التشهد الأول والثاني في الصلاة مكتوب

التشهد الأول والثاني في الصلاة مكتوب، وما هيَ أهم الفروقات بين كليهما؟ هو أحد الاستفسارات الدينية التي تتعلقُ بالصلاة وأحكامها العديدة، والتي أوضحنا لنا القرآن الكريم، وفصّلتها بحذافيرها السنة النبوية المشرفة، إذ لم يتبقَ أيّ حُكم أو نص أو جُملة تُقرأ في الصلاة، أو تتعلق بأحكامها المختلفة ألا وقد فُصّل لنا، الأمر ذاتهُ ينطبقُ على كافّة العبادات والأحكام التي يتضمنها الدين الإسلامي، ومِن المعروف أنّ كافَة الصلوات المفروضة تتضمنُ تشهُّدين، التشهد الأول والتشهد الثاني، فما هي أبرز الفروقات بينهما؟ هذا ما سنوضحهُ في حديثنا المفصل عن التشهد الأول والثاني في الصلاة مكتوب.

صيغة التشهد الاول والثاني في الصلاة مكتوب

صيغة التشهد الاول والثاني في الصلاة مكتوب
صيغة التشهد الاول والثاني في الصلاة مكتوب

التشهد الأول والثاني في الصلاة مكتوب يُعدّ من الأمور يتوجّب معرفتها بدقّة نظراً لكونها متعلقة بفريضة أساسية وركن رئيس من أركان الإسلام الخمسة، ألا وهيَ الصلاة، وهي الفريضة الأولى التي يُحاسب عليها المرء يوم القيامة، مصداقاً لقولهِ صلى الله عليه وسلم: : “أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله”، وعندَ الحديث عن صيغة التشهد بشكلٍ عام، فإنّ الصيغة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يأتي:

“التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى ىل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”.

 حكم التشهد في الصلاة

 حكم التشهد في الصلاة
 حكم التشهد في الصلاة

يعدّ التشهد أحد أركان الصلاة، وهوَ الرُكن المتمثّل فِي الجلوس للتشهد الأول وكذلكَ للتشهد الثاني، وهوَ واجب وفقاً لما ذهبَ إليه جمهور الفقهاء، وقد أجمع أكثر أهل العلم على أن أول جزء مِن التشهد سنة، بينما يكونُ الجزء الثاني ركن من أركان الصلاة ولا تجوزُ إلا به، وهذا هوُ حكم التشهد في الصلاة بشكلٍ مُختصر، فما صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة؟ وهل هُناك فرق بينهما؟

متى يكون التشهد الأول في الصلاة

متى يكون التشهد الأول في الصلاة
متى يكون التشهد الأول في الصلاة

متى يكون التشهد الأول في الصلاة ؟ أحد التساؤلات المطروحة في سِياق الفكرة الرئيسة لهذا المقال، وهيَ التشهد الأول والثاني في الصلاة مكتوب، والصلاة المفروضة هيَ 5 صلوات بدءاً من صلاة الفجر والظهر ثمّ صلاة العصر والمغرب ثم العشاء، ويكونُ التشهد الأول في الركعة الثانية بعد كلٍ مِن صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاتيّ المغرب والعشاء، ويكون وقت التشهد بعد القيام من السجود، حيثُ يُسن للمصلي أن يجلس بين السجدتين مفترشاً وأن يكونَ جالساً عَلى رجله اليسرى ومنصباً رِجلهِ اليُمنى، الأمر نفسه ينطبق على سائر جلسات الصلاة ما عدا جلسة التشهد الأخير.

صيغة التشهد الأول في الصلاة

صيغة التشهد الأول في الصلاة
صيغة التشهد الأول في الصلاة

صيغة التشهد الأول في الصلاة كما يأتي:

التشهد الأول : التَّحِيَّاتُ الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسولُهُ .

نُضيفُ إليه في التشهد الأخير: “اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.

متى يكون التشهد الثاني في الصلاة

متى يكون التشهد الثاني في الصلاة؟ يكونُ هذا التشهد في الركعة الأخيرة من كافّة الصلوات، فيكون في الركعة الثانية من صلاة الفجر وكذلكَ في الركعة الثالثة من صلاة المغرب، كما يكونُ في الركعة الرابعة من صلوات الظهر والعصر والعشاء، ويجلس المصلي في هذا التشهد متوركاً؛ أي يكونُ فارشاً رِجله اليسرى ومنصباً رجله اليمنى، ومخرجاً اياها من تحته عن يمينه، ونذكّر أننا نوردِ هذه المعلومات لتتضح لنا صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة.

صيغة التشهد الثاني في الصلاة

صيغة التشهد الثاني في الصلاة
صيغة التشهد الثاني في الصلاة

تتضح لنا صيغة التشهد الثاني في الصلاة ببساطة بعد تعرُّفنا إلى صيغة التشهد كاملاً، إذ إنّ التشهد الثاني يتضمن القسمين الأول والثاني “التحيات لله… إنك حميدٌ مجيد”، وتأتي صيغة التشهد الثاني في الصلاة كما يلي، آملين بذلكَ أن تكونَ صيغة التشهد الأول والثاني في الصلاة قد اتضحت:

التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل ممد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

دليل فريضة التشهد في الصلاة

دليل فريضة التشهد في الصلاة
دليل فريضة التشهد في الصلاة

يتمثّلُ دليل فريضة التشهد في الصلاة بإجماع العلماء على كون التشهد ركن من أركان الصلاة، أيّ أن الصلاة لا تصحّ بدون التشهد، ويُشار إلى أنّ العلماء اختلفوا في الحكم الخاصّ بِالتشهد الأول والتشهد الثاني، فبعضهم ذهبوا إلى أنّ التشهد الأول سنة، وبعضهم ذهبوا إلى أنّه فرض، لكنّهم جميعاً اتفقوا على أنّ التشهد الأخير حكمهُ واجب وفرض، وهذا ما يتعلق بـ حُكم التشهد الأول والثاني في الصلاة.

وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: “كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا: السلام على جبريل وميكائيل، السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله، والصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض – أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله”.

 شروط التشهد الأول والثاني في الصلاة

 شروط التشهد الأول والثاني في الصلاة
 شروط التشهد الأول والثاني في الصلاة

هناك مجموعة من الشروط والقواعد التي لابدّ من الالتزام بِها مِن قبل المصلي لِيكون التشهد صحيحاً، ولتكونَ الصلاة كلها مقبولة وصحيحة، ولِيكون المصلي قد أدى التشهد الذي يُعدّ ركناً مِن أركان الصلاة بدقة وبطريقةٍ صحيحة، عليهِ اتباع ما يأتي مِن الشروط والمحددات، وهيَ شروط التشهد الأول والثاني في الصلاة:

  • أن يسمع المصلي نفسه الموالاة فإن تخلله غيره لم يعتد به.
  • قراءة التشهد قاعدًا إلا لعذر.
  • أن تكون قراءة التشهد باللغة العربية عند القدرة عليها.
  • نطق الحروف والكلمات بشكلٍ سليم.

حكم من ترك التشهد الأول سهواً

حكم من ترك التشهد الأول سهواً
حكم من ترك التشهد الأول سهواً

حكم من ترك التشهد الأول في الصلاة في حال قام وأكمل صلاتهُ ثم تذكر أنه لم يقل التشهد سهواً، أن يسجد سجود السهو، أما في حال تذكر أنّه لم يقل التشهد خلال الجلوس قبل أن يستتم قائماً، ففي هذه الحالة عليه أن يعود ويجلس ويقرأ التشهد الأول، ولكن في حال قَام وبدأ في قراءة القرآن للركعة التالية، ففي هذه الحالة يكونُ الجلوس محرماً عليه، فيتوجب هُنا أن يُكمل الصلاة ثم يؤدّي سجدتيّ السهو قبل التسليم، وذلكَ ضِمن طرحنا أبرز أحكام التشهد الأول والثاني في الصلاة.

حكم من ترك التشهد الثاني سهواً

حكم من ترك التشهد الثاني سهواً
حكم من ترك التشهد الثاني سهواً

حكم من ترك التشهد الثاني سهواً، فإنّه يعود إلى مجلسه ويقرأ التشهد الأخير، ثم عليه أن يسجد سجود السهو، أو أن يسلم ثمّ يسجد للسهو، والأفضل له في هذه الحالة أن يسجد سجود السهو بعد أن يُسلّم من الصلاة، أمّا الدليل على ذلك فهوَ في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه صلَّى الظهر أو العصر ركعتين وقام من مكانه إلى مكانٍ آخر، فنُبِّهَ أنه سلَّم من ثنتين، فعاد فكمَّل الصلاة وسلَّم ثم سجد للسهو، مع أنه قد قام من مكانه واستقبل غير جهة القبلة يحسب أنه أتمَّ صلاته، والنبي ﷺ ينسى كما ينسى غيرُه، يقول ﷺ: إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون، فإذا نسيتُ فذكِّروني”. وذلك في حال كانَ الفصل بعد الصلاة قصيراً، أما إن كان الفصل بين الانتهاء من الصلاة والتذكر طويلاً، فهنا لابدّ من إعادة الصلاة مرة أخرى كاملةً، واللهُ أعلى وأعلم.

ونصلُ إلى هُنا لختام المقال، وقد تعرفنا في سطورهِ إلى أحكام ركن هامّ مِن أركان الصلاة وهوَ التشهد، بما في ذلكَ الشروط الخاصّة بهِ وحُكم من تركهُ سهواً سواء بالنسبة للتشهد الأول أو الأخير، وذلكَ ضِمن الإجابة على مُعظم الاستفسارات حولَ التشهد الأول والثاني في الصلاة.

Scroll to Top