل مدة من توجههم لمكة المكرمة بتعلم المناسك وما تتضمنه، والأدعية المخصصة في هذه المناسك، والصفا والمروة هُما جبلان يقعان إلى الشرق مِن المسجد الحرام، ويعدان رمزان شهيران لإحدى أهم الشعائر ألا وهيَ السعي، قديماً كانت الصفا والمروة بمثابة أكمة في وسط مكة، وكانت بيوت أهل مكة محيطة بها، ومنها دار الأرقم ودار السائب بن أبي السائب العائذي وغير ذلكَ من البيوت، فهل هُناك أدعية مخصصة لهذه الشعيرة؟ وما هو دعاء الصفا والمروة مكتوب؟
دعاء الصفا والمروة من شعائر الله
من الضروري معرفة دعاء الصفا والمروة مِن قبل كافّة الأفراد قبل ذهابهم لأداء الحج أو العمرة، ولابدّ في هذا المقام أن نتعرف إلى مفاهيم السعي لغةً واصطلاحاً، أمّا السعي لغةً فهوَ من سعى يسعى سعيًا، بمنعى عدا وكذا، وعندما يُقال سعى في مشيه يعني ذلكَ أنّهُ هرول، والسعي والذهاب هما كلمتان بنفس المعنى، أمّا السعي اصطلاحًا فيعني قطع المسافة ما بين الصفا والمروة 7 مرات ذهابًا وإيابًا بعد الطواف الخاصّ بِنسك الحج أو العمرة، وفي ذلكَ يقول ابن عبد الهادي الحنبلي: السعي المشي بين الصفا والمروة، أمّا بخصوص دعاء الصفا والمروة من شعائر الله، فيتضح من خلال ما يأتي:
- كان رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام يقرأ قوله تعالى: “إن الصفا والمروة من شعائر الله”، وبعد ذلكَ كان يقول: أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ صلى الله عليه وسلم بالصفا، فصعد عليه حتى رأى البيت -أي: حتى رأى الكعبة- فاستقبل القبلة فوحد الله تعالى وكبره.
- وقال رسول الله وهو على الصفا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)، ثم دعا بين ذلك.
- وقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ثلاث مرات، أيّ أنّ المشروع لك عندما تتجهُ إلى الصفا، أن تقرأ الآية الكريمة، ثم تقول بعدَ قراءة الآية الذكر الوارد عن رسول الله، وبينهما عليكَ أن تدعو دعاءً طويلاً.
- وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنما جعل السعي بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار من أجل إقامة ذكر الله عز وجل)، ما يعني أنّه من السنة أن تدعو الله تعالى دعاءً طويلاً على الصفا، ثم تسعى بعدَ ذلكَ متجهاً من الصفا إلى المروة، أمّا بين العلمين الأخضرين وهو الأبطح فعليكَ أن تُسرع في مسيرك.
- وعن ذلكَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا يُقطع الأبطح إلا شداً”، أي: يقطعه الشخص مسرعاً، والنساء ليس عليهن هذا الإسراع.
الدعاء عند صعود الصفا والمروة
الدعاء عند صعود الصفا والمروة يجبُ أن يكون ثبتَ عن رسول الله عليهِ الصلاة والسلام، أيّ أن تدعو الله عزوجلّ دعاءً طويلاً على الصفا، ثم بعدَها تَسعى متجهاً إلى المروة، أمّا بين العلمين الأخضرين وهو الأبطح، فيتوجب الإسراع في المسير، تعدّ هاجر أول من سعى بينهما، وذلكَ عندَ التماسها الماء لابنها نبي الله إسماعيل عليهِ السلام، فكانت آنذاك تصعد على الصفا ثم تنزل وصولاً إلى جبل المروة، وقد كرَّرت هذا 7 أشواط، حتى عثرت على الماء عند موضع زمزم، فشربت منه وأرضعت طفلها، فلما جاء الدين الإسلامي جعل هذا السعي من المناسك الأساسية في الحج والعمرة، وهُناك أدعية كثيرة يُمكن أن يرددها المسلم ضِمن دعاء الصفا والمروة، منها :
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني”.
- اللهم إنّي أسألُكَ رضاك والجنة، وأعوذُ بك من سخطك والنار”.
- يُستَحب أن يتلو الآية التالية: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
- يفضل أن يذكر المسلم عند المرور بالصفا والمروة الآية الكريمة: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أَو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم} (البقرة:158).
- (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
- “اللهم أظلني تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ولا باقي إلا وجهك واسقنا من حوض نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا.
- اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه نبيك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
- اللهم أني أسألك الجنة ونعيمها وما يقربني إليها من قول أو فعل أو عمل وأعوذ بك من النار وما يقربني إليها من قول أو فعل أو عمل”.
- سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والصلاة والسلام على رسول الله.
- “اللهم أعذني من الشرك والكفر والنفاق والشقاق وسوء الأخلاق وسوء المنظر في الأهل والمال والولد”.
دعاء الصفا والمروة مكتوب
بِذكر دعاء الصفا والمروة مكتوب، تنبغي الإشارة إلى وجوب فعلكَ على المروة ما فعلتهَ على الصفا بعدَ وصولكَ إليه، ثمّ يأتي الشوط الثاني الذي تتجه فيه من المروة إلى الصفا وتفعل ما فعلت أولاً، ثم الشوط الثالث الذي تتوجهُ فيهِ إلى من الصفا إلى المروة، وبعدها يكونُ التوجه إلى إلى الصفا في شوطٍ رابع، وذلكَ حتى بلوغ سبعة أشواط، فالذهاب من الصفا إلى المروة يُحتسب بمثابة شوط، كما أنّ العودة من المروة إلى الصفا تُحتسبُ شوطاً ثانياً، فتكون قد قطعت في الذهاب والإياب سبعة أشواط، وخلالها عليكَ أن تفعل على المروة ما تفعلهُ على الصفا، كما يتوجبُ عليكَ أن تقطع الأبطح شداً، أي: مشياً سريعاً، وأن تتوجه لله عزوجلّ بما أردتَ من الذكر والدعاء كما يلي:
- تذكر الله عز وجل بما شئت من الدعاء والذكر، وتدعوه بما شئت بداية بما أوضحه رسول الله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”.
- عند انتهائك من الأشواط السبعة عليك تقصير شعرك في حال كنت معتمراً وستأتي بحجة بعدُ.
- وعليك أن تحلق شعرك إذا كنت معتمراً فقط، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله! قال: رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله! قال: رحم الله المحلقين، قالوا: والمقصرين يا رسول الله! قال في الثالثة: والمقصرين).
- وإن كنت معتمراً فقط، من المستحب لك أن تحلق شعرك بالكامل ويمكن لك أن تقصر، والتقصير يكون من عموم الرأس وليس من بعض الشعرات كما يفعل البعض.
- أما في حال كنت ستحج، والعمرة عمرة تمتع بالحج، فعندها يمكنك أن تقصر فقط وتؤجل الحلق حتى يوم النحر، والله أعلم وأعلم
ادعية السعى فى الصفا والمروة
ادعية السعى فى الصفا والمروة تبدأُ كما بين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أي أنها تبداُ بلا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، ويُمكن أن يذكر المرء في هذا المقام الله عزوجلّ بما أرادَ مِن ذكرٍ ودعاء، وفي ذلكَ يُمكن الاستعانة بالأدعية التالية كـ دعاء الصفا والمروة:
- اللهم تقبل منا السعي والطواف.
- يارب ياكريم تقبل منا وأرزقنا الثبات في القول والعمل.
- اللهم قرب منا كل خير وأبعد عنا كل شر.
- اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر.
- اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.
- اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملاً زاكيا ترضى به عني.
- اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيِّ حكمك عدلٌ فيِّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حُزني، وذهاب همِّي.
- اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار.
- ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم، واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
إلى هُنا نصلُ واياكم لختام المقال الذي أوضحنا فيهِ مجموعةً من المعلومات حولَ السعي بين الصفا والمروة، وهي إحدى شعائر الدين الإسلامي، ومنسك أساسي للحج والعمرة، وذلكَ ضِمن حديثنا عن دعاء الصفا والمروة مكتوب.