دعاء التوبه والرجوع الى الله مكتوب، التوبة هي أن يعترف الشخص بالذنوب والمعاصي ويتركها على أكمل وأتم الوجوه وأبلغها، وهي من حُسن إسلام المرء وكمال دينه، وعرّف بعض العلماء التوبة على أنّها الرجوع لله تعالى، والقيام بكل حقوقه، والبعد والرجوع عن الأمور التي يكرهها ويشعر أنها لا ترضيه باطناً أو ظاهراً، والانتقال من المعصية إلى الطاعة وإلى الأعمال بكل ما يحبه الله عز وجل من اعمال، وحتى يرجع العبد إلى الله لا بد من شروط في ذلك، هذا ما سنعرفه خلال مقالنا، بالإضافة إلى أننا سندرج لكم دعاء التوبه والرجوع الى الله.
دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي
التوبة النصوح والصادقة لا بدّ أن يتوفّر فيها عدة شروط منها: رفض الذنوب وتركها طاعةً لله تعالى، والندم على ما قام به العبد من ذنوب ومعاصي في الماضي، مع الإصرار والعزم على عدم الرجوع إلى المعصية، وإرجاع أي حق كان قد سلبه من الآخرين إلى أصحابها من أموالٍ، فيُرجع لهم المال إلّا في حالة مسامحته لهم، وإن كان قد تكلّم في أعراض الناس عليه أن يطلب مسامحتهم منهم، أما إن كان في ذلك شرٌّ يعود عليه فعليه أن يترك ذلك ويذكرهم بكلّ ما فيه خير في الأماكن التي ذكرهم بالسوء فيها والدعوة لهم، وألا يكرر ذلك مهما كان، وعلى من يريد أن يعود إلى لا بد من أن يداوم على الاستغفار وعلى قراءة بعض الأدعية منها:
- اللهم إن حسناتي من عطائك، وسيئاتي من قضائك، فجد بما أنعمت علي، جللت أن تطاع إلا بإذنك، أو تعصى إلا بعلمك، اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافاً بحقك، ولا استهانة بعذابك، لكن لسابقة سبق بها علمك، فالتوبة إليك، والمغفرة لديك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللهم إني أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها، وبواطن سيئاتي وظواهرها، وسوالف زلاّتي وحوادثها، توبة من لا يحدِّث نفسه بمعصية، ولا يضمر أن يعود في خطيئة.
- يا إلهي، في محكم كتابك إنك تقبل التوبة عن عبادك، وتعفو عن السيئات، وتحب التوابين؛ فاقبل توبتي كما وعدت، واعف عن سيئاتي كما ضمنت، وأوجب لي محبتك كما شرطت، ولك يارب شرطي ألا أعود في مكروهك، وضماني ألا أرجع في مذمومك، وعهدي أن أهجر جميع معاصيك وذنوبك.
دعاء التوبة مكتوب
إن للتوبة فضائل كبيرة ومتعددة تعود إلى التائب بالخير بعد إرادة الله عز وجل ومنها، أن الله يفرح برجوع العبد إليه، وهي سبب كل خير ينزل على الإنسان، وسبب في فلاح العبد، ونيل مغفرة الله ورحمته، وهي سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وفي قبول الله الأعمال من عباده، والعفو عن السيئات، وهي سبب في كسب الحسنات وتبديل المعاصي والسيئات إلى حسنات، وهي سبب في نزول البركة من السمادة وزيادة القوة التي يستمدها العبد من إيمانه الداخلي بالله، وهي سبـب في محبة الله تعالى، فالله عز وجل يحب التوابين ويحب المتطهرين، وما دام المؤمن يستغفر حتى يغفر الله له، وهذه بعض الأدعية التي يتوجب على المسلم أن يتوجه بها إلى الله ليغفر له ما ارتكب من الذنـوب.
- اللهم أيما عبدٍ تاب إليك، وهو في علم الغيب عندك فاصفح لتوبته وعائدٌ في ذنبه وخطيئته، فإني أعوذ بك أن أكون كذلك؛ فاجعل توبتي هذه توبةً لا أحتاج بعدها إلى توبة، توبةً موجبةً؟ لمحو ما سلف والسلامة فيما بقي.
- اللهم إن حسناتي من عطائك وسيئاتي من قضائك، فجد بما أنعمت علي، جللت أن تطاع إلا بإذنك، أو تعصى إلا بعلمك، اللهم ما عصيتك حين عصيتك استخفافًا بحقك، ولا استهانة بعذابك، لكن لسابقة سبق بها علمك، فالتوبة إليك، والمغفرة لديك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
- اللهم وإني أتوب إليك من كل ما خالف إرادتك أو زال عن محبتك، من خطرات قلبي، ولحظات عيني، وحكايات لساني، توبةً تسلم بها كل جارحةٍ على حيالها، من تبعاتك، وتأمن مما يخاف المعتدون، من أليم سطواتك.
- اللهم أخرج حب المعاصي من قلوبنا، فكلما تبنا عدنا، وكلما ندمنا كررنا، وكلما عاهدناك نقضنا، ربي اهدنا وردنا إليك ردًا جميلاً، اللهم وثبّت في طاعتك نيتي، وأحكم في عبادتك بصيرتي، ووفقني من الأعمال لما تغسل به دنس الخطايا عني، وتوفني على ملتك وملة نبيك محمد عليه السلام إذا توفيتني.
دعاء التوبة والندم إلى الله
إن باب التوبة مفتوح أمام العبد ما دام فيه روح، وما عليه غير أن يحرص على العـودة إلى الله عز وجل والندم على كل ما فعله من صغائر وكبائر قبل أن يتوفاه الله عز وجل، ويذهب إلى بارئه بجسد ملوث، وهناك الكثير من الأمور التي تعين العبد على الرجـوع إلى اللـه وحده، ومنها، أن يتيقن العبد بأنّه سيقف بين يدي الله عز وجل ليُحاسبه على كل أعماله صغيرها وكبيرها، وأن يستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى وأنّه هو المُنعم على عباده، والعلم بوجوب شكره الذي يتمثل بطاعته، وأنّ افتعال المعاصي هو كفران لنعم الله، ولا يكون شكر الله إلا بالتوبة، كذلك مرافقة الصالحين والأخيار الذين تعين رفقتهم على عمل الطاعات وذكر الله على الدوام، وأيضا مما يعين على التوبة أن يستشعر العبد خطورة المعصية والذنوب على حياته في الدنيا قبل الآخرة فهي غير أنها سبب في سخط الله، هي سبب كذلك لمنع الرزق، وإليكم بعض الأدعية التي تعينكم على التـوبة:
- اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وأعوذ بك من عذاب القبر، اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
- وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا، وما أنا من المشركين، إن صلاتي، ونسكي، ومحياي، ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
- اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.
إلى هنا نتوصل إلى نهاية المقال الذي والذي أدرجنا فيه دعاء التوبه والرجوع الى الله، سائلين المولى أن يفتح الطريق أمام العائدين إليه وأن يتوب عليهم ويتقبلهم، وأن يزيل أي عوائق تمنع من تحقيق التوبـة في قلب العبد.